الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
غياب الإنسانية

غياب الإنسانية

فى الأيام القليلة الماضية لوحظ فى صفحات الحوادث وعلى مواقع التواصل الاجتماعى أن هناك حوادث قتل لا يصدقها عقل ولا يستوعبها أى ضمير مهما كان صاحب هذا الضمير ففى عجالة سريعة ومن خلال ثلاث حوادث وقعت فى أيام متتالية ولم يشر لها أحد بأنها من الجرائم التى يجب أن تفذعنا جميعًا ويجب أن تهز هذه الجرائم صاحب كل ضمير أو كل من يحمل لفظ إنسان وإلى كل رجل دين وكل أستاذ علوم إنسانية واجتماعية.



أول هذه الحوادث التى وقعت لشاب فى ريعان شبابه يعمل فى أحد المطاعم دليفرى يقوم بتوصيل وجبات الطعام إلى المنازل وفى آخر مرة كان فى طريقه لتوصيل وجبة طعام لشابين يقيمان فى منزلهما وما أن وصل هذا الشاب المغلوب على أمره حتى فوجئ بالشابين يدخلانه إلى منزلهما ويقومان بقتله من أجل الحصول على دراجته البخارية ونفذا جريمتهما وتناولا وجبة الطعام التى أحضراها له ثم تخلصا من جثته وكانا فى طريقهما لبيع الدراجة البخارية حتى ألقت أجهزة الأمن القبض عليهما وأحالتهما إلى النيابة التى أمرت بحبسهما على ذمة التحقيق.

والواقعة الأصعب والأسوأ والتى لا يصدقها عقل والتى وقعت فى إحدى القرى التى انتشرت فيها أعمال الدجل والشعوذة من خلال منعدمى الضمير الذين يسمون أنفسهم شيوخ وهم أبعد ما يكون عن رجال الدين وهم يدعون معرفتهم بالكنوز الفرعونية فأقنعوا أحد الأشخاص فى إحدى قرى الصعيد بأن منزله به مقبرة فرعونية بها كنز ذهبى كبير وأن هذا الكنز لن يتم استخراجه إلا عن طريق تقديم القرابين لملك الجن حارث المقبرة والذى طلب تقديم دماء بشرية على موقع الكنز، وطلبوا منه ضرورة ذبح سيدة وإسالة دمائها على موقع المقبرة فما كان منه إلا أنه اهتدى إلى ذبح زوجته وتقديمها قربانًا لملك الجن وبالفعل اتفق معه الشيخ الدجال على الموعد المحدد وحضر معه عدد من اللصوص الذين صدّقوا أيضًا الواقعة وقاموا بتقييد الزوجة وطعنها فى كل أنحاء جسدها بنحو 25 طعنة متفرقة حتى فارقت الحياة وهى التى كانت فى أمان زوجها الخائن الذى فقد كل ما هو إنسانى أو أخلاقى أو دينى أو بشرى حتى ألقت أجهزة الأمن القبض عليه وعلى أفراد عصابته وتم إحالتهم إلى النيابة.

وفى الواقعة الثالثة التى تبعد كل البعد عن تفكير البشر والتى لا يصدقها عقل تؤكد تحقيقات النيابة أن اثنين من اللصوص كانا يمران بجوار سور فى منطقة الزاوية الحمراء عندما وجدا شابًا غلبه النعاس نام أسفل السور بعد أن وجد المكان آمنا ولم يتخيل أن يقوم أحد بقتله فى هذا المكان بهذه السهولة إلا أن المجرمين ما أن شاهدوه حتى سولت لهم أنفسهم بقتله والحصول على متعلقاته التى ظنوا أنها ثمينة فقاموا بإلقاء حجر على رأسه فأردوه قتيلًا فى الحال وقاموا بتفتيشه فلم يجدوا معه إلا ساعة يد قديمة لا تساوى إلا جنيهات قليلة.

إلى هذا الحد وصل الشارع المصرى إلي أن يقتل بعضه بعضا لأسباب تافهة وهايفة وغير إنسانية بالمرة، الحيوانات فى الغابات لا تفعل ذلك أبدًا من بنى جنسها فماذا حدث للمصريين في أخلاقهم ودينهم وإنسانيتهم؟!.

الأمور تحتاج لدينا إلى دراسات حقيقية حول سلوك البشر الذى تغير تغيرًا كبيرًا إلى الأسوأ والأخطر. على رجال الدين ورجال الاجتماع وأساتذة العلوم الإنسانية أن يفتحوا ملف سلوك المصريين ويعيدوا تقويمهم مرة أخرى.. حفظ الله مصر والمصريين.