الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يحيى بن سعيد الأنصارى

يحيى بن سعيد الأنصارى

هو يَحْيَى بن سَعِيد بن قيس بن قهد الأَنْصارِى، الإمام الحافظ الجليل، والمحدّث الفقيه، وقاضى المدينة فى زمانه، كان من كبار حُفَّاظ السنة، ونقلة التفسير، وأوعية العلم، وهو راوى حديث «إنما الأعمال بالنيات»، وعنه اشتهر، ولد فى خلافة عبد الله بن الزبير فى المدينة المنورة، وسمع من أنس بن مالك، وعددًا من الصحابة، وغيرهم، وأصبح قاضى ومفتى المدينة فى زمانه، لُقّب بتلميذ الفقهاء السبعة، لأنه تتلمذ على يد سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبى بكر، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير، على الرغم من صغر سنه إلا أنه قد روى عنه بعض التابعين، فروى عنه من التابعين أربعة: هشام بن عروة، وحميد الطويل، وأيوب السختيانى، وعبيد الله بن عمر بن الخطاب، وكان له مجلس يُفتى ويُحدّث فيه، وكان الحجاج لا يستفتون فى زمانه إلا يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر بن الخطاب ومالك بن أنس. قال العجلي: «كان يحيى بن سعيد رجلًا صالحًا فقيهًا ثقة»، وقال سفيان بن عيينة: «محدثوا الحجاز ابن شهاب الزهرى، ويحيى بن سعيد، وابن جريج» وقال على بن المديني: «لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابْن شهاب ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ وأبى الزناد، وبكير بن عبدالله بن الأشج»، وقال سفيان الثورى: «حفاظ الناس أربعة: إسماعيل بن أبى خالد، وعاصم الأحول، ويحيى بن سَعِيد الأَنْصارِىّ، وعبد الملك بن أبى سليمان. وكان يرتحل لطلب الحديث،



فصحب أنس بن مالك إلى الشام مع جماعة من الأنصار لما وفد على الوليد بن عبدالملك، وارتحل إلى إفريقية، واستقبله الناس هناك حيث كان مشهورًا، وسمع حديثا من قاضى إفريقية عبيد الله بن زحر، ، ثم لقيه يزيد بن هارون، فروى عنه مائة وسبعين حديثًا.

كان يحيى يحفظ من الحديث 300 حديث مسند، وكان حافظاً لا يكتب، ثم ندم على تركه الكتابة، تولى القضاء بالمدينه فى دولة بنى أمية، وفى العراق  فى دولة بنى العباس،  عندما أقدمه أبو جعفر المنصور العراق، وولاه القضاء بالهاشمية، كان يحيى بن سعيد يتقشف قال مالك بن أنس: «مَا خرج منا أحد إلى العراق إلا تغير غير يَحْيَى بْن سَعِيد، ولم يرجع على مَا كَانَ عليه إلا يَحْيَى بْن سَعِيد». 

وكان كريم الشمائل، حسن الخلق، جليل القدر، نبيلاً، حسن الصحبة والمؤاخاة, قال يحيى بن المغيرة: سمعت جريرا يقول: (لم أر من المحدثين إنسانا كان أنبلَ من يحيى بن سعيد الأنصارى)، رواه ابن عساكر.

وقد استفاض ثناء أهل العلم عليه فى علمه وفقهه، وكثرة حديثه، وقوة حفظه؛ حتَّى عُدَّ من أوعية العلم الكبار، وممن هم غاية فى التثبت وحسن الحفظ وجلالة القدر فى أهل الحديث.

- وقال حماد بن زيد: قدم علينا أيوب مرَّةً فقلنا: من خلَّفت بالمدينة؟

فقال: (ما خلفت بها أحداً أفقهَ من يحيى بن سعيد الانصاري). رواه البخارى فى التاريخ الكبير والخطيب البغدادي

- وقال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (يحيى بن سعيد الأنصارى أثبت الناس). رواه ابن عساكر.

- وقال سفيان بن عيينة: (كان محدثو الحجاز ابنُ شهاب، وابنُ جريج، ويحيى بن سعيد، يجيئون بالحديث على وجهه). رواه البخارى فى التاريخ الكبير والخطيب البغدادى وابن عساكر.

 وقال القاضى إسماعيل بن إسحاق الأزدى: سمعت على بن المدينى يقول: (أصحاب صحة الحديث: أيوب بالبصرة، ومنصور بالكوفة، ويحيى بن سعيد بالمدينة، وعمرو بن دينار بمكة). رواه ابن عساكر. وبعد حياه حافله بالعلم والإيمان توفى يحى بن سعيد بالعراق بالهاشمية سنة 143 هـ، عن بضع وسبعين سنة.