الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإذاعة عشق بلا حدود!

الإذاعة عشق بلا حدود!

الإذاعة المصرية قصة عشق ليس كتابًا للإذاعية الكبيرة اللامعة المتميزة طوال عقود هدى العجيمى بل هو قصيدة حب وعشق وامتنان وتقدير للإذاعة وكل من عملت معهم من أسماء كبيرة لامعة ساطعة، ولم يكن غريبًا أو عجيبًا أن نعترف بأن الدافع الأول لتدوين ذكرياتها هو رغبتها فى رد شىء من الجميل وتجديد مشاعر المحبة إلى الأم الروحية التى احتضنتها مع بداية التحاقها بالإذاعة، وتعلمت منها فنون الراديو ولم تبخل عليها بالدعم والترحيب بكل ما قدمته من أفكار للبرامج وإتاحة الفرصة لإذاعتها على الهواء، وهى الإذاعية الرائعة السيدة صفية المهندس.



وأيضا لم تنس الأستاذة هدى العجيمى أن تهدى كتابها إلى شريك حياتها الأستاذ جمال رسمى الذى أعانها على القيام بعملها الإذاعى الشاق، حلوة ومرة والذى يحتاج إلى وقت ممتد من الليل والنهار بكل ما يملك من سماحة وسعة فى الصدر وتعاون جميل.

مشوار طويل من الكفاح والإصرار والمهنية الفائقة، بدأته هدى عندما تقدمت لاختبارات الإذاعة التى كانت تطلب محررين ومترجمين وكُتاب تعليقات سياسية لقسم الاخبار، وحازت على المركز الأول بجدارة وكانت الفتاة الوحيدة مع أربعة شبان آخرين نجحوا من خمسة آلاف متقدم للمسابقة، لتبدأ رحلتها الشيقة والممتعة مع عشرات البرامج بصحبة نجوم وأساتذة الإذاعة.

كانت البداية عندما عملت كمساعدة للإذاعى الكبير المأمون أبوشوشة فى برنامجه «صباح الخير»، ثم العمل فى المنوعات التى ترأسها صفية المهندس صاحبة أشهر برنامج إذاعى على المستوى العربى وهو إلى «ربات البيوت» وكما تقول هدى كان كل من يعمل به يلقى شهرة مدوية وسرعان ما كلفتها السيدة صفية بتقديم فقرة «طبق اليوم» وكانت من أهم الفقرات التى تنتظرها السيدات فى ذلك الوقت!

وتحكى الأستاذة هدى الغريب أن الاذاعة كانت تتكلم العامية آنذاك وتخاطب المستمعين والمستمعات بالعامية فكان علىّ أن أنطق بالعامية لكى أقدم الفقرة وأقول «هنا كل إيه النهاردة»؟!

وما أن انتهيت من تقديم هذه الفقرة بصوتى وخرجت من الاستديو حتى وجدته واقفًا لى بالمرصاد عاتبًا ومعاتبًا كان هو زميلى من الجامعة ثم فى الإذاعة النجم الإذاعى الكبير وجدى الحكيم وجدته غاضبًا ليقول: هل أنت جئت من كلية الآداب وكنت تغردين فى ندوات الأسر الأدبية بالأشعار التى كنت تكتبينها أو تصرحين بأشعار أخرى لكبار الشعراء ونأتى لنستمع إليك، هل جئت اليوم هنا لكى تقولى: هنا كل إيه النهاردة.

صدمت طبعًا من هذا التفكير والتعنيف وقلت له: ما هذا إلا مجرد تدريب وسوف أتدرب على تقديم جميع ألوان البرامج إن شاء الله وقد أصل فى المستقبل لتقديم البرامج الثقافية التى أظن أنى أصلح لها.

ولم تفسد هذه المناقشة للود بينى وبين زميلى نجم النجوم، وعن تلك الأيام الذهبية تقول: المسافة ما بين المبنى الذى كانت به مكاتبنا واستديوهات الشريفين كانت قصيرة، وكم تعرفنا على كبار الأدباء والمفكرين والفنانين فى هذا المكان ولا أنسى أنى رأيت الأستاذ بيرم التونسى فى هذا الشارع يقف ليشترى فاكهة من إحدى عربات الكارو التى تمر بالشارع فذهبت إليه مرحبة ومعرفة بنفسى، وما كنت أترك مثل هذه الفرصة تمر دون أن أتعرف عليه دون شك! ولازلت مع حكايات الإذاعة!