خلط المفاهيم الشيطانى
إذا أمعنا التفكير فى استراتيجية ومنهجية عمل إبليس فى وسوسته للإنسان نستطيع بسهولة اكتشاف أن ما يسر به الإنسان دائما ما يبدو رائعا ولنأخذ أول هذه الأفعال عندما اقترب من سيدنا آدم وحواء فى الجنة فبالرغم من تحذير المولى عز وجل لهما بألا يقتربان من شجرة معينة مع السماح لهما بأن يأكلا ويشربا من باقى الأماكن إلا أن إبليس تلبس لهما فى ثوب الناصح الأمين الحريص على مصلحتهما حيث أسر إليهما بأن النهى الإلهى إنما جاء بسبب أن الأكل من هذه الشجرة سيجعلهما ملكين أو خالدين وللإمعان فى الإقناع فقد أقسم لهما بأنه ناصح أمين يرغب فيما هو صلاح لهما.
هذه المنهجية يتبعها وسيستمر فى ذلك إلى يوم يبعثون ولأنها منهجية ناجحة فى أغلب الأحوال نرى بعض البشر يتخذونها منهجا ثم تطور الأمر فتجدها منهجا لمؤسسات كبرى ولسياسات بعض الدول أيضا.
فعلى سبيل المثال نرى دعوات عن السلام والتآخى والتعاون والعيش المشترك والحريات وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات البراقة ولكن عند الإمعان فيما وراء تلك القيم السامية نجد أحيانا الكثير من الخزى والخسران.
مثال لذلك نراه ونلمسه هذه الأيام من الحديث عن بعض ما يطلق عليهم النشطاء السياسيين والذين اتخذوا شبكات التواصل الاجتماعى للتعبير عن آرائهم بحرية وهو ما نكتشف فور التعمق فيما يكتبون أن الأمر لا حرية ولا قيم كما يزعمون ولكنه خطاب كراهية وإرهاب ويأس وتحريض على العنف والقتل والتدمير بصريح العبارات هذا بالإضافة إلى قدر كبير من البذاءة والسوقية.
ثم تبدأ حملات غير منطقية وغير عقلانية مطالبة بالعفو والإفراج عن هؤلاء الأشخاص وهو ما دفعنى إلى مراجعة بعض مما قالوا وهنا اكتشفت أن ما أصدروه من منشورات لا يمكن أن تصدر عنهم ضد مؤسسات أو أبناء بلدانهم التى يحملون جنسياتها وهنا يكون السؤال الاستنكارى، لماذا يسمح لهم بهذا وتتم مباركته عندما يوجه نحو مصر و لماذا يمتنعون أو يعاقبون إذا قاموا بذلك ضد بلدانهم الجديدة.
الموضوعية يرحمكم الله