الأربعاء 13 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 المشى والصحة النفسية

المشى والصحة النفسية

يقال إن الأديب توفيق الحكيم عندما بدأ فى هواية المشى حدث وأن قابله طبيبه الخاص فى أحد الشوارع فبينما وجده يهم فى السير أوقفه وقال له: «شكلك مش عايز تجيلى تانى» إشارة من الطبيب إلى أهمية المشى للصحة، ليس فقط البقاء عليها عند مستوى مرتفع ولكن أيضًا لأن المشى يساعد فى تقليل حدة عدد من الأمراض والوقاية من عدد آخر أيضًا.



بالطبع المقصود هنا هو المشى بخطوات منتظمة وليس بأسلوب التسكع وهذا المشى المنتظم لمدة لا تقل عن ٢٠ دقيقة له العديد من الفوائد منها تحسين الحالة المزاجية وتنشيط الدورة الدموية والمساعدة على الاسترخاء والنوم العميق، ولماذا ٢٠ دقيقة على الأقل والإجابة أن بعضًا من إفرازات تلك الهرمونات لا تبدأ فى النشاط إلا بعد انقضاء تلك الدقائق.

أثناء المشى قد ينشغل البعض بالحديث مع صديق ولو من خلال الهاتف المحمول وهو ما يقلل من فائدة هذا النشاط نظرًا لعدم انتظام كمية الهواء فى عمليتى الشهيق والزفير ولذلك فإنه من الأفضل عدم التحدث أثناء المشى على الإطلاق وهو ما يستعيض عنه البعض بالاستماع إلى الموسيقى أو بعض الأغنيات وهى وإن كانت محفزة على الحركة إلا أن إيقاع المشى قد يتأثر بإيقاع الأغنية أو القطعة الموسيقية وهو ما لا يمكن اعتباره أمرًا جيدًا فى جميع الأحوال.

وعلى أى حال فإن أفضل ما يمكن أن يمارسه الإنسان أثناء المشى هو التفكير،التفكير البسيط الذى سرعان ما ينقلب إلى تفكير عميق، فى أى أمر من أمور الحياة العامة أو الشخصية، أنا على سبيل المثال قمت بتجربة التفكير العميق أثناء المشى وكانت النتائج باهرة، يكفى أن أشير إلى نتائج هذا التفكير والذى استمر ٢٠ دقيقة قد أوضح بعض الأمور التى قد أقضى ٢٠ عامًا فى فعلها بلا تفكير. هنا أيضًا أجدنى أرى أن أسمى مجالات التفكير هو التفكير فى الله وعجائب خلقه وتصريفه للأمور وهو ما يؤكد مقولة :أن «تفكر ساعة خير من عبادة سنة» وهى العبارة التى كنت أنظر إليها بقدر كبير من الاستغراب والكثير من الإحساس بمبالغة قائلها وذلك فى سنوات الشباب الأولى عندما استمعت إليها لأول مرة ولكن حاليًا أجدها سليمة تمامًا وحقيقية، وفى كل الأحوال يكون بينى وبينك عزيزى القارئ ٢٠ دقيقة تقوم فيها بممارسة المشى وبعد ذلك تستطيع أن تحكم بنفسك.