الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم الشهيد

يوم الشهيد

يحرص السيد رئيس الجمهورية ووزير الدفاع على إحياء يوم الشهيد وذلك بوضع إكليل الزهورعلى النصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة، كما تحرص القوات المسلحة المصرية سنويًا على إحياء يوم الشهيد، من خلال استقبال أسر الشهداء والمحاربين القدامى، وتكريمهم وتذكرة أبناء الوطن بما قدموه من بطولات وتضحيات فى سبيل الوطن. 



ولقد تم اختيار هذا اليوم ليكون الاحتفال بيوم الشهيد فى مصر تخليدًا لذكرى استشهاد رئيس أركان حرب الجيش المصرى الفريق أول عبدالمنعم رياض حامل نجمة الشرف العسكرية التى تعتبر أكبر وسام عسكرى فى مصر فى التاسع من مارس 1969، حينما توجه للجبهة فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة فى فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه فى وداعه. «يوم الشهيد» ليس مناسبة لتجديد الأحزان، ولكن للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل، والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن، والحفاظ على ترابه فالمصريون قوم لهم مع الشهادة والشهداء قدر وباع وتاريخ طويل‏، ولو تذكرنا شهداء مصر على مدى العصور فنجد أن جيش مصر العظيم قدم كثيرا من الشهداء عبر التاريخ مثل (الملك سقنن رع) أول من استشهد من ملوك الفراعنة تبعه ابنه كاموس وذلك فى الحرب ضد الهكسوس والتى انتهت بهزيمة ساحقة للهكسوس على يد ابنه الثانى الملك احمس مؤسس الأسرة الثامنة عشرة.

وفى العصور الوسطى نتذكر معًا شهداء (معركة حطين عام 1186) وهى إحدى أعظم المعارك التاريخية التى خاضها الجيش مصرى بقيادة صلاح الدين ضد الصليبيين واسترد بيت المقدس.

ونتذكر أيضا شهداء (معركة المنصورة) عام 1250 التى انتصر فيها الجيش المصرى على الصليبيين وأسر قائد الحملة الصلبية السابعة الملك لويس التاسع ملك فرنسا، وسجن فى دار ابن لقمان بالمنصورة، وأيضًا لا ننسى شهداء (معركة عين جالوت) عام 1260 التى انتصر فيها الجيش المصرى انتصارًا ساحقًا بقيادة قطز على الجيش المغولى، وانقذ الأمة الإسلامية كلها من بطش المغول.

وفى العصر الحديث لا ننسى شهداءنا فى مقاومة الغزو الفرنسى لمصر عام 1798 وفى هزيمة الجيش الإنجليزى فى رشيد بقيادة فريزر عام 1807 والمعارك التى خاضها الجيش المصرى بقيادة القائد الفز إبراهيم باشا الذى سجله التاريخ فى خانة أفضل القادة العسكريين فى القرن التاسع عشر فى حروبه باليونان وكريت والشام والسودان وتركيا، وشهداءنا فى فتوحات الجيش المصرى فى إفريقيا فى عصر الخديوى إسماعيل والتى تعد من أهم وأعظم الحروب التى خاضها الجيش المصرى، ومد نفوذ مصر حول بحيرة فيكتوريا حتى وصلت ممتلكات مصر جنوبا حتى خط الاستواء وأصبح الساحل الإفريقى للبحر الأحمر بأكمله  تحت السيادة المصرية.

ولا ننسى شهداءنا فى القرن العشرين فى مقاومة الاحتلال البريطانى وفى حرب فلسطين عام 1948 والعدوان الثلاثى عام 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر المجيدة التى ثأرت فيها مصر لكرامتها محطمة أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يهزم.

تحيى مصر يوم الشهيد فى وقت يكثر فيه شهداء الإرهاب الأسود، فقد استشهد أكثر من ألف بطل من أبطال الجيش والشرطة منذ ثورة 25 يناير 2011، لذا فإن القوات المسلحة حريصة على إحياء هذه الذكرى بالإجلال والإكبار، والعرفان لهؤلاء الشهداء. وفى هذا اليوم يجب أن نتذكر أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا فهم خير أجناد الأرض وهم فى رباط إلى يوم القيامة).