الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 30 % من العار

30 % من العار

المواقع الإباحية، تلك المسكوت عنها فى أغلب المجتمعات، والتى ينتقدها الجميع علنًا ويشاهدها خلسة نسبة لا بأس بها من الرجال و المراهقين والأطفال والصادم فى الأمر أيضًا هو ارتفاع نسب المشاهدة من الإناث ضاربين بفطرتهن عرض الحائط، وبالرغم من انتشار العديد من الإحصائيات حول هذه المواد، ووجود الكثير من حملات المكافحة وخاصة فيما يتعلق بالأطفال وهو ما يتسق مع العديد من القوانين التى تجرم ذلك لمن هم دون الثامنة عشرة.



أما عن حجم تلك الصناعة والأرباح السنوية منها فإن الأرقام ليست دقيقة بالقدر الكافى بل يمكن القول أنها مجهولة تمامًا اللهم بعض الإحصائيات البسيطة هنا أو هناك، فعلى سبيل المثال نجد أن حجم الأرباح السنوية فى الولايات المتحدة الأمريكية فى حدود 9 مليارات دولار سنويًا وفى إحصائيات أخرى نجدها تصل إلى 97 مليار دولار، وبغض النظر عن دقة تلك الأرقام، فالحقيقة أن تلك الصناعة مهولة بالفعل، يكفى أن بعض الإحصائيات الأخرى تتحدث عن أن نسبة بين 30 و35% من إجمالى البيانات المنتقلة عبر الإنترنت حول العالم هى مواد إباحية، ونجد أيضًا بعض الإحصائيات تتحدث عن أكثر دول العالم بحثًا ومشاهدة لتلك المواد وهى إحصائيات صادمة ،فالدول والمجتمعات المشاركة فى تلك الإحصائيات لا يمكن ربط نسب الإقبال أو الامتناع بأى معيار أو محدد آخر كالدين أو المستوى الإخلاقى أو الاقتصادى أو الثقافى، كما أن المشاهدة الإجبارية، أى أن يتعرض المستخدم العادى لشبكة الإنترنت لتلك المواد فى أثناء تصفحه العادى والبريء أصبحت أحد الموضوعات المهمة والتى يدور حولها الكثير من النقاشات ومحاولات الحجب والحماية أيضًا.

قضية المواقع الإباحية أيضًا تتصدر النقاشات فى وسائل الإعلام وبين البرلمانيين والمشرعين وواضعى القوانين ومنظمى الاتصالات فى جميع دول العالم ولا يبدو أن الأمر قد وصل إلى مرحلة جيدة من الاتفاق أو السيطرة وهو ما يجعل الجميع يتجه إلى الوعى والتثقيف والمراقبة الأبوية وإلى البرامج المتخصصة لحجب تلك المواد كأحد الحلول التقنية التى تقلل من نسبة التعرض والاستخدام وهو ما قد يكون مقبولًا لدى البعض أو مرفوضًا لدى البعض الآخر، يدخل فى الأمر أيضًا قضية حقوق الإنسان الرقمية مثل الحق فى التعبير وهو قضية أخرى تصطدم بالكثير من المعايير والمحددات فى المجتمعات المختلفة نتيجة الاختلافات الثقافية والاجتماعية وغيرهما.

وبغض النظر عن كل الإشكاليات السابق التعرض لها فإننا أمام حقيقة لا يمكن إنكارها إلا وهى أن تلك المواد موجودة ونسب المشاهدة مرتفعة والعواقب وخيمة ويلمسها الجميع بصورة لا تقبل الإنكار.