الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العامية المصرية فى خطر

العامية المصرية فى خطر

لا أدرى فربما لم يتطرق أحد من قبل إلى هذا الأمر، فجميع الأحاديث والصراعات تدور حول خطر العامية على اللغة العربية، نجد الكثير من ذلك وخاصة فى المجال الأدبى، بداية من الجدل حول هل يتكلم شخوص الرواية بالعربية الفصحى أم بالعامية، مقارنة أسلوب يوسف السباعى بنجيب محفوظ على سبيل المثال، هل يمكن أن يتحدث قصاب-جزار-بالفصحى فى إحدي الروايات وصولًا إلى كتابة رواية بالعامية المصرية فقط، الصراع ذاته نجده فى النثر والشعر، والحقيقة أن هذا الصراع لن ينتهى ولا يجب له ذلك بل يمكن الوصول إلى صيغة توافقية بين ما هو رسمى وما هو شعبى، وأن تستمر الأعمال الأدبية حرة وعلى القارئ أن يختار ما يناسب مزاجه وذائقته الشخصية.



أما موضوع هذا المقال فعن شيء مختلف نوعًا ما، الحديث عن العامية المصرية التى نتحدثها كل يوم ويفهمها العرب جميعًا،لا أدرى لماذا لا ينبرى أحد للدفاع عنها من موجات التشريق - نسبة إلى الشرق-التى نقوم نحن الناطقين بها فى المساهمة بتغيير بعض التراكيب المستقرة - ولا أقول المصطلحات - وذلك لصالح لهجات خارجية، فمن المعروف أن أى لهجة تتمتع بالمرونة الكافية لاستيعاب الجديد فى لهجات أخرى، كما أنها تنتج الجديد المرتبط بمستجدات العصر أيضًا، ولكن لا أدرى لماذا يحدث بعض التداخل غير المفهوم فعلى سبيل المثال تحول الاتصال  التليفونى من «اتصل به» إلى «اتصل عليه» وتغير فعل»الشوطة» إلى «التسديدة أو التصويبة» وغيرها الكثير وهوما قد يجعلنا نستبدل السؤال «إزيك» ب» إش لونك» بدون سبب واضح.

التخوف الآخر ليس على مستوى الكلمات فحسب ولكن على مستوى تنغيم الكلمات أيضا، ولا أدرى لماذا نبحث عن لهجات أخرى لنتحدث ببعضها، هل هى رغبة فى التميز أو لفت الانتباه أم هى نتيجة إحساس بعدم قدرة العامية المصرية على توصيل المعنى والفكرة وهو ما أشك فيه كثيرًا.

منذ عدة أيام ساقنى حظى التعس لمشاهدة مباراة كرة قدم محلية وهالنى ما فعله المذيع الذى اتضح فيما بعد أنه مصرى، بين استخدام مفردات غير مستخدمة فى لغتنا العامية وبين التعليق بأسلوب يشابه بعض المعلقين من دول شقيقة وهوما أفسد علىّ متعة المشاهدة تمامًا، ودفعنى لكتابة هذا المقال فى حب العامية المصرية وفى الفخر بها، فأنا على سبيل المثال استخدمها كثيرًا فى النقاشات العلمية ،وحتى فى تفسير بعض من آيات القرآن الكريم، ليس لقصور فى العربية الفصحى ولكننى أشعر أنها هى الأقرب إلينا كمصريين ببساطة لأننا نفكر بالعامية وهوما يقرب الفكرة ويحسن فهم الأمور وخاصة للعامة غير المتخصصين.