عصام عبد الجواد
30 يونيو وإنقاذ الوطن
أيام قليلة ويحتفل الشعب المصرى بذكرى عظيمة علينا جميعا، وهى ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة التى سطر خلالها المصريون ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وعلى ثوابته التى لا تتغير أبدا منذ أكثر من 7 آلاف عام، وأكد الشعب المصرى للعالم أجمع أن الشعوب صاحبة العزيمة القوية عندما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها أحد واستطاع الشعب المصرى العظيم أن يغير مجرى أحداث التاريخ المصرى الحديث والمعاصر، وكتب بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى المصرى الخالص؛ لتنطلق مسيرة البناء والتنمية على جميع المستويات.
فقد استطاع الشعب المصرى العظيم فى هذه الثورة أن يقضى على حكم الإخوان الذى تحول إلى حكم المرشد الذى كان يضع الخطط من داخل مكتب الإرشاد للرئيس المعزول محمد مرسى الذى لم يستمر طويلا فى الحكم، وخرج عليه الشعب المصرى فى أكبر ثورة يشهدها التاريخ عندما خرج المصريون جميعهم إلى الشوارع، رافضين الرجوع إلى منازلهم إلا بعد القضاء على حكم الفاشية وحكم الفرد رغم ما كان يعتقده ويعرفه الشعب المصرى جيدا بأن طوفانًا من العمليات الإرهابية والإجرامية فى انتظارهم ولن تترك جماعة الإخوان المسلمين الحكم إلا على جثتها، ولكن الله سبحانه وتعالى قد أوقف لهذا الشعب الطيب المغلوب على أمره قواته المسلحة والفريق عبدالفتاح السيسى الذى انحاز انحيازا كاملا للشعب المصرى، واستطاع أن يقضى على الإرهاب فى سنوات قليلة بل شهور قليلة لتعود إلى مصر وسطيتها التى عرفت عنها وتزول غمة الإخوان إلى غير رجعة، بعد أن حاولوا افتعال الأزمات الرامية إلى تشتيت جهود الأمة والدولة والحد من اكتمال البناء الأمن وكانت أبرز المشاهد التى أربكت المشهد فى مصر هى إحياء ذكرى أحداث محمد محمود واستاد بورسعيد وأحداث السويس، وغيرها من الأحداث فى كل محافظات مصر بل فى كل أحياء مصر وحواريها وأزقتها، بالإضافة إلى الإفراج عن سجناء التنظيمات الإرهابية المسلحة الذين استوطنوا سيناء وسعوا إلى تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد قوتها المالية والاقتصادية من خلال عمليات التهريب التى تقوم بها من خلال الانفاق على الحدود مع غزة.
بالإضافة إلى تدهور الأحوال الاقتصادية والسياسية، وتدهور كل نواحى الحياة من المواصلات إلى الكهرباء وغيرها من أمور الحياة اليومية.
حتى كانت الثورة العظيمة 30 يونيو التى إن لم تكن قد قامت كانت مصر الآن فى دمار شامل وخراب لا يعلم إلا الله متى، وكيف تعود كانت الجماعات الإرهابية سوف تسيطر على كل شىء فى البلاد وسوف يخضعون كل شىء لنفوذهم تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى تكوين مليشيات مسلحة تفرض سيطرتها على البلاد ثم بعد ذلك سيتقاتلون مع بعضهم بعضا كما حدث ويحدث فى سوريا وفى ليبيا وغيرها من الدول التى سيطروا عليها فجعلوها فرقا وشيعا تقاتل بعضها البعض، وكانت اللحية والنقاب سيكونان الزى الرسمى للشعب المصرى ووقف الصلاة فى الكنائس التى حرقوها وأقسام الشرطة التى اقتحموها وتطبيق قوانينهم الهمجية التى لا تمت للإسلام بأى صلة أو بدين.
ولأن مصر محمية من قبل الله عز وجل فقد وفق الله شعب مصر وجيشها وقيادتها بالخروج فى وجه هذا التيار المارق البعيد كل البعد عن الإسلام، والقضاء عليه إلى الأبد وتعود مصر بلد الأمن والآمان بلد المحبة والسلام وتنطلق إلى المستقبل الذى سيكون أفضل إن شاء الله.. حفظ الله مصر وشعبها وجعلها دائما شوكة فى حلق كل من أراد لها سوء.