الجمعة 28 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إبراهيم عبدالمجيد وسحر إذاعة الموسيقى!

إبراهيم عبدالمجيد وسحر إذاعة الموسيقى!

متعة ما بعدها متعة أن تقرأ إبداع الكاتب الكبير الأديب المبدع «إبراهيم عبدالمجيد» المتعة والبهجة مضمونة سواء قرأت له رواية أو مجموعة قصص قصيرة أو مقالا فى صحيفة أو مجلة أو تعليقاته الذكية اللماحة على صفحته بالفيس بوك.



توقفت طويلا ومندهشا من إبراهيم عبدالمجيد فى كتابه الرائع «ما وراء الكتابة تجربتى مع الإبداع» وهو يحكى كيف بدأ غرامه بالإذاعة والموسيقى وكيف أنه لا يستطيع الكتابة إلا والموسيقى تنساب حوله تملأ فضاء الغرفة وتوسع فيه وتلحقه بالفضاء الخالى من كل بشر وكيف أصبح البرنامج الموسيقى فى الإذاعة رفيقة الدائم فى رحلة الابداع والكتابة وكيف كان أنيس منصور الكاتب الكبير صاحب الفضل فى تعرفه على هذا البرنامج المهم ويكتب قائلا: ربما فى عام 1968 أو 1969 استمعت فى الإذاعة المصرية لحوار مع المرحوم أنيس منصور تحدث فيه عن أشياء كثيرة ومنها الموسيقى قال إنه من هواة البرنامج الموسيقى، ولم أكن أعرف أنه يوجد فى الاذاعة محطة خاصة تحمل اسم البرنامج الموسيقى وأنيس منصور بعيدا عن السياسة التى جعلت الكثيرين يهاجمونه لمواقفه وبالذات فى عصر السادات هو أفضل كاتب عرفته تقرأه فى سن مبكرة يقدم إليك كل معارف الدنيا بأسلوب سهل جدا، أسهل الكتاب!

رحم الله أنيس منصور الذى بعد أن سمعته يتحدث عن البرنامج الموسيقى ذلك اليوم بحثت عن البرنامج الموسيقى وضبطت عليه مؤشر الراديو حتى الآن!

يتغير الجهاز مع الزمن وتتغير الأماكن التى عشت فيها بين الاسكندرية والقاهرة لكن يظل الراديو على البرنامج الموسيقى.

كنت فى ذلك الوقت مغرما بمحطة أم كلثوم فى الاذاعة التى تقريبا اختفت! وكانت تبدأ فى الرابعة عصرا، وكنت أقرأ عليها، فصرت بالليل أنقل إلى البرنامج الموسيقى، ثم صار البرنامج الموسيقى وحده ثم صرت أحيانا بعد ظهور محطة الاغانى استمع إليها أيضا، صار البرنامج الموسيقى هو الخلفية التى اقرأ عليها واكتب ليلا، أعجبنى تقريبا أنه بعد الساعة الثانية عشرة لا يظهر صوت المذيع حتى الصباح، تتهادى الموسيقى الخفيفة حتى الصباح، الموسيقى الخفيفة كنت قد صادفتها فى بعض الافلام التى رأيتها وصرت أصادفها فى أفلام جديدة، كما أن السوناتات والكونشيرتات صرت أعرفها أو أتعرف عليها، ذلك أن اهتمامى الجديد بالموسيقى جعلنى مواظبا على برنامج الموسيقى الكلاسيك الذى كان يقدمه المرحوم «حسين فوزى» بالبرنامج الثانى الذى صار اسمه البرنامج الثقافى كل يوم خميس.

من العظيم حسين فوزى عرفت الكثير عن الموسيقى الكلاسيك وأعلامها العظام وسيمفونياتهم وهكذا صرت عاشقا للاستماع للموسيقى الكلاسيك والموسيقى الاوروبية الخفيفة فى البرنامج الموسيقى التى هى فى معظمها موسيقى تصويرية لأفلام كانت توسع من الغرفة وتنقلنى إلى عالم من السحر، صار نظام الكتابة بسيطا جدا.

بالليل استمع إلى طرب عربى لمدة ساعة ثم ساعة مع الموسيقى الكلاسيك، كل ذلك وأنا لا أكتب، اقرأ كتبا أو اقرأ ما كتبته من الرواية حتى إذا انتصف الليل بدأت فى الكتابة على مهل حتى أول خيوط الصباح، ما أطول ليل الشتاء ولكن ما أقصره وأنا مع الموسيقى والكتابة وضوء الحجرة الابيض.

شكراً أستاذنا المبدع «إبراهيم عبدالمجيد» على إبداعك!