عصام عبد الجواد
الاستهتار على الطرق السريعة
قادتنى الصدفة وحدها للسفر إلى الصعيد وبالتحديد إلى محافظة أسيوط فى إجازة العيد وقد استقلينا السيارة وانطلقنا على طريق الجيش الصحراوى الشرقى الذى يبدأ من منطقة الكريمات جنوب حلوان بعد أن ظل مغلقا طوال أكثر من عام وقد هجره السائقون متجهين إلى الطريق الصحراوى الغربى الذى تم افتتاحه منذ عامين وأصبح يضاهى الطرق العالمية عالية الجودة.
الآن طريق الجيش بعد تجديده أصبح طريقًا عالميًا بمعنى الكلمة خاصة إذا قادتنا الظروف للسفر عليه ليلًا بعد أن تم وضع إشارات فسفورية على جانبى الطريق جعلته منيرًا بطريقة سهلة وجميلة فى الظلام الدامس، ولا تشعر أبدا عليه بضعف أو قلة الإضاءة وهى طريقة حديثة استخدمتها وزارة النقل متمثلة فى هيئة الطرق والكبارى، وقد قامت أيضًا بإنشاء حارتين فى كل اتجاه منفصلتين لسيارات النقل بكل أنواعها مما يقلل بشكل كبير نسبة الحوادث على هذا الطريق، ورغم الإشادة الكبيرة التى وجدتها من كل من كان يسير على هذا الطريق، إلا أن هناك من يستهتر بأرواح الناس ويبدو أن سلوك بعض البشر يحتاج إلى تقويم حقيقى ويحتاج إلى عقوبة رادعة حتى يكون عبرة لغيره.. ففى هذا الطريق تجد بعض سيارات النقل تترك الحارة المخصصة لها وتتخطى الحواجز وتسير فى طريق السيارات الملاكى بدون أى تحمل للمسئولية وباستهتار منقطع النظير، ونفس الشىء وجدناه أثناء عودتنا على الطريق الصحراوى الغربى، سيارات نقل تسير وسط السيارات الملاكى رغم أن طريقهم مفتوح وسهل وبسيط، إلا أنهم أبوا أن يكونوا مسئولين أمام أنفسهم، وأمام ضمائرهم، خاصة أن طريق النقل تم إنشاؤه بطريقة حديثة يتحمل الأوزان الثقيلة على عكس طريق السيارات الملاكى الذى لا يتحمل الأوزان الثقيلة، ومع مرور الوقت فإن جودته قد تضعف وقد يتدهور الطريق قبل الموعد المحدد لصيانته.
مثل هؤلاء أعتقد أنهم لا يحتاجون إلى قانون لردعهم بل يحتاجون إلى قانون لبترهم من المجتمع فهم يضيعون كل ما تفعله الدولة من أجل الحفاظ على أرواحهم وأرواح المواطنين، ومن أجل سلامة الجميع، وقد تم صرف مليارات الجنيهات على هذه الطرق لتكون بهذا الشكل الذى نفتخر به جميعًا أمام أى زائر أجنبى، ونفتخر به أمام أنفسنا، فقد سهلت هذه الطرق السفر إلى جميع محافظات مصر بطريقة سهلة وقللت زمن المسافات بين المحافظات إلى النصف تقريبًا حتى أن المسافة بين القاهرة وأسيوط كانت تزيد على الخمس ساعات أصبحت الآن تتراوح ما بين ثلاث ساعات إلى ثلاث ساعات ونصف الساعة بسرعة لا تتجاوز 120 كيلو فى الساعة مما جعل السفر إلى المحافظات متعة بعد أن كان السفر خاصة إلى محافظات الصعيد قطعة من العذاب، لذلك أصبحت أغلب الحوادث على الطرق حاليًا هى أخطاء جسيمة من منعدمى الضمير سواء من سائقى سيارات النقل أو من المستهترين الذين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية مستغلين جودة الطريق وسهولته فى القيادة بسرعة كبيرة تتخطى السرعة المقررة بمراحل، هؤلاء يحتاجون إلى سحب رخص السيارة منهم وعدم القيادة مرة أخرى لأنهم خطر على الآخرين وخطر على الأمن القومى المصرى.
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها من كل سوء.