الثلاثاء 16 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» تستعجل وزارة الداخلية!

«روزاليوسف» تستعجل وزارة الداخلية!

أصاب القلق السيدة «روزاليوسف» وبعد أن ملأت استمارة تفيد بعزمها على إصدار مجلة باسم «روزاليوسف» وذهبت بنفسها إلى وزارة الداخلية لتقديم الطلب، ومضت أيام ولم تتلق ردًا سواء بالموافقة أو الرفض.



وتحكى «روزاليوسف» فى «ذكرياتها الصحفية» قائلة:

رحت أترقب صدور الترخيص يومًا بعد آخر، حتى مضى أسبوع وأنا على أحر من الجمر، ولم أكن أفكر خلال هذا الأسبوع إلا فى المجلة وطرق ترويجها وتبويبها، ولم أتوان عن نشر إعلانات بالصحف عن قرب صدور المجلة التى صرحت لى بها «الداخلية».

ولم تكن الداخلية قد صرحت بعد، فثارت لهذا الإعلان وأرسل فى طلبى مدير قلم المطبوعات وكان فى ذلك الحين حضرة الأديب الكبير والعالم المحقق محمد بك مسعود فما أن دخلت مكتبه حتى بادرنى بقوله:

ـ كيف تعلنين عن مجلة لم تصرح بها الوزارة بعد؟!

قلت: وهل فى نية الوزارة عدم التصريح بها؟

قال: كلا ولكن القانون يجب أن يراعى.

قلت: وهل القانون هو الذى يجعل الحكومة تتكاسل عن التصريح بالمجلة، لقد انتظرت أسبوعًا.. وأظن أن هذا يكفى، فإذا لم تصرح لى الحكومة فأصدر المجلة والسلام!

وضحك «مسعود» بك لسذاجتى وطيب خاطرى بقوله إن التصريح موشك الصدور، فانصرفت وقد وثقت بحديث مسعود بك، ولم يبق لدى أدنى شك فى أن ترخيص المجلة بات فى يدى، ولكن الأيام مرت وتلتها الأسابيع فعدت أسأل مدير قلم المطبوعات عن إهمال الحكومة فأحالنى إلى محافظة مصر، وذهبت إلى المحافظة، وكانت هى المرة الأولى التى أذهب إليها، فأخذت أسأل الموظفين عن المكتب بتاع الجرايد!

وذاع خبر طلبى للمجلة بين الموظفين فالتفوا حولى، إذ كانت شهرتى الفنية قد سبقتنى إليهم وراحوا يسألوننى: المجلة اسمها ايه؟ فأقول: «روزاليوسف»!

فيقولون: أيوه ما أحنا عارفين إنك «روزاليوسف»، لكن المجلة اسمها ايه؟

وبعد جهد غير يسير استطعت أن أفهمهم أنى صحيح «روزاليوسف» وأن المجلة أيضا اسمها «روزاليوسف».

وتحكى «روزاليوسف» كيف وصلت إلى غرفة «سليم زكى بك» مدير القلم السياسى، والموظفون يحيطون بها وكلهم يتوق إلى رؤيتها عن قرب، لأنهم لم يشاهدوها على خشبة المسرح ومنهم من راح يعرب لها عن إعجابه بمواقفها الفنية فى الرواية الفلانية وتضيف قائلة: ـ لكنى كنت فى شغل عن هذا كله بالطبع، وحدثت «سليم بك» عن غرضى من الحضور ولم يفتنى الاحتجاج على تعطيل مصالح الدولة على هذا النحو، فوعدونى بأن الرخيص سيصدر بعد أسبوع، ولم يمض الأسبوع حتى صدر الترخيص باسم المجلة، ولست أحاول هنا أن أعبر عن مقدار اغتباطى لذلك كله بل أتركه للقراء.

ورحت من فورى أعد العدة لإصدار العدد الأول، فاجتمع الأصدقاء من جديد وأخذوا فى تبويب المجلة حسب نزعاتهم وميولهم، أما زكى طليمات فيرى أن تكون المجلة خاصة بالأدب الكلاسيكى الذى يتعطش الجمهور لمطالعته كما يزعم، ويرى «أحمد حسن» أن تكون المجلة فنية فقط، وهذه هى المرة الأولى التى يبدى فيها هذا الصديق رأيًا!

أما إبراهيم خليل فرجل صحفى يرى أن المجلة يجب لضمان نجاحها أن تكون محتوية على أبواب جديدة، فلما سألته عن هذه الأبواب كان جوابه: اتركونى أفكر وبعدين أبقى أقول لكم! ومن آخر يرى أن تصدر «روزاليوسف» قوية جدًا، فلما سئل قد ايه يعنى قال: شديدة! ففسر الماء بالماء!

وأخيرًا استقر الرأى على إصدارها مجلة أدبية راقية ذات أسلوب عال ولم أعارض بالطبع وإن كنت لم أقتنع تمامًا ورأيت أن أعمل وفق الحكمة القائلة: أكبر منك بيوم يعرف اكتر بسنة!

وانتهت مشكلة لون المجلة الصحفى الذى تصدر به، وإذ بنا أمام مشكلة عويصة!» وللحكاية بقية..