الجمعة 25 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فلاسفة الفراعنة والإشكالية الشفهية

فلاسفة الفراعنة والإشكالية الشفهية

المتابع لتطور ونشأة علم الفلسفة وعلوم الحكم والإدارة ينبهر كثيرا بالإغريق والرومان وما تركوه من تراث إنسانى كبير وهو التراث الذى تمت ترجمته فى عصور لاحقة إلى العربية وتحديدا فى العصر العباسى ومنذ ذلك التاريخ وهو يدرس فى الكثير من المعاهد والجامعات كما أن الكتاب والمفكرين العرب يتحدثون عنه بالكثير من الانبهار والإعجاب هذا بالطبع إضافة إلى الترجمة إلى باقى لغات العالم فلا تجد أحدا لا يعرف على الأقل أسماء مثل أرسطو وسقراط  وغيرهما، كما أن الكثيرين يعرفون عن أنظمة الحكم فى كل من آثينا وروما.



على الجانب الآخر وعلى الرغم من أن الحضارة المصرية القديمة -الفرعونية- قد شيدت الكثير من التحف المعمارية المعجزة إلا أن العالم مازال لا يعرف عن تلك الحضارة الكثير غير أنها حضارة متقدمة فى علوم المعمار والطب والفلك والزراعة وبعض من الفتوحات العسكرية التى قام بها هؤلاء الفراعين.

هذا ما دفعنى للبحث عن سبب مقنع لقلة المعلومات وهو ما استدعى عدة تساؤلات منها على سبيل المثال ما هى الفلسفة الفرعونية فى الحكم وفى الحياة ولماذا لا نعرف أسماء فلاسفة من الفراعنة ولماذا لا نعرف الكثير عن أنظمة الحكم إلا أنها قد تطورت من النظام القبلى الى النظام الملكى المركزى الذى ربما يراه البعض قد تطور تلقائيا نتيجة جغرافية مصر ومرور نهر النيل خلالها شاقا طريقه من الجنوب الى الشمال؟

وفى رحلة البحث تلك وجدت كاتبا أمريكيا يدعى جورج جى. ام. جيمس قام بتأليف كتاب بعنوان «التراث المسروق...الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة» يوضح فيه أن فلاسفة اليونان قد نقلوا عن الفلسفة المصرية القديمة التى كانت نتاج فكر الكهنة المصريين القدماء الذين وضعوا مذهبا دينيا شديد التعقيد سمى بنظام الاسرار وأن تلك الفلسفة لم يكتب لها الخلود ببساطة لأنها كانت فلسفة شفهية محظور تدوينها وكانت تعتبر من الأسرار التى لا يعرفها عامة الشعب وأن الترويج لأن اليونان هى أصل ومنشأ الفلسفة لهو تضليل كبير لم تتم فيه الإشارة من قريب أو من بعيد للفلاسفة المصريين القدماء.

بقى أن أشير إلى أن الكتاب يقع فى 365 صفحة متوسطة القطع وصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة وترجمه الى العربية الكاتب المصرى شوقى جلال.

أعتقد أنه على المتخصصين إعادة زيارة تلك المنطقة المجهولة أوالمطموسة من التاريخ الإنسانى وإعادة الاعتبار لأجدادنا القدماء، فهل من مجيب؟