الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحوار الوطنى والتحول الجاد

الحوار الوطنى والتحول الجاد

يعد الحوار الوطنى دعوة حقيقية للتواصل الفعال بين جميع أطياف المجتمع وقواه السياسية والاقتصادية والمجتمعية، إضافة إلى سماع وجهات النظر المختلفة وخلق فرص تبادل الرؤى والمقترحات للوصول بمساحات مشتركة نحو الجمهورية الجديدة، وهو ما يعد فرصة حقيقية للشعب المصرى بكل أطيافه لوضع النقاط على الحروف، للخروج من حالة الجمود إلى الوصول لحلول للقضايا الأكثر إلحاحا، والتى تهم جميع المواطنين، والكشف عن كوادر مؤهلة فى جميع النواحى، السياسية والاقتصادية، مع ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن المصرى فى الجمهورية الجديدة،والنقاش حول آليات تحقيقها فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها من المجالات الحياتية.



فى الحقيقة فإن وجود جميع أطياف المجتمع المصرى على طاولة واحدة للتحاور من أجل المستقبل وتفادى المرحلة الماضية هو فى حد ذاته فرصة عظيمة للجميع، حتى لا تكون هناك حجة بعد ذلك لأى فصيل سياسى أو حزبى أو مجتمع مدنى أو غيرها من أطياف المجتمع المصرى أن يشعر الآخرون بالتقصير فالأمور حاليًا أصبحت أكثر وضوحًا، وعلى كل من لديه مقترح تتم مناقشته من الجميع، حتى تتم بلورته فى شكل هدف لابد من تحقيقه، سواء عن طريق البرلمان أو عن طريق قرارات سيادية، فالجميع يريد مصلحة الوطن والدولة، ومسئولوه هم أكثر الناس حرصًا على تحقيق أهداف المجتمع المصرى، ونجاح الحوار الوطنى هو نجاح حقيقى للدولة المصرية فى جمهوريتها الجديدة ،التى تنادى بالحفاظ على القيم المصرية والمجتمعية والترسيخ لقبول الاختلاف وقبول الآخر، وهى إحدى السمات التى تميز الجمهورية الجديدة، ويعد أحد أهم مكاسب الحوار الوطنى هو المشاركة الفعالة للشباب المصرى فى جميع المجالات، وكذلك مشاركة المصريين العاملين فى الخارج، والذين أصبح عليهم دور كبير فى جميع المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، ولم يقتصر دورهم على التصويت فى الانتخابات فقط، فالحوار الوطنى يثبت بأنه يهتم بجميع أبناء البلد فى الداخل والخارج، ومن حق المصريين فى الخارج أن يقدموا اقتراحاتهم من أجل مستقبل أفضل لهم ولأولادهم وكيفية علاج المشكلات المصرية من وجهة نظرهم، وهى خطوة مهمة لتعزيز التعاون والترابط بين المصريين فى الداخل والخارج خاصة أن عدد المصريين فى الخارج بالملايين حتى أصبحوا ضلعًا سياسيًا من أضلاع الحياة السياسية والاقتصادية فى مصر، ومشاركتهم فى الحوار الوطنى ستسهم فى التعرف على مشكلاتهم وتعزيز جسر  الثقة بينهم وبين وطنهم الأم مصر، وهو ما يؤكد أن انفتاح الدولة المصرية على مختلف الرؤى والأفكار من جميع المصريين سواء فى الداخل أو الخارج، وأن الجميع يعقد الأمل على نجاح الحوار الوطنى فى وضع آليات مستقبلية تسير عليها الجمهورية المصرية الجديدة بشكل عصرى يحفظ لمصر تقدمها وازدهارها.

وبذلك يكون الحوار الوطنى تحولًا جادًا فى الحياة فى مصر، وفى مستقبل مشرق يشعر الجميع فيه بأنهم جزء من القرارات التى تصدر لصالحهم ولصالح وطنهم مصر الحبيبة، الجميع الآن أصبح الأمر بيديه، وأصبح القرار فى أيدى الجميع لذلك فإن التكاتف والتعاون بين الجميع أصبح أمرًا حتميًا من أجل المصلحة العامة ومصلحة المواطن البسيط الذى ينتظر منهم أن يجعلوه فى بؤرة اهتمامهم حتى يشعر فى المستقبل القريب بأن الأمور قد تغيرت للأفضل والأحسن فى جميع نواحى الحياة.

وفق الله الجميع فى رفعة مصر وعلو شأنها.