الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أزمة تهدد المجتمع

أزمة تهدد المجتمع

نجح التوك توك فى أن يوفر فرص عمل لملايين الشباب فترتب على ذلك انتشاره بكثافة فى جميع المحافظات وزاد الطلب عليه فى المناطق الشعبية والشوارع الضيقة والقرى والنجوع، فأصبح يوجد له ورش لتصليحه وتجميعه ومحلات لبيع قطع الغيار وذلك يعتبر تطورًا طبيعيًا بالنسبة لأعداد التكاتك فى مصر، فحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزى للمحاسبات منذ عدة سنوات أكد أن عدد التكاتك فى مصر يبلغ حوالى 3 ملايين، وحسب دراسات اقتصادية أكدت أن التوك توك قدم حلولًا عملية وغير مكلفة لعدد من المشكلات التى تعانى منها مصر ووفر فرص عمل ومصدر دخل للعديد من المواطنين، وأسهم فى حل مشكلة المواصلات فى كثير من المناطق خاصة فى القرى والنجوع بعد أن أصبح وسيلة المواصلات التى يعتمد عليها أكثر من 30 مليون مواطن يوميًا.



وقدم التوك توك المساعدة خاصة لكبار السن وذوى الهمم الذين يقيمون فى شوارع أو فى أماكن ضيقة ولا يستطيعون ركوب التاكسى أو الميكروباص للوصول إلى محل إقامتهم وأيضًا ساعد كثيرًا من الشباب وأحيانًا الفتيات فى الحصول على فرصة عمل من خلال العمل على التوك توك إلا أنه تحول إلى مصدر إزعاج للجميع بعد أن أصبح وجوده غير مقتصر على الأماكن الشعبية والقرى والنجوع، بل أصبح أداة سهلة وسريعة فى الشوارع الرئيسية.

ورغم ما تبذله أجهزة  الدولة فى محاولة ترخيصه أو تنظيمه إلا أن هذه الآفة التى أصابت المجتمع تغير كل شىء حضارى وتلوثه وتشوهه.

فعلى سبيل المثال الشارع الرئيسى أنور السادات أو شارع ترسا سابقًا قامت أجهزة الدولة بإعادة تخطيط الشارع بشكل حضارى وجمالى فاق الوصف لدرجة أنه أصبح البديل الحقيقى لشارع الهرم، بل إن بعض من يقطنون شارع الهرم يؤكدون استخدام هذا الشارع حتى بعد فتح شارع الهرم والانتهاء من إشغالات بناء خط مترو الأنفاق.

الآن الشارع أصابه كما أصاب العديد من الشوارع الحضارية سرطان التوك توك ليس فقط لوجوده فى هذا الشارع بكثافة كبيرة، ولكن لسيره فى كثير من الأحيان فى الاتجاهات العكسية، وأحيانًا أخرى بسرعة جنونية ما يتسبب فى وقوع كثير من الحوادث.

ورغم ما تبذله أجهزة الأمن فى هذا الشارع، من تواجد باستمرار، ومحاولة الحد من هذه الظاهرة، إلا أن كثرة أعداد التوك توك فى هذا الشارع، أصبح مصدر إزعاج للكثيرين، سواء للمركبات التى تنطلق فى الشارع، أو للمواطنين الذين لا يستطيعون عبور الشارع، خوفًا من ظهور التوك توك فجأة من الاتجاه المعاكس.

لدرجة أنه أصبح آفة تشوه هذا الشارع الذى تم صرف الملايين عليه ليكون بهذا الشكل الحضارى، نفس الأمر بالنسبة لشوارع كثيرة من المفروض أنها شوارع رئيسية ولا يجوز تواجده فيها، إلا أنه انتشر فيها متحديًا كل قواعد المنطقة، حتى على الطرق السريعة نجده يسابق سيارات النقل الثقيل.

التوك توك فى مصر، أصبح آفة المجتمع، رغم ما يبذل من جميع الأجهزة فى الحد منه أو ترخيصه أو ضبطه، إلا أنه استطاع فى السنوات الأخيرة أن يصبح أداة فى العديد من الجرائم، علاوة على قدرته فى القضاء على الحرف والمهن التى كان يعمل فيها أغلب سائقى التوك توك وتركوها من أجل المكسب السريع.

هذه المركبة لها مميزات بلا شك فى أماكن معينة، لكن خطورتها أكبر فى الشوارع الرئيسية وفى الأماكن العامة، ويجب إعادة النظر فى تواجده بهذا الشكل السرطانى.