الجمعة 23 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 الكرة للجماهير ….

الكرة للجماهير ….

المهتم بكرة القدم لو تعمق فى المشهد عادة ما نجد اختلافا فى عوامل نجاحها وتنمية هوايتها أى المساندة لتستمر، سيجد عوامل وعناصر تدور حول رجال الأعمال أى المستثمرون فى تلك الصناعة وهم الرعاة وبيزنس البث والرعاية وغيرها من العناصر الاقتصادية. وسيجد أيضا إدارات تلك الأندية والجهاز الوظيفى وأطقم التدريب والحكام وبالطبع الفريق نفسه والجماهير وفى آخر الصف نجد الحكومة…



١-فى مصر قواعد ترتيب القوى المساندة والمؤثرة فى اللعبة تدور حول الحكومة والتى تملك معظم أوراقها حتى لو لم يظهر دورها الحقيقى فهى تدفع وترتب البيت إداريا وتتدخل بنسب مختلفة طبقا للظرف، وهى المنسق العام بين الكرة وإدارات أخرى مثل أصحاب التنظيم والمنشغلون بأمن وسلامة المنظومة والبلد. وتملك معظم الأوراق ثم الرعاة واتحاد الكرة واللاعبين والإعلام والجماهير. 

فى مصر عمليا الجماهير هم فاكهة المشهد وأكبر جهة مؤثرة عمليا ولكنها تتذيل الترتيب. 

٢-ندرك أن الجماهير هم وقود الانتصارات قوة معنوية بخطط غير مكتوبة فى رفع الروح المعنوية واستنفار روح الملعب واللعب لجميع عناصر اللعبة وعادة هم وراء الانتصارات..

بالطبع لا ننكر أدوار بقية العناصر من لاعب وحكم ومدرب واتحاد الكرة هو عنصر استمرار واستقرار اللعبة. 

الكرة للجماهير دى الحقيقة التى يمكن أن نرصدها فى الملاعب المصرية. ولا أبالغ إذ قلت إن مباريات بدون جمهور أشبه بصوان عزاء لم يحضر فيه أحد للعزاء باستثناء أهل الفقيد وهو مشهد فى غاية الألم للمرحوم ولأسرته وبالتالى لمنظومة كرة القدم.  

٣-حرمان جماهير الكرة المصرية من الحضور للمباريات  تم بشكل مستمر بالمنع الكلى أو الجزئى عقب أحداث يناير ٢٠١٢ واعتقد أن المبررات تنحصر فى سلامة الجماهير وبالتالى البلد.

٤-الكرة للجماهير والروح الجميلة التى بثتها تلك الجماهير من مدرجات المنتخبات أو البطولات التى نظمتها مصر وآخرها مباراة الأهلى والهلال السودانى باستاد القاهرة أول من أمس  أمر يعكس حالة العطش الجماهيرى للعودة لمدرجات الدوريات المحلية مع زيادة عدد المسموح لهم بالفرجة من المدرجات .

٥-جماهير الأهلى فى مباراة فريقها أمام الهلال السودانى. حاجة تفرح. أضفت على المباراة روح رمضان. شجعت بحماس وأشعلت بصوتها وهتافاتها الملعب نشاطا وحيوية ودفئًا 

جماهير الأهلى كان مستواها أعلى من المباراة. ومن هنا أدت الدور المطلوب فى تجميل الأجواء. 

برغم رمضان.. الصيام لم يمنعهم فى تنظيم موائد رمضان فى المدرجات وأن آذان المغرب قد حان وهم بالمدرجات.. شوف روح المحبة والتضامن والمشاركة عندما تقاسم من يحمل الطعام الأكل مع من لا يحمل .. مشهد أبكانى.. المشهد الرائع يعكس ما يحمله شباب مصر من قيم دينية وأخلاقية.. ولأنهم مستقبل مصر إذا لاخوف على بلد فيها هؤلاء الشباب.. إنهم يحملون الأمانة ويحافظون عليها.

جمهور الأهلى الرائع بعث من مدرجات الفريق والهلال السودانى بعدد من الرسائل للداخل والخارج وتدور حول.

١-مصر بلد الحضارة والقيم والأخلاق. مصر منارة العالم ومازالت وأن شبابها وكل مكونات المجتمع المصرى يسيرون على ضرب المؤسسين لينشروا العلم والأخلاق وما ينقص العالم. 

٢- الجماهير قالت. قادرون ونستطيع معا أن نحمى ونحافظ على المدرجات ورسالتها الأخلاقية. 

٣-الكرة ملك لنا ونحن الأهم وامنحنا الفرصة لنقدم أنفسنا فى كيفية المحافظة على سلامة المدرجات والملعب والبلد. 

الكرة للجماهير وليس لغيرها والأمر هنا ينحاز إلى رفع القيود على الجماهير بالدخول للمدرجات للتشجيع والتصحيح والتنفيس عن نفسها. 

أنا شخصيا مع إيمانهم بأن الجماهير هى العنصر الأهم فى المنظومة الكروية.