الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المواهب الحقيقية

المواهب الحقيقية

كلنا يلهث وراء مشاهدة كرة القدم المصرية وكلنا يتعصب لناديه وتدور تراشقات قد تصل إلى الشباب أحيانا من كل طرف ضد الطرف الآخر والنتيجة الحقيقية صفر فى كل شىء، فالعالم كله من حولنا يتقدم فى كرة القدم ونحن محلك سر لدرجة أن دوريات عربية من حولنا حتى زمن قريب كنا لا نسمع عنهم شيئا وكانوا ينظرون لنا على أننا دولة كرة القدم ورغم أن اتحاد الكرة المصرى يعد من أقدم اتحادات كرة القدم فى إفريقيا وفى المنطقة العربية الآن لم يحرك ساكنا أمام ما يحدث فى الدورى المصرى الذى أصبح أشبه بدورى المدارس وأنا هنا أتكلم عن الدورى المصرى لا عن نادٍ بعينه فما يحققه الأهلى فى كأس العالم للأندية فى السنوات الأخيرة أمر محمود ولكن كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك بكثير.



ومع ذلك لو حسبنا ما ينفق على كرة القدم فى مصر نجد أنه أضعاف مضاعفة لما ينفق على اللعبات الأخرى التى تتفوق فيها مصر فى المحافل الدولية ولو حسبنا أيضًا ما ينفق على لاعبى كرة القدم فإننا نجد لاعبينا يحصلون على أموال طائلة دون أن يقدموا أى مردود حقيقى ينبئ عن موهبة أو حتى مهارة تؤهلهم للاحتراف فى الخارج.

مصر تتراجع فى احتراف لاعبيها فى كرة القدم فى الخارج حتى أن المواهب التى خرجت للعب فى الدوريات الأوروبية هى نتاج عمل فردى وليس عملًا منظمًا أو مخططًا من قبل اتحاد الكرة أو رابطة الأندية أو حتى الأكاديميات التى انتشرت فى القرى والنجوع والتى أصبح همها الأول والأخير الحصول على الأموال من أولياء الأمور وأحيانًا النصب عليهم بإيهامهم بأن أبناءهم من الموهوبين ويستطيعون أن يلعبوا فى أفضل الأندية فى الدورى الممتاز وأحيانًا يكون النصب أكبر وبكثير من ذلك فيوهمونهم بأن أبناءهم يستطيعون أن يصبحوا مثل محمد صلاح ويستطيعون أن يحترفوا فى أوروبا وهو كلام مرسل المقصود به الحصول على أكبر قدر من الأموال.

لم يقل لنا أحد حتى الآن كم لاعبًا خرج من هذه الأكاديميات التى يشرف عليها أحيانًا لاعبون من الأسماء اللامعة حتى تحصل هذه الأكاديمية على سمعة طيبة لدى أولياء الأمور لكن فى النهاية النتيجة صفر.

ومع ذلك هناك لعبات أخرى لا نهتم بها رغم أنها تستحق الدعم والمساندة فعلى سبيل المثال منذ سنوات وكرة اليد المصرية أصبحت تزاحم الكبار حتى أنها فى يوم من الأيام كانت بين الأربعة الكبار عالميًا وهى اللعبة الجماعية الأقوى فى مصر على المستوى العالمى شاركت فى البطولة الأخيرة التى أقيمت فى السويد وبولندا وفازت فى مبارياتها السبع الأولى وكانت الفرصة متاحة أمامها للوصول للمربع الذهبى أن استطاعت على الأقل أن تخرج بالتعادل مع فريق الدنمارك حامل لقب البطولة السابقة لكن نجومنا لم يحالفهم التوفيق وأهدروا الفرصة ليكتفوا بوجودهم بين الثمانية الكبار وهو إنجاز بكل تأكيد، وهذا الفريق الموهوب والمشهود له بالكفاءة واللعب باحترافية يحتاج منا كل الدعم سواء من الجماهير أو من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأوليمبية.

وكذلك لعبات أخرى مثل الإسكواش وتنس الطاولة وعدد آخر من اللعبات الفردية التى استطاعت أن ترفع اسم مصر عاليا.

وقد يتساءل البعض كيف ندعمهم بعيدًا عن الدعم المادى نستطيع أن ندعمهم جماهيريًا وإعلاميًا بأن نسلط الضوء عليهم بشكل مستمر ونستضيفهم فى الفضائيات وفى البرامج الرياضية فهناك عدد كبير من نجوم كرة اليد محترفون فى الدورى الأوروبى ولا يعرفهم الكثير فى مصر وكذلك هناك أبطال فى الإسكواش وتنس الطاولة وغيرها من الألعاب الفردية لا يعرفهم أحد وقد يكونوا لا يحصلون على الأموال المطلوبة التى تساوى موهبتهم على عكس لاعبى كرة القدم وقد يكونوا من أنصاف الموهبين أو ممن ليس لديهم موهبة بالمرة ومع ذلك هم نجوم فى المجتمع.

علينا جميعًا تشجيع المواهب الحقيقية والوقوف بجانبها من أجل مصر ومن أجل رفع علم مصر فى المحافل الدولية عالميًا فمصر تستحق منا الكثير.