الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 نوبـل وجائزته

نوبـل وجائزته

فى هذه الفترة من كل عام يترقب العالم الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة نوبل، اشهر الجوائز العالمية فى العصر الحديث، والتى تمنح الثلاث جوائز الأولى فى العلوم الطبيعية والكيمياء والعلوم الطبية أو علم وظائف الأعضاء، وتمنح الجائزة الرابعة للأعمال الأدبية، والجائزة الخامسة تمنح للشخص أو المجتمع الذى يقوم بأكبر خدمة للسلام الدولى.



وترجع تسمية هذه الجائزة إلى ألفريد نوبل، وهو مهندس ومخترع وكيميائى سويدى، اخترع الديناميت فى سنة 1867 ومن ثم أوصى بمعظم ثروته التى جناها من الاختراع إلى هذه الجائزة التى سُميت باسمه والتى بلغ رأس مالها فى عام 2012، نحو (472 مليون دولار أمريكى).

ولد فى 21 أكتوبر 1833 فى العاصمة السويدية استوكهولم، وهو الابن الرابع من ثمانية أبناء، والده ايمانويل كان مهندسًا ومخترعًا، بنى الجسور والمبانى فى استكهولم وينحدر نسبه إلى أولاوس رودبيك عبقرى الميكانيكا السويدى الأشهر فى القرن السابع عشر.

انتقل نوبل مع أسرته عام 1842 إلى سانت بطرسبرج بروسيا، حيث عمل والده فى صناعة أدوات الآلات والمتفجرات، كما اخترع الخشب الرقائقى وبدأ بعمل الطوربيدات.

بعد تحسن وضع الأسرة المادي، تم إرساله للتعليم حيث برع فى دراسته لا سيما فى الكيمياء واللغات، ثم انتقل إلى باريس سنة 1850، وعندما بلغ عمره 18 سنة ذهب إلى الولايات المتحدة لدراسة الكيمياء لمدة أربع سنوات، وحصل على أول براءة اختراع له عن اختراعه عداد غاز.

أما عن الاختراع الذى غير مجرى حياته، فقد حدث عن طريق الصدفة ومن خلال حادثة كادت تودى بحياته، اكتشف ألفريد أن خلط النتروجليسرين مع الرمل الناعم سيحول السائل غير المستقر سريع الانفجار إلى عجينة يمكن تشكيلها فى قضبان، ويمكن بعد ذلك إدراج هذه القضبان فى ثقوب الحفر فى مواقع مقاطع الحجر والمناجم.

فى العام 1867حصل ألفريد على حقوق الملكية الفكرية للمادة التى أطلق عليها اسم «الديناميت»، أراد تسمية المادة «مسحوق السلامة نوبل»، ولكن استقر على اسم الديناميت التى تعنى باليونانية “السلطة”، وقد ساهم اختراعه فى ذلك الحين فى خفض تكاليف أعمال البناء وتفجير الصخور وبناء الجسور وما إلى ذلك من أعمال الإنشاءات، وكان يستخدم على نطاق عالمى واسع فى مجال التعدين وبناء شبكات النقل.

فى عام 1875 اخترع نوبل الجلجنيت وهى مادة أكثر استقرارا وقوة من الديناميت. واخترع نوبل أيضا الباللستيت عام1887، والتى تعد مقدمة للعديد من مساحيق المتفجرات الحديثة عديمة الدخان ولا تزال تستخدم كمادة مفجرة فى الصواريخ.

تمكن ألفريد من إنشاء مصانع فى ٩٠ مكانًا مختلفًا، وكانت حياة نوبل العملية تتطلب السفر كثيرا للحفاظ على الشركات فى مختلف البلدان فى أوروبا وأمريكا الشمالية فى أكثر من ٢٠ دولة، وكان يوصف فى الماضى بأنه «أغنى متشرد فى أوروبا» إلا أنه اتخذ مسكنا دائما فى باريس من 1873 إلى 1891، وبعد وفاة والدته انتقل نوبل من باريس إلى سان ريمو بإيطاليا، على الرغم من عدم وجود التعليم الرسمى الثانوى والعالى المستوى، اكتسب نوبل الكفاءة فى ست لغات: السويدية والفرنسية والروسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية، كما كانت له مهارات أدبية فكتب الشعر باللغة الإنجليزية، وكان مسيحيًا ملتزمًا وعضوًا فى الكنيسة اللوثرية السويديَّة وكان وحيد الطبع نظرا لمروره بفترات من الاكتئاب ولم يتزوج.  

انتخب نوبل عضوا فى الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم فى 1884، وهى نفس المؤسسة التى تقوم باختيار الفائزين لاثنين من جوائز نوبل، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوبسالا وفى خلال حياته أصدر نوبل 350 براءة اختراع دوليا.

أما عن قراره ووصيته بإنشاء جائزة نوبل فجاء فى عام 1888 بعد أن توفى لودفيج شقيق ألفريد أثناء زيارة لمدينة كان بفرنسا وقامت صحيفة فرنسية بنشر نعى لألفريد نوبل عن طريق الخطأ بأنه هو الذى توفى، وتمت كتابة النعى بجملة «تاجر الموت ميت»، وأضافت الصحيفة الفرنسية: «الدكتور ألفريد نوبل، الذى أصبح غنيا من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أى وقت مضى، توفى بالأمس»، وتم التنديد به لاختراعه الديناميت، بعدها شعر نوبل بخيبة أمل مما قرأه وارتابه القلق بشأن ذكراه بعد موته بنظر الناس، وقيل إنه نجم عن ذلك اتخاذه لقرار إنشاء جائزة نوبل، وفى 27 نوفمبر 1895، وقع نوبل وصيته الأخيرة لدى النادى السويدى النرويجى فى باريس، وفيها كتب أن الكثير من ثروته سيعود ريعها لتقديم الجوائز لأولئك الذين بذلوا قصارى جهدهم فى خدمة البشرية فى مجالات الفيزياء، الكيمياء، علم وظائف الأعضاء أو الطب، الأدب والسلام.

توفى ألفريد نوبل فى منزله بمدينة سان ريمو  الإيطالية  فى 10 ديسمبر 1896.

وفى عام 1901، مُنحت أول جوائز نوبل فى الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب والأدب لأول مرة فى استوكهولم، وجائزة السلام فى كريستيانيا (أوسلو الآن) عاصمة النرويج.

ولقد منحت جائزة نوبل لثلاثة من أبناء مصر فى السلام لبطل الحرب والسلام الرئيس السادات، وفى الكيمياء للعالم أحمد زويل وفى الأدب للكاتب الكبير نجيب محفوظ.