الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عبرة وعظة

عبرة وعظة

لا تزال نذر الله سبحانه وتعالى على عباده تتتابع تلك النذر والآيات التى تأتى بصور عديدة وأشكال متنوعة فتارة عبر الرياح المدمرة وتارة عبر فيضانات مهلكة وتارة أخرى عبر حروب طاحنة وعبر زلازل وبراكين مروعة وفى الأيام الأخيرة شاهدنا زلزالًا عظيما دمر الكثير من العمران فى سوريا وتركيا خلف وراءه أكثر من 42 ألف قتيل وأكثر من مائة ألف مصاب وشرد الملايين من المواطنين فكم من عمارة شاهقة سقطت على من فيها وكم من منازل تهدمت على أصحابها.



فإن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات ويقدرها تخويفًا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نواهيه كما قال سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز.

«وما نرسل بالآيات إلا تخويفا» وقال عز وجل «سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد» وقال تعالى « قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض».

ولا شك أن ما حدث من زلازل فى هذه الأيام هى آيات من الله سبحانه وتعالى لعامة البشر حتى تستيقظ ضمائرهم وإنسانيتهم ويعود كل واحد منهم إلى رشده ويعلم أن هذا الكون له خالق عظيم ينبهنا أنه فى يوم من الأيام سوف نرجع فيه إلى الله سبحانه وتعالى وأن العلم مهما تقدم ومهما وصل العلماء إلى أقصى درجات المعرفة فإنهم فى النهاية لن يصلوا إلى معرفة أقدار الله العلى الكبير الذى يرسل بالآيات لنا حتى نستفيق ونعلم أن ما نقوم به من حروب وخراب ودمار بين الشعوب عامة والأفراد خاصة فإن الله به عليم ويستطيع أن يهلك من يشاء كما أنه يستطيع أن يقوم ويحيى ضمير من يشاء عن طريق آياته العظيمة فى الكون.

فالزلزال الذى حدث هو نعمة من الله سبحانه وتعالى وتذكير من الله سبحانه وتعالى لنا رغم الضحايا الذين وقعوا فى هذه الكارثة إلا أن الله سبحاته وتعالى أعاد للكثيرين ضميرهم وتذكيرهم بأن وعد الله لا محالة وأن ما حدث ويحدث من كوارث طبيعية هى بلا شك عظات من الله لبنى البشر بأن الله قادر على كل شىء وأنه سبحانه وتعالى موجود فى كل لحظة وفى كل مكان من هذه العالم الذى أصبح موحشا بشكل رهيب وأصبح الصراع فيه محتدما فى كل مكان بعد أن زادت حدة الحروب بين الدول وبعضها البعض وصراعات داخلية بين أبناء الأمة الواحدة بل أحيانا بين أفراد الأسرة الواحدة وكل منهم قد ابتعد عن الله سبحانه وتعالى وابتعد عن فعل الخيرات وأن هذا نذير للبشر فعليهم  ألا يظلموا بعضهم بعضًا ولا يأكل لحم بعضهم بعضًا ولا ينجرفون نحو الحياة المادية بتكوين ثروات ضخمة على حساب الآخرين.

ليتنا جميعًا أن نتعظ ونعلم أننا مفارقون هذه الحياة لا محالة وأننا بين لحظة وضحاها سوف نكون بين يد الله الخالق العظيم ويومها لن ينفع أحد ماله أو أولاد أو ثرواته التى كنزها من حرام.

فى هذا الوقت العصيب علينا جميعا أن نراجع أنفسنا ويعود كل منا إلى الله سبحانه وتعالى ويعلم أنه مفارق لا محالة فلا نظلم ولا نغش ولا نأكل أموال الناس بالباطل ولا نتهم أحدًا زورًا وبهتانًا ولا نأكل ما حرم الله هدانا الله وإياكم إلى طريق الخير والحب والسلام والأمان الذى هو نعمة ربانية أدامها الله علينا وعليكم وعلى مصرنا الحبيبة.