عصام عبد الجواد
خطر التزييف الاصطناعى
الذكاء الاصطناعى تقدم مذهل لم يكن أحد يتخيله من قبل وأصبح ثورة جديدة تضع العالم أجمع فى مرحلة متقدمة لم يكن يتخيلها أحد أيضا ورغم التقدم المذهل الذى يشكله الذكاء الاصطناعى إلا أن هناك من خرج فى الأونة الأخيرة يحذر من هذا التقدم إذا تم استغلاله بشكل غير علمى وبطريقة غير آمنة وغير صحيحة.
فالذكاء الاصطناعى جعلنا نقول وداعا للفوتوشب بعد أن خرجت الأمور عن السيطرة فقد سمعنا فى السنوات الماضية ببرامج تركيب الصور والفيديوهات على المنصات التكنولوجية وعبر تطبيقات المتاجر الرسمية وغيرها ولكن ما ظهر فى الأيام الأخيرة هو هوس جديد يطلق عليه «DEEP FAKE» أو التزييف العميق المدعوم بالذكاء الاصنطاعى فهو يستطيع أن يقنع المشاهد أنه حقيقة من الدرجة الأولى ولا يمكن أبدا تفرقته عن الواقع.
وقد انقلبت السوشيال ميديا فى الأيام الماضية على هذا الساحر المزيف لاكتشاف طريقة لتوضيحه وتفرقة الحقيقى من الكاذب فمن صور للرئيس الأمريكى السابق ترامب وهو مقبوض عليه وصور الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وهو داخل مظاهرة وحتى بابا الفاتيكان وهو يرتدى ملابس كاجوال تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعى وهدفها التزييف والتزوير هو ما تنبأ بأن القادم سوف يكون أكبر وأعظم من تزييف صورة لشخصية عامة.
وأثبتت الأيام الماضية أن الذكاء الاصنطاعى يستطيع أن يضع صورا وفيديوهات مزيفة ويتم نشرها على أنها حقيقة ويصدقها البعض وتظل هكذا حتى يستطيع المصدر الذى تم تزييف صوره بإثبات الحقيقة ونفى ما تم نشره والتحقق من ذلك يحتاج وقت بعد أن تكون الشخصية أو المصدر الذى تم تزييف صوره قد تم فضحه أمام العالم أجمع خاصة لو كانت هذه الشخصية شخصية عالمية مثلما حدث مع الرئيس الأمريكى السابق ترامب والصور التى تم نشرها أثناء عملية القبض عليه فى ولاية نيويورك وتبين استخدام الذكاء الاصنطاعى فى هذه الصور عن طريق رسم المعلومات بشكل دقيق للغاية وذلك لإعطاء صورة حقيقية وقناعة للمواطن وينتج عندما يسمى بالتنفيذ العميق سواء كانت صورا أو فيدوهات حتى يستطيع المتلقى أو المشاهد غير المتخصص فى هذه التكنولوجيا أن يقتنع بأنها حقيقة ولا يستطيع التفرقة ما بين المزيف والحقيقى أو المفبرك فهى دقيقة للغاية يصعب على غير المحترفين فى مجال الذكاء الاصطناعى كشفه.
لذلك الأمر يحتاج الحذر الشديد مننا جميعا حتى لا يفاجئ بوقوع ضحايا لهذه التكنولوجيا خاصة من يستغلون مثل هذه الأمور فى الابتزاز والتشهير بالشخصيات العامة أو ابتزاز وتشهير بفتيات صغيرات فى السن لابتزازهن بهذه الصور وغيرها من الفيديوهات ويجب اتباع أمور الحماية التى بدأت تظهر فى الفترة الأخيرة لمواكبة الذكاء الاصطناعى لمعرفة حقيقة كل ما ينشر فإن تأثير ذلك يمكن أن يهدم الأسر الآمنة ويشتت المجتمعات ويهدمها هى الأخرى وذلك من خلال نشر الكثير من الصور غير الحقيقية كإنجازات لبعض الدول أو لبعض الشخصيات العامة وهى فى الحقيقة غير موجودة بالفعل مما يؤدى إلى أن المواطن يفقد الثقة فى المسئولين من حوله.
علينا أن نأخذ حذرنا جيدا وأن تكون هناك توعية حقيقية من خطورة مثل هذه الأفعال ولابد أن تكون هناك توعية مستمرة من مخاطر التزييف العميق من الذكاء الاصطناعى بشكل دورى ومستمر..
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها من كل خطر وكل سوء.