الأربعاء 13 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تسريح بإهانة

تسريح بإهانة

خلال الأسبوع الماضى وخلال الأيام القليلة الماضية من هذا الأسبوع أيضًا قرأنا العديد من الأخبار عن قيام كبرى الشركات العاملة فى مجالات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعى بالاستغناء عن آلاف من العاملين لديها، فمنذ عدة أيام وجدنا شركة ميتا-فيسبوك سابقًا- تعلن عن الاستغناء عن 11 ألف موظف يمثلون 13% من إجمالى قوة العمل بالشركة والبالغة حوالى 87 ألف موظف  وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ إنشاء الشركة فى 2004. إيلون ماسك المالك الجديد لشركة تويتر قام بالشيء نفسه بالاستغناء عن حوالى 3500 موظف بدون أى إشعار أو تنبيه مسبق، كما قامت شركة أمازون بالاستغناء عن حوالى عشرة آلاف موظف خلال تلك الفترة أيضًا، أما عن الأسباب الداعية إلى ذلك فإن الشركات الثلاث وعددًا من المحللين يعزون ذلك إلى ما أطلقوا عليه الضربات الثلاثية التى تلقتها تلك الشركات خلال الفترة السابقة و يقصدون هنا تباطؤ حركة الاقتصاد وزيادة معدلات التضخم وتوقف معدلات النمو الحادثة جراء جائحة كورونا و ذلك بعد عودة الحياة إلى طبيعتها السابقة إلى حد كبير.



ليست تلك الشركات الثلاث فقط بل إن الأمر طال عددًا آخر من الشركات منها على سبيل المثال شركة مايكروسوفت التى أعلنت الاستغناء عن حوالى ألف موظف و عليه فإن بعض المراقبين يقدرون إجمالى عدد الموظفين المستغنى عنهم فى تلك الشركات بحوالى 28 ألف موظف.

الأرقام تؤكد كم الخسائر الحادثة هذا العام فقط، فعلى سبيل المثال فقدت أسهم شركة ميتا 70% من قيمتها منذ بداية العام ، كما أن شركة مثل تويتر تخسر يوميًا ما قيمته 4 ملايين دولار بحسب تصريحات المالك الجديد، كما أن شركة أمازون خسرت ما قيمته تريليون دولار فى سوق الأسهم هذا العام فقط.

القضية أخطر من مجرد الاستغناء عن هذا العدد من الموظفين فالمعلوم أن شركات التقنية لم تخسر جراء أزمة كورونا بل على العكس ارتفعت أسهمها وأن الاقتصاد الرقمى ربما يكون أكثر صلابة فى مواجهة التباطؤ العالمى وارتفاع معدلات التضخم باتت أمورًا تحتاج إلى إعادة دراسة وتدقيق، ليس هذا فحسب فما حدث من استغناء مهين و سريع ربما يلقى بظلاله ويعطى إشارة خطر سريعة لباقى الشركات والأعمال غير المرتبطة وغير المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنفس القدر وللأسباب نفسها باستثناء السبب الخاص بتراجع وباء كورونا وهو ما يمكن استبداله بعامل آخر قد يؤدى إلى المزيد من الاستغناء عن العاملين وهو استبدالهم بأنظمة الذكاء الاصطناعى التى تستطيع أن تقوم بالأعمال بدقة أكبر وبسرعة لا تقارن بسرعة الإنسان.