الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فقدان الإنسانية

فقدان الإنسانية

كثير من المواطنين فقدوا إنسانيتهم وفقدوا ضميرهم وأصبح شغلهم الشاغل فى هذه الحياة جمع الأموال وبكل الطرق مهما كانت هذه الأموال بطرق غير مشروعة أو على حساب الآخرين أو حتى على حساب صحة وحياة الآخرين من أطفال ورجال وسيدات.



فعلى الرغم من الارتفاع الرهيب فى أسعار السلع فى الأسواق فإن الأمر لا يمكن أبدًا أن يؤدى إلى قيام أشخاص فى وضح النهار باستخدام أساليب يشاهدها الجميع ويعرفها جيدًا باستخدام حيل قاتلة لجمع الأموال وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يقوم به عدد كبير من التجار بشراء زيت الطعام المستعمل بسعر وصل إلى أكثر من 20 جنيهًا وإعادة تدويره وبيعه مرة أخرى لمحال الفول والفلافل أو محال الطعام عمومًا دون ضابط أو رابط، والغريب أنهم يمرون فى الشوارع على سيارات الربع نقل وأحيانًا على التروسيكل ومعهم مكبرات الصوت ينادون من خلالها على ربات البيوت حتى تسارع لتجميع زيت الطعام المستعمل وبيعه لهم والذى تبين أنهم يعيدون تدويره مرة أخرى بوضع بعض المواد التى تؤدى إلى العديد من الأمراض القاتلة منها مرض السرطان ولا أحد يوقفهم أو يتم القبض عليهم ولا أحد ينبه إلى خطورة ما يحدث وانتهاك حرمة الإنسانية بجعلنا نتناول زيت طعام فاسدا وقاتلا بل إن أغلب محال الفلافل فى المناطق الشعبية تستخدم هذا النوع من الزيت علانية أمام الجميع دون أن يوقفهم أحد فهم يشترون بثمن أقل بكثير من زيت الطعام العادى أو الفرش.

هذه الظاهرة لم تعد الأولى ولا الأخيرة التى انتشرت فى المجتمع بل إن الدولة المصرية تعانى منذ سنوات طويلة ومعها بالطبع المواطن المصرى من الاقتصاد غير الرسمى الذى يتجاهل كل معايير السلامة والمواصفات القياسية فى المنتجات التى يقوم ببيعها للمواطنين فهى منتجات تقوم فى المقام الأول على تقليد العلامات التجارية وبعضها يلجأ إلى غش المنتجات مثلما حدث منذ عدة سنوات عندما تم القبض على إحدى شركات أو مصانع بير السلم التى تعمل فى مجال لعب الأطفال وتبين بتصنيع إحدى العرائس المحببة للأطفال والتى كانت تأتى من الخارج وقاموا بتزوير العلامة التجارية على أنها العلامة الأصلية وتصنيع بعض العرائس وحشوها بشاش وقطن تم الحصول عليه بطريقة أو بأخرى من نفايات طبية خطرة وهو ما دفع خبراء الصحة فى وقتها إلى التحذير من شراء بعض لعب الأطفال من الأسواق الشعبية مهما كلفهم الأمر خاصة أن تكلفة علاج الأمراض التى قد يصاب بها الأطفال أكبر بكثير من ثمن اللعبة.

هذه النوعيات من البشر تحتاج إلى محاكمات سريعة وقاسية وأن تكون فضيحتهم أمام الرأى العام لأنهم يقتلون الناس بالبطىء فهم ليسوا بشرًا على الإطلاق بعد أن فقدوا إنسانيتهم وضمائرهم وأصبح لا هم لهم فى الحياة غير جمع المال بأى طريقة أو أى وسيلة حتى لو كانت على حساب صحة وأرواح الأطفال والمواطنين.

هذا الأمر لا يحتاج إلى الدولة والمسئولين وحدهم بل يحتاج إلى إعادة إيقاظ الضمائر لدى الجميع ممن فقدوا إحساسهم بالإنسانية.

وحتى الفقراء الذين يبيعون زيت الطعام المستعمل يحتاجون لتعريفهم بخطورة ما يفعلونه وأن الأموال القليلة التى يربحونها من بيع الزيت المستعمل سوف يدفعونها أضعافًا مضاعفة لعلاج أولادهم وذويهم.

مجتمعنا عمومًا يحتاج إلى إعادة إيقاظ ضميره ويحتاج إلى محاسبة قاسية لكل من فقد إنسانيته.. حفظ الله مصر وشعبها العظيم.