الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
جروبات خراب البيوت

جروبات خراب البيوت

السوشيال ميديا سلاح ذو حدين فأحيانًا كثيرة يكون لها تأثير إيجابى يشيد به الجميع وأحيانًا كثيرة يكون لها تأثير سلبى يؤدى إلى نشر الخوف والرعب والخراب خاصة الخراب الأسرى. فعلى طريقة فيلم نادى الرجال السرى استغل آلاف الشباب ورواد السوشيال ميديا اسم الفيلم وابتكروا ما يسمى بالجروبات الخاصة على صفحات الفيس بوك وتويتر وغيرها من أدوات السوشيال ميديا وأطلقوا عليها اسم نادى الرجال السرى كدعوة صريحة لكل الشباب المتزوج أو المقبل على الزواج للانضمام لتلك الجروبات كنوع من الخصوصية بين الرجال ولعرض المشاكل الخاصة بها، كل ما يشمل النواحى الزوجية بعيدًا عن الزوجات وتقديم الاقتراحات فى كيفية إدارة المنزل للاشخاص الجدد المقبلين على الزواج حتى تستطيع أن تفعل ما تريد خارج المنزل دون أن تشعر زوجتك لكن فى الواقع سرعان ما تحول هذا الجروب إلى أداة كبيرة لخراب البيوت؛ فهناك رجال داخل هذا الجروب فقدوا عش الزوجية ومنهم من فقد الترابط الأسرى ونساء صغيرات تحولن إلى مطلقات وأطفال أصبحوا مشردين بعد أن دبت الخلافات والمشاكل داخل الأسرة الصغيرة بسبب الجروبات التى اشترك فيها والداهم.



فالنساء أيضًا لم يقفن مكتوفات الأيدى أمام مهازل الرجل فابتكرن أيضًا جروبات للرد عليهم وأطلقنا عليها أسماء نادى النساء كنوع من الانتقام من الرجال ويعرض داخله المشاكل الزوجية وكيفية التخلص منها وتقديم النصح والارشاد خاصة للمقبلين على الزواج من الفتيات ثم تحول هذه الجروب من داخله إلى نادى المطلقات بعد أن أصبح أغلب النساء فيه من المطلقات، الأمر الذى يؤكد أن هذه الجروبات أدت إلى التفكك الأسرى وإلى خراب البيوت مما ساعد على ارتفاع نسبة الطلاق فى المجتمع خاصة بين حالات الزواج الحديث وارتفعت أكثر نسبة الخلع بين المطلقات حتى وصلت فى آخر احصائية إلى نحو 35٪ من نسبة المطلقات وهى نسبة كبيرة لم تشهدها مصر من قبل لا فى الطلاق ولا فى الخلع. ففى هذه الجروبات نجد فضائح زوجية تنشر بكل سهولة ويسر واستشارات علمية غير صحيحة ومن غير متخصصين بالمرة.

هذا العالم الافتراضى اعتبره البعض أنه واضح وأنه صحيح وأنه المرشد والمعلم الذى يجب أن اتبع واطبق ما يقولونه بدون تفكير لدرجة أن هذه الجروبات زادت بشكل كبير وزاد التخصص فيها وفى كل ما يخص الأسرة المصرية وكل جروب منها لا يمكن أبدًا أن تجد فيه من ينصح لوجه الله أو من ينصح بالاستقرار الأسرى ولكن كلها جروبات تدعو إلى التفكك الأسرى من خلال تقديم ارشادات لكيفية انتصار طرف على طرف حتى إن عددًا كبيرًا من المحامين والمحاميات أصبحوا أعضاء فاعلين فى هذه الجروبات وأصبح لهم اسم كبير من خلال قيامهم بتقديم الاستشارات القانونية فى هذه الجروبات لدرجة أنهم أصبحوا نجومًا فى محاكم الأسرة وأصبح لهم اسم كبير لدى المطلقين والمطلقات وهم يتقاضون مبالغ ضخمة من خلال رفع قضايا الطلاق وقضايا الخلع.

المجتمع المصرى أصبح يعانى حالة من التفكك الأسرى بشكل كبير بعد انتشار مثل هذه الجروبات ومن خلال انتشار وسائل التواصل الاجتماعى الذى تم استغلاله بشكل خاطئ فالعالم كله استغل وسائل التواصل الاجتماعى فى الاتجاه الصحيح ونحن نقوم باستغلاله بالطريق الخاطئ بعد أن ضعف لدينا الوازع الدينى والأخلاقى والإنسانى وأصبح كل شخص لا يهمه إلا نفسه فقط لم يفكر أحد فى مصير أولاده أو مصير أسرته أو مصير المجتمع كله من حوله الذى أصبح مفككًا حفظنا الله جميعًا من تلك الجروبات التى أصبحت خطرًا حقيقيًا على الأسرة المصرية.