الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تعديل السلوك

تعديل السلوك

تدنى الأخلاق داخل المدارس أصبح خطرًا كبيرًا يواجه المجتمع، ومشاكل التنمر لا يجب أبدًا أن نستهين بها، وسوء التعامل بين المعلم وولى الأمر والطالب واستخدام ألفاظ «عبده موتة والألمانى والأسطورة» وغيرها من المشاهد والألفاظ التى تصدرها لنا الدراما أصبح خطرًا يحتاج منا إلى إعادة ترتيب الأولويات، التى أصبح على رأسها التربية أولاً قبل التعليم، فكل يوم نسمع ونقرأ ونشاهد حوادث داخل المدارس بطلها التلاميذ وأولياء  أمورهم ضد المدرسين أو العاملين فى المدرسة، وتكون هذه المشكلات أحيانًا كثيرة مفتعلة من قبل بعض أولياء الأمور ضد المدرسين والعاملين فى المدرسة،ورغم عشرات بل مئات الوقائع إلا أن الذين تتم معرفتهم عدد محدود جدًا لأن هناك بعض المدرسين يرفضون عمل محاضر رسمية فى أقسام الشرطة خوفًا من بطش أولياء الأمور بهم، وهناك من يتدخل لإنهاء الأمر بالصلح فعلى سبيل المثال فى بداية العام الدراسى وقعت أكثر من مشكلة داخل المدرسة كان منها تعرض معلم ومدير مدرسة بإحدى قرى محافظة الجيزة للاعتداء عليه من قبل ولى أمر طالب وعدد من أصدقائهم بعد أن سعى المعلم لتطبيق شروط السلامة بعدم خروج التلاميذ بالصفوف الأولى إلا مع أسرهم ومنهم ابنة الشخص المعتدى الذى رفض هذا الإجراء، وقام هو ونجله بإحضار عدد من أصدقائهم يعملون فى صالة ألعاب رياضية بالتعدى على المعلم ومدير المدرسة بالضرب بالإضافة إلى تعرض معلم بإحدى المدارس التابعة لإدارة محرم بك التعليمية بالتعدى بالضرب من قبل ولى الأمر أمام الطلاب داخل المدرسة.



هذه الوقائع ليست وقائع فردية، بل هى نموذج مصغر لعشرات بل مئات من الوقائع التى تحدث داخل المدارس دون رابط وهو ما يدل على أن هناك انفلاتًا سلوكيًا لأولياء الأمور الذين أصبحوا يتعاملون مع معلمى المدارس على أنهم من طبقة أقل من طبقتهم، وهو أمر يدعو للدهشة لأن أساس العملية التعليمية منذ أن نشأت تقوم على احترام الطالب وولى أمره لمعلمه والامتثال له حتى يستطيع الطالب أو التلميذ أن يستوعب ما يقوم به المعلم من شرح الدروس وفهم ما يقوله المدرس، لكن الواقع الآن أصبح غير ذلك ويبدو أن الدراما والسوشيال ميديا أثرت فى المجتمع وفى الأسر المصرية التى تأثرت كثيراً بأفلام ومسلسلات الأسطورة وعبده موتة والألمانى وغيرها من دراما العنف والبلطجة وبدأوا يأصلون ذلك فى أولادهم وأن كل شىء لايؤخذ إلا بالقوة لدرجة أن كثيرًا منهم استهان بالقانون وأصبح كل واحد منهم له قانونه الخاص.

ورغم أن بعض المعلمين أحيانًا يرتكبون أخطاء أو اعتداءً على التلاميذ إلا أنهم دائمًا وأبدًا يتم تحويلهم إلى التحقيق الذى إذا ثبت قد يكلفه ذلك فقد وظيفته، أما ولى أمر الطالب حتى لو تم عمل محضر ضده وتم حبسه أو تغريمه فإنه يستطيع أن يعود للحياة مرة أخرى دون أن يفقد شيئًا كثيرًا، ورغم اهتمام وزارة التعليم فى تحقيق كل الشكاوى التى تصل إليها إلا أن الأمر يحتاج إلى شقين الأول: كيفية حماية المعلمين حماية حقيقية ضد بطش وعنف أولياء الأمور والشق الثانى :عامل نفسى واجتماعى لأن المدرس الذى يهان أمام طلابه قد يسبب له ذلك احتقانًا نفسيًا قد يؤثر على شخصيته فترات طويلة.

لكن الأهم من ذلك كله، نحتاج إلى دراسة اجتماعية واقعية نخرج بها عن الأسباب الحقيقية التى غيرت طباع البشر عندنا إلى هذا الحد من العنف غير المبرر، خاصة أن سلوك الأطفال فى المدارس وفى الشوارع قد تغير كثيرًا وأصبحوا يميلون للعنف بشكل كبير تحت سمع وبصر أولياء الأمور الذين لا يعرفون أى شىء عن التنمر ضد الغير وهو أمر خطير جدًا يحتاج إلى تطوير وفهم كبيرين من كل مؤسسات الدولة حتى نعيد لمثل هؤلاء عقولهم فى كيفية التعامل باحترام وتقدير مع الغير.

حفظ الله مصر وشعبها وأعاد للمنفلتين والمتنمرين عقولهم وأخلاقهم وتعديل سلوكهم من أجل مستقبل أفضل.