الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا فاز الحزب الوطني؟ (1)
كتب

لماذا فاز الحزب الوطني؟ (1)




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 01 - 12 - 2010


نتائج الجولة الأولي لم تكن مفاجأة


(1)


نتائج الجولة الأولي في انتخابات مجلس الشعب لم تكن مفاجأة، إلا لمن بنوا حساباتهم علي أسباب وتصورات غير حقيقية، سواء من الأحزاب أو الجماعة المحظورة، ويبدو أن الصدمة أدت إلي ردود أفعال عصبية.


لم تكن مفاجأة لأن الحزب الوطني يعمل ليل نهار منذ انتهاء انتخابات عام 2005 من أجل هذا اليوم، ويعد برامجه ويحشد كوادره، وأجري انتخابات أدت إلي تجديد دمائه وإعادة الحيوية إلي تشكيلاته.


أفرزت الانتخابات قيادات شابة جديدة لديها القدرة علي الاتصال بالجماهير والتواصل معهم، ولم يركن إلي شعبية العناصر القديمة التي أخذت في التآكل والتراجع، وفقدت جزءاً كبيراً من أسهمها بين الجماهير.
(2)
تغيرت مؤتمرات الحزب الوطني شكلاً ومضموناً ولم تعد مجرد تحصيل حاصل، بل لها أجندة وبرامج وأوراق عمل، ومناقشات حادة وجريئة تصل إلي حد الاشتباك العنيف مع المشاكل والتحديات.
تغير أيضاً شكل القاعات التي تُعقد فيها مؤتمرات الحزب، واختلفت الصورة تماماً، من أعضاء كان يتم حشدهم وحشرهم في الماضي فينامون في القاعة، إلي أعضاء جدد في منتهي الحيوية والقوة والنشاط.
هذه المؤتمرات السنوية كانت بمثابة المهرجان السياسي الكبير الذي يخلق التواصل، والمشاركة الفعالة بين قواعد الحزب وكوادره، ولم تعد القيادات مفصولة عن القواعد كما كان يحدث في الماضي.
(3)
لم تكن نتائج انتخابات الجولة الأولي مفاجأة، لأن الحزب الوطني استعد لها جيداً وأحسن اختيار مرشحيه عن طريق المجمعات الانتخابية واستطلاعات الرأي والانتخابات الداخلية، وتمت الاختيارات العادلة عن طريق الأمانة العامة.
لم يكن في مصلحة الحزب أن يختار مرشحاً تشوبه السمعة السيئة، ورفع شعار الكفاءة والنزاهة، وتم تطبيق هذه المعايير دون تهاون أو تراجع.
كانت الدوائر المفتوحة أيضاً ضربة معلم، وكما يقول المثل «الميه تكدب الغطاس» فقد ترك الحزب لمرشحيه المتنافسين أن يثبتوا كفاءتهم أمام الناخبين والاختيار للأصلح.
(4)
ساعدت الدوائر المفتوحة علي القضاء علي ظاهرة «المستقلين علي مبادئ الوطني»، وكانت تلحق بالحزب أضراراً بالغة في الانتخابات السابقة، وتجعل متنافسيه يدخلون في معارك تكسير العظام.
لم يتأثر الحزب كثيراً بالغاضبين والمنشقين الذين قرروا مساندة مرشحي الأحزاب الأخري والمحظورة، وتراجع معظم هؤلاء عندما أدركوا أن بقاءهم في الحزب يمنحهم فرصاً أفضل في السنوات المقبلة.
لم تنجح الأحزاب في اختراق الشخصيات المؤثرة من مرشحي الوطني الذين لم يقع عليهم الاختيار، وبدأ مبدأ الالتزام الحزبي يترسخ بشكل تدريجي، وينبئ بنتائج أفضل في المستقبل.
(5)
نتائج الجولة الأولي لم تكن مفاجأة، لأن الحزب الوطني قام بتطوير أدائه السياسي والجماهيري في السنوات الأخيرة، ولعبت "أمانة السياسات" دور العقل المفكر، الذي يضبط إيقاع الحزب وتوجهاته.
الأعمال التي أنجزتها «أمانة السياسات» والخطط والسياسات والاستراتيجيات جعلت للحزب كياناً تنظيمياً، وشكلاً مؤسسياً، وقامت بتربيط «صواميله» كما يقول المثل.
أمانة السياسات قامت بتشييع مرحلة العشوائية والتخبط والارتجالية، وأصبحت كل السياسات مدروسة بشكل جيد، ولها خطط للمواجهة سواء في المدي القريب أو البعيد.
(6)
استطاع الحزب الوطني أن يتعاون مع الحكومة بشكل غير مسبوق في تاريخ الحياة الحزبية المصرية، وأصبحت الحكومة هي حكومة الحزب، وليس الحزب الوطني هو حزب الحكومة.
نتيجة تصحيح هذه المفاهيم، التزمت الحكومة بالخطط والبرامج التي يضعها الحزب، وأصبحت تتعامل معها بمنتهي الجدية والالتزام، لأن أعضاء الحزب كانوا أول من يقٌومون عملها.
هذه الانسيابية في التعامل بين الحزب الوطني والحكومة، حسنت كثيراً من مستوي الأداء، صحيح أن الحزب كان طموحه أعلي من امكانيات الحكومة ولكن بدأ التفاهم يسود تدريجياً بمرور الوقت.
(7)
نتائج الجولة الأولي لم تكن مفاجأة، لأن من زرع حصد وشتان بين من يزرع الشوك، ومن يبذر الخير، وأيضاً بين من يظل يعمل سنوات وشهوراً طويلة ومن يستيقظ قبل الانتخابات بأسابيع قليلة.
لقد ملَ الناس الشعارات والخطب الحنجورية، لأنها لا تحل مشكلة ولا تُفرّج أزمة، وكشفوا زيف المتاجرين بآلامهم ومشاكلهم وأوجاعهم ويزايدون عليها.
لم تكن النتائج مفاجأة، إلا لمن رسموا في خيالهم تصورات غير واقعية، وتصوروا أن الضجيج والصخب والصراخ والتشكيك هو الأسلحة الناجزة.


•• وللحديث بقية


E-Mail : [email protected]