الجمعة 28 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف تعود للتمثيل مؤقتًا!

روزاليوسف تعود للتمثيل مؤقتًا!

فى عز الأزمة المالية الخانقة التى كانت تعانيها السيدة «روزاليوسف» وتهددها بعدم صدور المجلة، هبطت عليها معجزة من السماء تتمثل فى إعلان لوزارة الأشغال المسئولة عن الحركة الفنية وقتها - فى إقامة مسابقة مسرحية جائزتها الأولى ثمانون جنيهًا، وقررت روزاليوسف التقدم لهذه المسابقة على الرغم من أنها كانت قد اعتزلت التمثيل قبل عام تقريبًا، وهكذا تقدمت للمسابقة وتحكى «كان بعض اللجنة قد وعدوا السيدة «زينب صدقى» بالجائزة الأولى الممتازة دون أن يحسبوا حساب دخولى المباراة، فلما أديت دورى أمام اللجنة، كان النجاح العظيم الذى ليس بعده نجاح، وأقبل أعضاء اللجنة يهنئوننى بحرارة وحماسة شديدتين، وكان أكثرهم حماسة أولئك الذين كانوا قد أنفقوا على إعطاء جائزة الامتياز للسيدة «زينب صدقى».



وعلى أثر المباراة اكتشف عبقرى من أعضاء اللجنة أن المباراة فى الأصل خصصت لأصحاب الأجواق - الفرق - وممثلين محترفين، ومعنى هذا أنهم أخطأوا حين أباحوا لى دخول المباراة، واقترح عبقرى آخر أن يكتفوا بإرسال خطاب شكر لى على أن يثبت فى الخطاب أنى «فوق المباراة» والذى فهمته من هذا كله أن الثمانين جنيها توشك أن تطير من يدى! وأن الغرض من إيجاد هذه العقبات هو إزاحتى من الطريق ليتسنى للسيدة «زينب صدقى» أن تنال الجائزة الأولى الممتازة، فإذا تسنى لهم هذا فإن الثمانين جنيها التى كنت أمنى النفس بالحصول عليها قد طارت أو أوشكت أن تطير!

وكدت أصعق لهول الفاجعة، وأى فاجعة أكثر من طيران المبلغ الذى عليه تتوقف حياة «مجلتى» واستمرارها فى الصدور.

ولو أننى لم أعتزل التمثيل لما رضيت باستبدال هذا الخطاب بألوف الجنيهات، كيف لا وقد اعترفت اللجنة فيه بأنى «فوق مستوى المباراة»، وهى المكانة التى يتطلع إليها كل ممثل، فضلًا عن أصحاب الفرق المسرحية وهل يعيش الفنان إلا على أمل أن يصيب شيئا من الشهرة.

ولكنى فى هذا الظرف رأيت أن خطابًا كهذا لا يساوى ثمن الحبر الذى كُتب به، وقد ناصرنى- إذ ذاك - غالبية أعضاء اللجنة، فقد ثاروا وأبوا إلا أن أعطى حقى فى المكافأة لأن الوزارة لم تحدد المباراة وهل يحرم منها معتزلو التمثيل أو يباح لهم الاشتراك فيها، وكان يجدر بهم - أى باللجنة - أن تبحث هذا الموضوع قبل السماح لى بدخول المباراة وقبولى!

وخشى أعضاء اللجنة ـ ومنهم أنصار السيدة «زينب صدقى» ـ أن يتصل الأمر بالصحف فتكون فضيحة كبرى، إذ ليس لديهم من الأسباب ما يمكن أن يستندوا إليه فى تبرير موقفهم منى بعد هذا الفوز الفنى الذى أحرزته فى المباراة.

وأخيرًا استقر الرأى على إعطائى المكافأة وترضيته السيدة «زينب صدقى» بابتكار درجة جديدة لها هى «الدرجة الأولى بتفوق».

وفى حفلة رسمية كانت بعد أيام على مسرح الأوبرا الملكية سلمنى «عنان باشا» دبلومًا ـ كبير المساحة أشبه ما يكون بدبلوم جامعة.. «اكسفورد».. وظرفًا مقفلا وميدالية ذهبية وهنأنى بين تصفيق الحاضرين وهتافاتهم العالية.

ولم يواتنى الصبر حتى انصرف ثم افتح المظروف لأطمئن على المبلغ، بل فتحته وأنا بين الكواليس فى طريقى إلى الخارج فوجدت به «شيكًا» على البنك الأهلى بمبلغ ثمانين جنيهًا، احتضنت الظرف وشعرت بأن فى وسعى أن اقتحم العالم بهذا المبلغ فضلا عن السوق الصحفية!

وعلى الرغم من أننى كنت اتناول مثل هذا المبلغ كل شهر أثناء انشغالى بالتمثيل وكنت اتسلمه أوراقًا مالية فأودعها حقيبتى ولا أتحرج من ترك الحقيبة فى أى مكان أجلس فيه، على الرغم من هذا شعرت بأننى فى حاجة إلى «كركون سلاح» ليحمينى من عصابات اللصوص خشية أن تسطو على «الشيك»، الشيك المكتوب باسمى والذى لو فقد لما استطاع أن يصرفه سواى! وللذكريات بقية!