عصام عبد الجواد
أزمة حقيقية
الزيادة السكانية هى أزمة حقيقية تلتهم موارد الدولة وترهق الأفراد والمجتمع وهى أكبر الأزمات التى تواجه مصر فى الوقت الحالى رغم سعى جميع مؤسسات الدولة للوقوف على حلها بشكل كبير من أجل الحفاظ على مشروعات التنمية والبناء التى تقوم بها الدولة ففى القرى والنجوع من شمال مصر لجنوبها ومن شرقها لغربها مازال هناك أسر لا تعرف أى شىء عن خطر الزيادة السكانية فمازال هناك من ينجب 8 و10 أطفال وهناك أسر تنجب أكثر من ذلك بحجة أن الطفل يولد ومعه رزقه خاصة أن الموروث الشعبى فى الأرياف أن الأبناء عزوة لأبيهم رغم قلة مواردهم ورغم الدخول الضعيفة جدا والتى لا تستطيع أن تغطى مصروفات طفل واحد.
ناهيك عن الأمراض التى تصيب الأم والأب وتصيب الأطفال أنفسهم من قلة الموارد وضعف الإشراف الصحى لهم وتسريبهم من التعليم وتركهم للشارع بغير غطاء صحى أو تعليمى هؤلاء يحتاجون إلى إعادة تأهيل ويحتاجون لمن يعيد لهم ترتيب أفكارهم الدينية والاجتماعية والصحية والتعليمية.
فالزيادة السكانية تلقى بظلالها وعواقبها السلبية على جميع أفراد الأسرة وليس على المجتمع فحسب حيث إنها ستعيق توفير عدد كبير من الاحتياجات الأساسية والفردية لهؤلاء الأفراد منها عدم القدرة على توفير بيئة جيدة وتعليم جيد وهو ما ينتج عنه عمالة أطفال وعدم وجود ثقافة الحوار وافتقار الحس الإنسانى لدى هؤلاء وهو ما يمثل حيزا معينا يتمتع به الإنسان فى المعيشة ولكن عندما يعيش 8 أو 5 أطفال فى غرفة واحدة بذلك يفقد الطفل الحس الإنسانى فى عيشة سوية مريحة.
بالإضافة إلى أن الأسر التى يزيد عدد أطفالها على 2 أو 3 يواجهون مشاكل فى استغلال أوقات الفراع وبالطبع سوف ينخفض مستوى معيشتهم وملابسهم ومأكلهم بالمقارنة بالأطفال الأخرى المحيطين بهم فى أسر أخرى لا يزيد عدد الأطفال فيها على طفلين.
ويشب هؤلاء الأطفال وقد امتلأت أنفسهم بالسلبية واللامبالاة وعندما يصبح عضوا عاطلا عاملا فى المجتمع سيلجأ إلى الرشوة والاختلاس لأنه تربى تحت خط الفقر ولديه شغف تجاه الحياة المليئة بالرفاهية والأموال وإذا لم يتلق تعليما فى صغره وتلقى دروسا دينية واجتماعية ورياضية صحيحة فمن المؤكد أنه سيصبح مجرما.
لذلك لابد أن تكون هناك توعية قوية بخطورة الزيادة السكانية التى أصبحت تقضى على الأخضر واليابس من خلال حملات توعية حقيقية ومدروسة ومبسطة ومكثفة ونستعين فيها بالشخصيات المؤثرة والمقنعة بالمتلقين لهذه الحملات وهو ما سيسبب قناعات وسيؤثر فيهم بشكل كبير مع ضرورة توفير وسائل منع الحمل بشكل كبير فى القرى والنجوع لأن هناك الكثير من القرى تفتقد توافر مراكز الصحة الإنجابية والتوعية والرعاية اللازمة ويجب ألا نركن لدور الدولة وحدها فى التوعية بهذه المشكلة الخطيرة فلابد أن يكون لمؤسسات أخرى مثل المجتمع المدنى وجمعيات حقوق الطفل وحقوق المرأة وصحة المرأة دور فى التنبيه بخطورة هذه الظاهرة التى أصبحت من أهم عوائق تقدم الأمم فى كل أرجاء المعمورة وليس فى مصر وحدها وهناك عامل مهم جدا وهو عامل الدين الذى ينظر له هؤلاء البسطاء على أنه هو العامل الأهم فى حياتهم والذى يرتكنون عليه بأن الطفل يولد برزقه فعلى رجال الدين أن يكون لهم دور مهم بتوعية هؤلاء بأن هذا خطأ كبير لأن الأطفال يحتاجون رعاية فى كل نواحى الحياة، وطفلان يعيشان فى بيئة مهيأة للنجاح خير من عشرة أطفال يولدون ويعيشون بلا أى حقوق ويكون مصيرهم الشارع بعد تسريبهم من التعليم وحرمانهم من الحقوق الأساسية فى الحياة.
حفظ الله مصر وشعب مصر وأطفال مصر