الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤتمر «روزاليوسف» لبحث مصير المجلة!

مؤتمر «روزاليوسف» لبحث مصير المجلة!

كان لابد من إصدار العدد الثانى من مجلة «روزاليوسف» ولم يكن مع السيدة «روزاليوسف» تكاليف الاصدار وبرز اقتراح بأن تتوجه أسرة المجلة بأنفسهم إلى العظماء من الرجال والسيدات ليحصلوا منهم على اشتراكات المجلة، وهكذا تفرقوا فى كل شوارع القاهرة لهذه المهمة! 



وتكمل السيدة «روزاليوسف» قائلة:

وأرسلنا بعض اشتراكات مصحوبة بخطابات رقيقة إلى بعض الشخصيات المعروفة، وقد اختتمت بالعبارة المأثورة يا تلحقونا.. يما تلحقوناش! وتمخضت هذه الخطابات على مائتى قرش أرسلتها السيدة هدى شعراوى والإيصال!

ولست أذكر تفاصيل ما عانيناه حتى حصلنا على تكاليف العدد الثانى، بل يكفى للإلمام بها أن أقول إننا لم نصدر العدد الثانى حتى أخذنا نهنئ بعضنا بعضًا على هذا الانتصار العظيم الذى أحرزناه فى صراعنا مع الإفلاس!

وصدر العدد الثانى شبيها بالعدد الأول فى مواده التى تمت إلى «الأدب العالى» بأوثق الصلات!

وكنت أتوقع أن متاعبى قد انتهت وستأخذ المجلة طريقها فى هدوء، وما الذى يحول دن هذا، وقد صدر منها عددان، وليس على إلا أن أقبض ثمن العدد الأول فأصدر الثالث، وأقبض ثمن الثانى فأصدر الرابع وهكذا! حسبة بسيطة ليست فى حاجة إلى خبير فى الحساب! فإذا أضيف إلى ما تقدم أن نفقات العدد تقل عن تكاليفه بمقدار خمسة جنيهات حسب تقدير الإدارة فقد ضمنت ربحًا مؤكدًا.

هكذا كان يخيل لى، وأغلب الظن أن هذا ما يخيل إلى كل من يتصدى لإصدار مجلة تحدوه الآمال فى الربح المبنى على أمثال هذه العملية الحسابية!

ولكنى فوجئت بما هدم صرح هذه الآمال، وكانت مفاجأة لم تكن فى حسابى ولا فى حساب أحد زملائى فقد هبط عدد النسخ المباعة هبوطًا يوجب الأسف وبدأ الهبوط التدريجى ابتداء من العدد الثانى، فلم نكد نصل إلى العدد السابع حتى كان المباع منه لا يزيد على خمسمائة نسخة لا غير! ومعنى هذا أن المجلة قد قضى عليها، ولم يبق إلا أن نترحم على ما بذلناه من جهد ومال!

ودعوت لعقد مؤتمر خطير لتقرير مصير المجلة بعد أن انكمشت فى السوق فلم يعد ما يباع منها يفى بثمن المشاوير اللازمة من وإلى المطبعة.

وكنت قد عنيت بسؤال طائفة من القراء عن ملاحظاتهم على مواضيع المجلة فأدهشنى أن تكون الآراء مجمعة على الشكوى من الأدب العالى والمواضيع الثقافية وغيرها فرحت أسخط على ذلك «الأدب العالى» وعلى من يناصرونه!

وعندما اجتمع المؤتمر وأخذنا فى تبادل الآراء لتقرير المصير وانقاذ المجلة من «وهدة الأدب العالى» رأيت أن الأستاذ «التابعى» يشاطرنى هذا الرأى، فراح ينحى على الأدب العالى باللائمة، ويقول إن سبب بوار المجلة إنما تعود مسئوليته على الفلاسفة من أنصار هذا اللون البغيض من الأدب، وأن الجمهور يريد غذاء يهضمه وخير الغذاء هو الفكاهة التى تشيع فى المواضيع والأخبار والأنباء الطريفة التى تبعث بالابتسام إلى الشفاه!

ووافقنا جميعًا على هذه الآراء التى جاءت متأخرة بطبيعة الحال وكان علينا بعد الوصول إلى هذه النتيجة أن نبحث عن المال اللازم لإخراج المجلة فى ثوبها الجديد! وللذكريات بقية!