الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جشع التجار

جشع التجار

فى خطة الجمعة الماضية وقف إمام المسجد فوق المنبر وقبل أن ينهى خطبته ناشد التجار والبائعين خاصة أن المسجد يقع فى منطقة قريبة من أحد الأسواق بشارع فيصل بألا يغالوا فى الأسعار ويكفى الناس ما هم فيه من قلة موارد، ثم اشتد حماسه وبدأ يدعو على من يرفع أسعاره بدون مبرر أو بدون سبب واضح ومعلوم، حتى جعل المصلين يرددون خلفه الدعاء بصوت عالٍ وكأنهم وجدوا فرصتهم الحقيقية فى الانتقام من هؤلاء التجار والبائعين وبعد أن خرج الجميع من المسجد واتجهوا إلى السوق لم يتغير شىء، فالتجار يرفعون الأسعار خاصة الخضر والفاكهة واحتياجات الناس اليومية بدون مبرر، وكل تاجر أو بائع يضع سعرًا مختلفًا عن البائع الذى بجواره بدون أى خجل أو خوف أو شعور بالمسئولية، والمواطن لا يستطيع أن يتكلم مع أحد منهم وكأن كلام خطيب المسجد لم يصل بعد إلى آذانهم، أو إلى عقولهم وقلوبهم، فمنذ فترة وهناك مشكلة كبيرة فى ارتفاع الأسعار والسلع الأساسية والمواد الغذائية رغم توافرها بشكل كبير، ومع ذلك الأسواق كل يوم تشهد مبالغة فى أسعار جميع السلع الضرورية، وغير الضرورية مما يؤدى إلى شعور المواطن الغلبان بالإحباط من بيع التجار أصحاب النفوس الضعيفة الذين لا يخافون الله ويملئون بطونهم بالأموال المسروقة من جيب المواطن بغض النظر عن تلك الأموال، من أين تأتى فلا يكترثون بأن تأتى هذه الأموال من أصحاب الدخول المتدنية فليس من الضرورة أن تكون السرقة فقط سرقة لصوص أو عصابات متخصصة بالسرقة ومهنتها فى السطو على الآخرين لكن هؤلاء التجار يسرقون فى وضح النهار وأمام الجميع دون أن يحالوا إلى محاكمة أو حتى يتم توقيفهم وسؤالهم عن الارتفاع الجنونى لهذه السلع فهم يسرقون الأموال التى يتحصل عليها المواطن الغلبان من عمله بصعوبة ويأخذونها بسهولة ويسر مما يجعل المواطن لا يستطيع أن يقضي باقى أيام الشهر بعد أن صرف كل أمواله فى شراء السلع الأساسية وعندما تسأل أى تاجر أو بائع من هؤلاء منعدمى الضمير والإنسانية تجد تبريره الدائم بأن هناك أسبابًا خارجية وللأسف الشديد فإن المواطن فى بعض الأحيان يكون شريكًا أساسيًا فى دفع زيادة هذه الأسعار عن طريق سلوكه الاستهلاكى فعندما يرتفع سعر أى من هذه المواد يتسابق على شراء السلعة والشاطر اللى يلحق يشترى أكثر.



ومع ذلك فإن هؤلاء المفسدين فى الأرض يجب أن يحاكموا محاكمات سريعة ويجب أن يكونوا عبرة لكل من يعيش بهذا البلد الآمن المطمئن.

والحقيقة أننا نحتاج تحريك جميع الأجهزة الرقابية وعليهم أن يتركوا الأماكن المكيفة وينزلوا إلى الشارع يتابعوا ما يجرى فى الأسواق ويقبضوا على كل من تسول له نفسه العبث بهذا الوطن والعبث بقوت المواطن.

فأغلب الأسواق والمحال التجارية لا تجد من يراقبها أو يحاسبها أو يسألها لماذا رفع سعر هذه السلعة رغم أن سعرها لدى تاجر آخر أقل بكثير عن السعر الذى يبيع به.

وهناك مثال بعيدًا عن المواد الأساسية للمواطن وهى السجائر التى يصل سعر البعض منها الرسمى ثلاثين جنيهًا والتجار يبيعونها بأكثر من خمسين جنيهًا وهو أمر لا يجب السكوت عليه ويجب ضبط هؤلاء وغيرهم ومصادرة أموالهم لصالح الدولة فورًا وتحويلهم إلى محاكمات عاجلة معلنة حتى يكونوا عبرة لغيرهم ممن يعبثون بالعباد والبلاد خاصة أن الأموال التى تزيد فوق التسعيرة لا يدفعون عنها حق الدولة من ضرائب وغيرها حتى أصبحوا أغنى من تجار المخدرات.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقائدها.