
عصام عبد الجواد
الألعاب النارية
فجأة وبدون مقدمات تحولت شوارع مصر المحروسة وخاصة فى المناطق الشعبية والحارات الضيقة إلى ما يشبه بحرب روسيا وأوكرانيا من جراء استخدام الصغار والكبار للألعاب النارية التى انتشرت فى شوارع مصر مع بداية شهر رمضان كانتشار النار فى الهشيم بدون ضابط أو رابط وبدون حسيب أو رقيب حتى أن شوارع مثل شارع فيصل بالجيزة وشارع الهرم ومتفرعاتهما تستخدم فيهما الألعاب النارية ليل نهار للتحول إلى ظاهرة سلبية ومقلقة للجميع صغارًا وكبارًا ولا ندرى كيف دخلت هذه الكميات الضخمة داخل البلاد.
استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية والقميئة التى انتشرت فى المجتمع بشكل كبير خاصة فى شهر رمضان وفى المناسبات سواء فى الأعياد أو الاحتفالات بمناسبات الأفراح عمومًا فهى تحولت إلى جزء أساسى من الاحتفالات اليومية فى كل شبر على أرض مصر لدرجة أن الصغار يبيعونها أمام المحلات وأسفل العمارات وهم يقفون فى الشارع ويبيعونها علنًا رغم الظواهر السلبية التى تتسببها هذه الألعاب على مجتمعنا ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورتها فإن بيعها بهذا الشكل بدون رقيب ولا حسيب بات يشكل خطرًا ليس على مستخدميها فقط بل على الآخرين المتواجدين فى محيط استخدامها لما تسببه أحيانًا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدى إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة كما أنها تحدث أضرارًا فى الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق إضافة إلى التلوث الضوضائى الذى يؤثر على طبلة الأذن، وذلك يسبب خللًا وظيفيًا فى عمل المخ كما أكد ذلك الأطباء وقد يستمر هذا شهرًا أو شهرين ففى الأسبوع الماضى ومع قدوم شهر رمضان المعظم الصدفة وحدها قادتنى للمرور ليلًا سيرًا على الأقدام فى شارع فيصل بمحافظة الجيزة وأثناء مرورى قام أحد الصبية بتفجير أحد الألعاب النارية أسفل ثلاث فتيات فى سن العشرين عامًا كن يسرن فى أمان الله حتى حدث انفجار قوى أسفل منهن فوقعت إحداهن فاقدة الوعى من شدة الخوف والذعر أما الأخريات فهربن مسرعات مذعورات من شدة الرعب وحاول المارة من الرجال الامساك بهذا الصبى إلا أنه هرب مع عدد آخر من أصدقائه وهم فرحون مسرورون بما فعلوه أما المسكينة التى فقدت الوعى فقام عدد من الرجال والسيدات بإدخالها أحد المحلات لاستفاقتها من غيبوبتها وقاموا بالاتصال بأحد أقاربها عن طريق التليفون المحمول وجاء لأخذها وهى فى حالة رعب لا تستطيع أن تقف على قدميها هذه الواقعة تحدث مثلها عشرات الوقائع كل يوم فى الشوارع وفى الحارات وفى الأماكن وأمام المارة وأمام المسئولين دون ضابط أو رابط وأصبحت الألعاب النارية تباع فى كل مكان حتى أن محلات الفول والفلافل يقف أمامها بعض الصبية يبيعونها وهو أمر فى غاية الخطورة.
فبعد سنوات زادت على السبع سنوات الماضية تم القضاء على هذه الظاهرة بشكل كبير بعد أن أحكمت أجهزة الأمن قبضتها على مصادر تهريب وبيع هذه الألعاب الخطرة إلا أنها عادت فى أسوأ حالتها وأكثرها انتشار ولا نعرف كيف عادت بهذه السهولة خاصة فى مجتمع يعانى ارتفاع الأسعار وشعب يعانى من قلة الموارد ومع ذلك يشترى صغاره وكباره الألعاب النارية بمئات الجنيهات ويطلقونها ليل نهار فى وجوه المارة دون أدنى أخلاق أو ضمير لأن إزعاجها فاق كل إزعاج وأصبحت الظاهرة كأنها عادية خاصة فى المناطق الشعبية التى تعانى من شدة الازدحام لذلك لا بد من القضاء على هذه الظاهرة فورًا التى تسبب إزعاجًا كبيرًا للجميع وتسبب أمراضًا نحن فى غنى عنها وتسبب عاهات مستديمة للبعض وتسبب لأزمات مادية لبعض الأسر الفقيرة.
ولابد للأسرة المصرية أن تعى ذلك جيدًا وعلى القائمين على خطب الجمعة فى المساجد أن يحذروا من هذه الظاهرة الخطيرة وعلى أجهزة الأمن أن تضرب بيد من حديد على مستخدميها ومهربيها ومروجيها ولا تأخذهم بهم رحمة فهم لصوص الوطن الذين يستنزفون أمواله من العملة الصعبة فى تهريب وترويج ما هو غير مفيد أبدًا لهذا الوطن.. حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها.