الأربعاء 13 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المحبس الرقمى

المحبس الرقمى

تقوم شبكات التواصل الاجتماعى بخدعة ضمن مجموعة الحيل والتلاعب الذى تقوم به مع مستخدميها بخصوص المستخدمين الجدد أو فى حالة أن يقوم المستخدم بإغلاق حسابه مؤقتا ثم إعادة تشغيله مرة أخرى.



هذه الخدعة ببساطة تعتمد على نسبة الوصول Reach حيث تبدأ بزيادة هذا الوصول بمعنى أن ما تقوم بنشره سيصل الى عدد كبير من الأصدقاء، ربما يصل إليهم جميعا وفى هذه الحالة فإن عدد التفاعلات على المنشور من علامات إعجاب وتعليقات سيكون كبيرا. هل معنى ذلك أن ما تقوم بنشره لا يصل إلى الجميع؟ الإجابة القاطعة هى «نعم» ما تقوم بنشره لايصل الى الجميع فلايرونه على الـtimeline  ولمشاهدة ما تنشره يتعين عليهم الدخول إلى صفحتك والإبحار فى المنشورات الموجودة بها.

أما فى الحالتين السابق الإشارة إليهما فإن عدد التفاعلات يكون كبيرا وهنا يعتقد المستخدم أن ما يكتبه مهم بالفعل و جذاب بدليل أنه حاز كل هذا الكم من التعليقات وعلامات الإعجاب، ثم بعد فترة وجيزة تبدأ خوارزميات شبكات التواصل الاجتماعى فى تقليل نسبة الوصول إلى الأصدقاء وعليه فإن عدد التفاعلات يقل تدريجيا اليوان يصل الى نسب متدنية جدا وهنا يبدأ المستخدم فى التساؤل عن الأسباب حيث يبدأ فى الشك فى نفسه و فى جاذبية ما يكتب ثم يبدأ فى الضيق والغضب والشك فى نوايا الأصدقاء، لماذا يتجاهلون ما يكتب وهل هو الحقد أم أن مستوى ما يكتبه أقل من المطلوب ثم ينظر الى تفاعلهم مع أصدقاء آخرين فيبدأ فى المقارنة وفى تقييم علاقته بهم مقارنة بعلاقات الصديق الآخر ويبدأ فى رسم مجموعة من التصورات لتلك العلاقة وربما أدى ذلك الى إعادة تقييم علاقته بهم و من ثم تغيير فى أسلوب التعامل و مقدار المودة والتقدير.

والحقيقة أن الأمر لا يخضع لعلاقات البشر مثلما يتوقع البعض فشبكات التواصل الاجتماعى تفتح ثم تغلق هذا المحبس الرقمى لعدة أسباب أهمها هو أن تستخدم كعنصر جذب للمستخدمين الجدد أو لمن قام منهم بإعادة فتح حسابه و أعاد الانخراط مرة أخرى فى هذا العالم الرقمى السخيف، من الأسباب أيضا هو حق المستخدمين على دفع مبالغ مالية من أجل تمويل منشوراتهم لكى تصل إلى اكبر عدد ممكن من الأصدقاء وهذه العملية تعتبر هى المصدر الأول لأرباح تلك الشبكات.

ترى هل من الممكن أن نتوقف عن الاعجاب بكم التفاعلات وأعداد الأصدقاء ونقلل من استخدام تلك التطبيقات أم سنستمر فى هذا الصراع اللانهائى السخيف؟