الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثقافة أمن المعلومات

ثقافة أمن المعلومات

مع الحديث المتكرر عن الثقافة بمفهومها التقليدى والذى نطالعه بصورة شبه يومية فى كل وسائل الإعلام التقليدية والرقمية ومع ما نتعرض له من مصطلحات وشعارات مرتبطة بها مثل «العدالة الثقافية» و«التغطية الثقافية» وغيرهما من المصطلحات والتى تجعلنا نعيد النظر فى مفهوم وتعريف الكلمة نفسها، نجد أن الأمر يحتاج إلى استحداث مصطلح جديد مرتبط بعصر المعلومات والذى تلعب فيه أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورا كبيرا فى إنتاج ونشر ومشاركة المنتج الثقافى بين الجميع، هذا المصطلح ببساطة هو «ثقافة أمن المعلومات» وهو جزء مهم وأساسى من مكونات مصطلح أقدم نوعا ما وأقصد به «الثقافة الرقمية».



فالثقافة الرقمية بمفهومها الواسع تشمل المحتوى الثقافى التقليدى والذى يتم نشره وإتاحته وتبادله من خلال التقنيات الحديثة، كما يشمل أيضا المحتوى الثقافى الجديد الذى يتم إنتاجه بواسطة تلك الأدوات أيضا مثل الأعمال الثقافية والفنية الرقمية مثل الكتاب الرقمى والفنون التشكيلية الرقمية والمقطوعات الموسيقية التى يتم انتاجها بواسطة تلك الأدوات الرقمية وغيرها من باقى مجالات الفنون، وهنا نجد أن مصطلح «ثقافة أمن المعلومات» يطفو على السطح وهو لا يرتبط بالمنتج الثقافى كما قد توحى الكلمة ولكنه يرتبط بالإنسان المستخدم لتلك الأدوات كما يرتبط بالخبراء والمتخصصين فى تأمين المعاملات الرقمية أيضا.

ثقافة أمن المعلومات تعنى ببساطة قدرة كل المتعاملين مع تلك الأدوات الحديثة على حماية أنفسهم وملفاتهم وجميع تعاملاتهم التى يقومون بها فى هذا العالم الرقمى من جميع التهديدات السيبرانية المتوقعة مثل التسريب للبيانات أو إتلافها أو تعديلها أو منع الوصول إليها وذلك على مستوى الأفراد وعلى مستوى المؤسسات أيضا وهذا لايتم إلا من خلال عقد عدد من الدورات التدريبية وورش العمل والحديث فى وسائل الإعلام المختلفة حول أساليب الانتباه والحماية. تشمل أيضا ثقافة أمن المعلومات تدريب المتخصصين والمسئولين عن تأمين تلك الأنظمة على أساليب التأمين والمراجعة والاختبار لضمان صلابة وفاعلية تلك المنظومات فالقضية باختصار ليست متوقفة على أجهزة وأنظمة التأمين بالدرجة الأولى ولكنها معنية أكثر بالإنسان المستخدم لها وكذا أيضا المسئول عن إدارة وتفعيل تلك الأنظمة فالكثير من الاختراقات الحادثة وعند البحث عن أسباب وسبل تلك الاختراقات نجد أنها جاءت نتيجة قلة وعى وثقافة المستخدم أو المسئول عن التأمين ونظرا لأهمية هذا الأمر نجد أن الاستراتيجة الوطنية للأمن السيبرانى والتى أطلقها المجلس الأعلى للأمن السبرانى فى مصر تتعلق بالوعى وسبل نشره وتفعيله.