الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إعلانات روزاليوسف على حوائط الشوارع!

إعلانات روزاليوسف على حوائط الشوارع!

ذات صباح فوجئ سكان القاهرة بإعلانات كثيرة تغطى الشوارع وكلها تحمل عبارة واحدة: قريبا «روزاليوسف أدبية فنية».. واحتاروا بطبيعة الحال فى مغزى الإعلان!



صحيح أن الإعلان عن المجلة كان لافتا للانتباه لكن السيدة روزاليوسف لم تقتنع بهذه الإعلانات وتروى قائلة:

طبعت عددًا كبيرا من الإعلانات على ورق مقوى «كارتون» لتوضع فى فترينات المحال التجارية وغيرها، وتم طبع هذه الإعلانات وبقيت أمامنا مشكلة توزيعها ومحادثة التجار بشأنها، وأردت أن أغرى «التابعى» بالقيام بهذا العمل، ولكنه هز كتفيه وقال إنه رجل ولا يرجى أن يكون النجاح حليفه فى مهمته! وتنصل «أحمد حسن» بقوله: إن «وجيها» مثله لا يحمل به أن يقوم بمهمة كهذه!

وأخيرًا اتفقنا أن يذهبا وأذهب معهما، وتأبط «أحمد حسن» كمية كبيرة من الإعلانات وتأبط «التابعى» مثلها، وتوجهنا نغرى أصحاب المحال التجارية بوضع الإعلانات فى الوجهات الزجاجية، واقترح «التابعى» أن نلتقط لنا صورة تذكارية بمناسبة هذا الحادث، فتوجهنا إلى مصور كان بشارع «ألفى» ويدعى «ميترى» والتقط لنا  الصورة، ولكنى لم أنقده ثمنها إلا بعد وضع الإعلان داخل الواجهة الزجاجية التى يعرض فيها صوره.

ومما هو جدير بالذكر أن هذا المصور الطيب القلب لم ينتزع لوحة الإعلان إلا بعد أن بليت وذلك بعد خمس سنوات كاملة.

ورحنا نطوف المحال التجارية، فإذا دنونا من محل أجنبى تنحنح «التابعى» وصلح من ملابسه وتقدم يتحدث بالفرنسية إلى التاجر واعدًا إياه أنه سينشر له إعلانا بالمجلة إذا وضع هذا الإعلان، ومازال به حتى يقبل !! وإذ ذاك يشير التابعى إلى أحمد حسن أن يتقدم، كما يشير السيد إلى تابعه، فيتقدم «أحمد حسن» وهو ينوء تحت حمل العدد الكبير من الإعلانات، فينتزع «التابعى» إعلانا يسلمه للتاجر ثم يحييه وينصرف فى كبرياء بعد أن يأخذ بيدى ونخلف وراءنا «أحمد حسن» وهو يصخب ويشتم!

فإذا كان التاجر مصريا تقدم «أحمد حسن» بعد أن يحمل «التابعى» ما معه من الإعلانات وأعاد تمثيل الدور بأكثر عظمة وأشد كبرياء!

ومازلنا نطوف بالمحال التجارية على هذه الصورة حتى فرغنا من توزيع الإعلانات ولكن بعد أن نال منا التعب والعناء غايته!

وكان قسم التحرير قد تباطأ فى مهمته واقترح «زكى طليمات» أن نستعين بمقالات من كبار الكتاب والصحفيين المعروفين لندخل فى روع الجمهور أن هؤلاء الكتاب فى هيئة تحرير المجلة تحقيقًا للرواج المنشود، فرحت استجدى المقالات من كبار الكتاب فمنهم من كان يعدنى المرة بعد الأخرى كالأستاذ «المازنى» الذى ذهبت إليه أكثر من عشرين مرة لأحصل منه على مقال، وما زالت اطارد كبار الكتاب هؤلاء وأخذ عليهم السبل حتى أدركت بغيتى، فاجتمع فى العدد الأول مقالات بأقلام الأساتذة: المازنى، ولطفى جمعة المحامى، ومحمد صلاح الدين المحامى ـ بك الآن.. وأحمد رامى وهذا عدا مقالات وأشعار الكتاب الآخرين الذين تبرعوا بالمساهمة فى التحرير.

ونبهتنا الإدارة إلى وجوب الاتفاق مع المتعهدين فأخذنى العجب لأنى لم أكن أعرف شيئا عن تعهد الصحف.. وكنت أفهم أن الباعة سيشترون الأعداد من إدارة المجلة. وبعد مجهود غير قليل أمكننا أن نتفق مع المتعهد وأرسلت الورق إلى المطبعة وأرسلت المقالات وكليشيهات الصور والعناوين التى تفضل برسمها الأستاذ «أحمد لطفى» الموظف بمصلحة المساحة.

وأخذ العمال يبعثون بالبروفات ليتولى زكى طليمات» تصحيحها، فكان يصححها على النحو المعروف عند معلمى المدارس حين يصححون كراريس الطلبة مما أثار ثائرة عمال المطبعة وأزمعوا الاضراب عن طبعها! وبعد جهد جهيد تمكنت من إقناع العمال بالعودة إلى العمل فى المجلة، وأنزلت جام غضبى على زكى طليمات الذى لم يتعلم التصحيح ليرضى العمال الثائرين!

وكان باق على صدور المجلة أربعة أيام فخيل إلىّ أن المجلة ستتأخر عن موعدها فكدت أجن، وأخذت أندب سوء حظى على الرغم من توكيد العمال لى بأنها ستصدر فى موعدها!

[وللحكاية بقية]