الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تزوير فى أفلام سينمائية

تزوير فى أفلام سينمائية

اقتباس أسماء الأفلام القديمة وتحريفها لأسماء كوميدية ظاهرة تحولت الى نكتة متكررة وسخيفة يلجأ لها صناع الافلام لتسهيل نجاحها جماهيريا وتحقيق «تريند وهمى» ومعظم الافلام التى لجأت لهذه الحيلة فى معظمها اعمال متواضعة تتمحك فى اعمال خالدة وعابرة للأجيال لفقر الخيال، ولذلك تموت هذه الأفلام سريعا وتبقى الاسماء القديمة صامدة..ولهذا فإن هذه الاعمال مجرد تزوير فى أوراق سينمائية رسمية لا بد أن تتدخل «الرقابة على المصنفات الفنية لوقف هذا التزييف، خصوصا وأن هذه الافلام المنحوتة موضوعاتها لا تمت بصلة لللعنوان المزيف مما يرسم حجم الماسأة وأنها مجرد افلام فقيرة تسخر برخص كوميدى من أفلام ما زالت تعيش فى قلوب المشاهدين.



هذه الظاهرة بدأت تظهر حصرياً فى الاجواء السينمائية الكوميدية فى بداية الالفية الجديدة مع نجاح المشروع القومى الكوميدى «للمضحكين الجدد» هنيدى واخوانه اى انها ظاهرة عمرها الآن 23 عاما بالتمام والكمال والغريب ان الرقابة فى هذا التوقيت تنبهت لأن هذا الاستخدام يسيء الى صاحب الحقوق الملكية الاصلية وتعدٍ واضح عليه وأبطلت مفعوله رغم ان الفيلم المقدم فى هذا التوقيت عام 2000 وهو «الناظر « للمخرج شريف عرفة والنجم الراحل علاء ولى الدين يرتبط اسم الفيلم ببطله «صلاح الدين» الذى يرث مدرسة والده «عاشور صلاح الدين» ويتحول الى ناظر للمدرسة، بينما كان طالبا فاشلا، والحبكة الكوميدية المعتمدة فى الفيلم فرضت نفسها، لكن الرقابة على المصنفات الفنية اصرت على تغيير الاسم من «الناظر صلاح الدين» الى «الناظر» فقط احتراما لواحد من اهم الافلام السينمائية وهو «الناصر صلاح الدين».

بعد هذه الوقفة تجمدت الظاهرة قبل انتشارها بفضل رقابة يقظة لكن وبدون مقدمات استحل الفكرة صناع افلام كوميدية هابطة من دون رقابة لتتحول من موضة ونكتة سخيفة الى جريمة مكتملة الأركان وما زالت مستمرة حتى انتاج 2023 مع اقتراب عرض فيلم «أخى فوق الشجرة» بطولة رامز جلال مستنسخا اسم الفيلم الشهير «أبى فوق الشجرة» لعبد الحليم حافظ ونادية لطفى المأخود من رواية ادبية مهمة للكاتب الكبير احسان عبد القدوس والرقابة تجلس فى مقعد «شاهد ماشفش حاجة» بغرابة شديدة، وهى ليس اول اقتباس فى الماضى القريب لافلام «رامز جلال» بعد فيلمه «أحمد نوتردام» إنتاج 2021وهو اسم مقتبس من الفيلم العالمى الشهير «أحدب نوتردام» المأخوذ من الادب العالمى تأليف فيكتور هوجو وفيلم «رغدة متوحشة» عام 2018 المقتبس اسمة من فيلم «رغبة متوحشة» لنادية الجندى ومحمود حميدة إخراج خيرى بشارة والمأخوذ بدوره من رواية «جريمة فى جزيرة الماعز»، والتى قدمت فى نفس العام فى فيلم «الراعى والنساء» لسعاد حسنى وأحمد زكى إخراج على بدرخان..وبدأ «رامز» استحلال هذه التيمة عندما قدم عام 2012 فيلم «غش الزوجية» ومن قبله عام 2007 فيلم «أحلام الفتى الطائش» المأخوذ من المسلسل الشهير «أحلام الفتى الطائر» لعادل إمام، واذا كان الاقتباس مشروعا فى غش الزوجية فإن سبق الإصرار والترصد واضح فى كتالوجه السينمائى بأسلوب ساخر وغير مقبول.

بخلاف تجارب «رامز» اعتمد نفس الرخص افلام كثيرة بل وأعمال درامية أيضا كما شاهدنا فى مسلسل «خلى بالك من زيزى» لامينة خليل من اسم الفيلم الشهير «خلى بالك من زوزو» تأليف واخراج المخرج العملاق حسن الإمام وهو واحد من اهم روائع السينما المصرية.

ظاهرة فقر الابتكار وعجز الخيال السينمائى تكررت فى الاعوام الاخيرة بشكل مؤسف فى اعمال كثيرة مثل:

فيلم «حبيبى نائما» عام 2008 الذى قدمته مى عز الدين وخالد أبوالنجا عام والذى قابل هجوماً عنيفاً بسبب مضمونه الضعيف والمنحوت فى الاساس من فيلم امريكى إضافة إلى الاسم المأخوذ أيضا من اسم الفيلم الشهير «حبيبى دائما» الذى قام ببطولته النجمان نور الشريف وبوسى فى أوائل الثمانينيات، وكذلك فيلم «كلبى دليلي» عام 2013 بطولة سامح حسين، والمحرف من اسم فيلم ليلى مراد الشهير «قلبى دليلي».

**

أخيرا إذا كانت بعض الافلام تستعين باسماء الاعمال الغنائية الشهيرة ونسج حالة منها مع الاحتفاظ بحقوق العمل الاصلى مقبولا مثل: سهر الليالى ويادنيا ياغرامى، فإن استغلال أسماء الافلام القديمة فى أعمال كوميدية سخيفة تزوير مكتمل الاركان وجريمة ولا بد من تدخل الرقابة على المصنفات الفنية لمنع هذا الاستسهال والابتذال والرخص.