سعاد حسنى والمليجى والدقن ومحمود مرسى نجوم مهرجان القاهرة السينمائى

من أهم الإضافات فى النسخة الـ 44 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يسدل الستار عليه مساء  اليوم  بالمسرح الكبير بدار الأوبرا الاتجاه لترميم الأفلام القديمة التى لها مكانة بارزة فى تاريخ السينما المصرية، وهى رسالة عظيمة ودور مهم لمهرجان بقيمة القاهرة السينمائى، ويجب أن تستمر هذه الرسالة ويتعاظم هذا الدور فى الدورات القادمة للحفاظ على تراثنا السينمائى باعتباره ذاكرة الأمة وإقامة ندوات لها وتكريم ما تبقى من صُنَاعِها والذين رحلوا معا، والجميل أن حسين فهمى فخور بهذه الإضافة واتضح ذلك فى المؤتمر الصحفى قبل بدء المهرجان وأيضا فى كلمته اثناء الافتتاح  مما يعنى إيمانه الكبير وتأثره بهذه الرسالة.

الأفلام التى استجابت للترميم ثلاثية سينمائية بديعة وهى: فيلم «يوميات نائب فى الأرياف» و«الاختيار» و«أغنية على الممر» والأفلام الثلاثة من بين أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية ليس هذا فقط بل إنها من روائع إبداعات كتاب عظام على مستوى الأدب والسينما، فالفيلم الأول من تأليف الأديب الكبير توفيق الحكيم ووضع له السيناريو، والحوار الفريد فرج أما الثانى فهو من تأليف اديب نوبل العالمى نجيب محفوظ، أما الثالث فهو من سيناريو وحوار الراحل مصطفى محرم وهو واحد من أبرز من كتبوا للسينما المصرية، بينمشا قام ببطولة هذه الأفلام أسماء خالدة فى مقدمتهم سعاد حسنى ومحمود مرسى وتوفيق الدقن وعزت العلايلى وصلاح السعدنى وهؤلاء النجوم لمعوا فى هذه الدورة وسجلوا حضورا جميلا وخصوصا سندريللا الشاشة سعاد حسنى التى كانت نجمة الدورة الاولى لمهرجان القاهرة السينمائى عام 76.

الفيلم الأول وفقا للترتيب الزمنى للعرض «يوميات نائب فى الأرياف» فهو من الأعمال المهمة وقام ببطولته الفنان العملاق توفيق الدقن وأخرجه توفيق صالح وساعده فى الإخراج خيرى بشارة ونادر جلال. واجه الفيلم عند عرضه رفضا من الرقابة على المصنفات التى منعت العرض وطالبت بحذف 16 مشهدا منه لكى تجيز عرضه، كما واجه نقدا وهجوما شديدا من المسئولين فى الدولة، بحجة أنه ينتقد سياسة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وفى لقاء للأديب توفيق الحكيم مع الرئيس الراحل عبدالناصر شكى إليه تعنت الرقابة مع روايته ومنع عرض الفيلم بعد إنتاجه وطلب منه رؤيته أولا، وأعجب الرئيس الراحل عبد الناصر بموضوع الفيلم وأمر بعرضه بل قال  يكفى انه قصة توفيق الحكيم.

الفيلم الثانى هو «أغنية على الممر» إخراج الراحل على عبدالخالق الذى رحل فى سبتمبر الماضى، وإنتاج عام 1972، سيناريو وحوار مصطفى محرم، كما يقوم ببطولته كل من: محمود مرسى وصلاح قابيل ومحمود ياسين وأحمد مرعى وصلاح السعدني، وغيرهم من الفنانين.

وتحكى أحداث الفيلم عن معاناة فصيلة مشاة مصرية يتم حصارها أثناء حرب 1967، أثناء دفاعهم عن أحد الممرات الاستراتيجية فى سيناء ويرفضون تسليمها، وتتناول الأحداث قصصا إنسانية عن هؤلاء النجوم حيث يبدأ كل واحد منهم يحكى عن حياته ومعاناته الإنسانية وعثراته وفشله، ثم يتعرضون لهجوم بطائرات العدو ليستشهد ثلاثة منهم، ويعد الفيلم من روائع أفلام الحرب بل إنه كان اشبه بالتعبئة المعنوية التى مهدت لنصر اكتوبر العظيم، وبالتالى كان تجسيدا حيا لدور الفن والقوة الناعمة .

ثالث الأفلام المرممة والتى عرضها المهرجان «الاختيار» سيناريو وحوار وإخراج يوسف شاهين وبطولة سعاد حسنى وعزت العلايلى وهدى سلطان والعملاق يوسف وهبى وللفيلم حكاية طويلة مع يوسف شاهين، فعقب الانتهاء من كتابة السيناريو براوية عزت العلايلى قرر «شاهين «أن يقدم دور البطولة، على أن يخرجه العلايلى بتوجيهاته وتعليماته، وفجأة رفض الفكرة، ورشح العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وذهب للقاء حليم وعرض عليه الفكرة فقال له: «ده مفهوش أغانى يا جو»، فرد عليه يوسف: «ما أنت طول عمرك بتغنى جرب مرة من غير غناء»، فرفض العندليب وبعد رفض عبدالحليم حافظ فكرة الفيلم، رشح عزت العلايلى ليوسف شاهين النجم الصاعد وقتها محمود ياسين، كان قد شاهده المخرج العالمى فى مسرحية «ليلة مصرع جيفارا» وأعجب به، ورشحه للدور، لكن فجأة اعترض يوسف شاهين على محمود يس، حيث كان مشغولا وقتها بتصوير فيلم «نحن لا نزرع الشوك» مع النجمة شادية، فرفض «جو» وأصر على الرفض، واستقر فى النهاية على عزت العلايلى لبطولة «الاختيار».

■ ■

فى هذه الدورة التى رفعت شعار الوفاء العظيم على عدة مستويات والتى من القيم المضافة فيها «ترميم» الأفلام وعرضها بعد أن استجابت لدعوة كبار النجوم لحضور الافتتاح بعد أعوام من التجاهل لهم وحضرت هذه الدورة الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز والنجمة الكبيرة سميرة أحمد والفنانة القديرة صفية العمرى.. وأتمنى أن نرى فى الدورة القادمة أسماء أخرى لها قيمتها الفنية الكبيرة وتأثيرها فى مقدمتهم النجمتان الكبيرتان نجلاء فتحى وميرفت أمين أبرز بطلات ونجمات  سينما السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات بل كانتا الأبرز فى سينما حسين فهمى نفسه.