الأربعاء 4 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حلم يتحقق

حلم يتحقق

لم يكن ذكر الله سبحانه وتعالى مصر فى القرآن الكريم أكثر من مرة وفى أكثر من موضع اعتباطًا، ولكن كان ذكرها دائمًا وأبدًا مرتبطًا بالأمن والأمان،وبأنها أهم وأجمل بلاد الأرض، لذلك حباها الله سبحانه وتعالى بكنوز لا تعد ولا تحصى، ومع مرور الوقت والزمن يتم الكشف عن البعض منها، وقد أراد الله سبحانه وتعالى وبعد سنوات طوال من عدم الاهتمام بالرمال السوداء كما يطلق عليها، والتى تمتد عبر شواطئ مصر شمالًا حيث عانت تلك الثروة المهمة من عدم الاستغلال الجيد، حتى أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى اكتشافها، من خلال تدشين أكبر مشروع قومى لاستغلال الرمال السوداء، والذى يحمل بين طياته الخير الوفير لمصر، وهيكل اقتصادها بشكل عام، لما تمثله هذه الرمال من أهمية وما تحتويه من عشرات العناصر المعدنية، والتى تعد تلك العناصر المكون الأساسى فى صناعة أنابيب البترول والدهانات وهياكل السيارات والطائرات، وكذلك فى المجال الطبى، كونها قد تستخدم للأسنان التعويضية.



مصر تذخر بشواطئها وصحاريها شمالًا وجنوبًا، برواسب معدنية داكنة عبر أكثر من عشرة مواقع، بتركيزات مختلفة، بداية من مدينة رشيد وصولًا إلى العريش بساحل يتجاوز 400 كيلو متر، موزعة على أربعة مواقع، رشيد وبلطيم ودمياط وشمال سيناء، بواقع يتجاوز الـ مليار متر مكعب حيث تختلف نسب تواجدها من منطقة لأخرى، وفقًا لانخفاض أو ارتفاع المنطقة المعنية، إضافة إلى تأثير بعض العوامل المناخية، كما ذكر الخبراء المتخصصون فى هذا المجال.

بهذا المشروع العملاق الذى لم يأخذ حقه إعلاميًا إلا من خلال افتتاح الرئيس السيسى له منذ عدة أيام، يحتاج للتركيز عليه جيدًا، مصر الآن تدخل نحو فصل معادن اقتصادية مهمة فى العديد من المنتجات الصناعية، مثل معدن الروتيل والألمنيت، المستخدم فى صناعة الدهانات وصناعة أغلفة الوقود النووى, وفى العديد من الصناعات الاستراتيجية، التى ظلت سنوات وسنوات مدفونة تحت سطح الأرض، حتى أراد لها أن تخرج إلى النور مرة أخرى.

كنوز مصر لا تتوقف أبدًا عند الرمال السوداء، أو آبار الغاز والبترول ومناجم الذهب فقط، هناك كنوز كثيرة فى ربوع مصر تحتاج إلى الأيدى الممتدة، والعقول المفكرة لاستخراجها، مثل الرمال البيضاء فى سيناء، والتى تعد من أهم الرمال التى يستخرج منها الزجاج وصناعة السليكون، والتى بدأ الاهتمام بها أيضًا فى السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى منطقة المثلث الذهبى الواقع ما بين مدينة الغردقة ومحافظات الصعيد وقنا وسوهاج وأسيوط التى تذخر بالعديد من المعادن.

مصر تحتاج لمن يأخذ بيدها، ويسلط الضوء على كنوزها، ويستخرجها ويُصنعها، كما فعل الرئيس السيسى مع الرمال السوداء.

هذه المشروعات العملاقة فى مستقبل مصر الحقيقى، الذى يمكن أن يجعل اقتصاد مصر فى مصاف الاقتصاديات القوية، وأيضًا تستطيع من خلال استخراج وتصنيع هذه المعادن أن توفر فرص عمل كثيرة لشبابنا فى كل مكان، وتستطيع أن توفر لبلادنا عملة صعبة، نحن فى أشد الاحتياج لها.

المستقبل لمصر فى القريب العاجل، طالما هناك من يفكر ويخطط ويستغل الفرصة، من أجل البناء والتنمية الحقيقية، وبعد أن تحقق حلم الرمال السوداء بعد طول انتظار لعشرات السنين، سوف تتحقق باقى أحلام المصريين، فى استخراج وتصنيع باقى المعادن، التى هى كنوز مصر الحقيقية المخفية والتى لم يقترب لها أحد منذ عشرات بل مئات السنين.