الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

وشم أحمر 

الأعمال للفنان: مصطفى رميح



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

وشم أحمر 

 

قصة قصيرة

 

كتبتها - سمية عبدالمنعم 

 

رحت أزهو بردائى الأحمر القصير، محلقة فى جيبونته الواسعة كاتساع قلبي، فرحة منطلقة، يغطى ذلك الوشم الذى اخترت له ذات اللون الأحمر - فأنا عاشقة للأحمر- جزءا لا بأس به من سمانتى الخمرية؛ فيزيدها اشتعالا.

أتقدم خاطرة فى حذائى ذى الكعب المتوسط، لأنتظر على مقربة من تلك التبة المشرفة على البحر، حيث موعدنا الأول، أردد النظر بين ردائى ووشمي؛ لأتأكد من تأثير سحرى عليه، فلابد للقاء الأول من سحر يضمن تكراره.

لم أنتظر طويلا، فها هو يلوح فاردا قامته العريضة، مختالا بشعره اللامع وحذائه الأكثر لمعانا، رغم طول مشواره، ورغمًا عنى وجدتنى أطلق صافرة إعجاب قصيرة، لم يصل صوتها لأذنيه، وربما لمح انضمام شفتى بطلائهما الوردي؛ فابتسم فى ثقة.. 

تركت له كفى يضغط عليها فى شقاوة لم تخف عني، فتظاهرت بالخجل وأشحت بوجهى بعيدا، فلم يلبث أن أعاد وجهى نصب عينيه بلمسة حانية منه، وراح يمطرنى بكلمات غزل لم تذقها أذناى من قبل، حتى أننى نسيت كفى نائمة بين أصابعه، هائمة فى سماء كلماته، و.... 

فجأة هبت رياح باردة، وكادت أن تعصف بى أرضا، لكننى لم أقاومها، وكيف أفعل وكفى بين أصابعه!

لكن وياللعجب، كانت الريح أقوى من قبضة يده، التى فقدتها سريعا، حملتنى حملا، وألقتنى بين فكى البحر، رأيت حذائى يطير بعيدا عني، وجيبونتى الحمراء تغادرنى، رحت أقاوم مياه البحر وبصرى يشخص حيث التبة، التى لاحت وكأنها الوحيدة التى تحارب معى المد... ولم يبق لى سواها و.. ووشم أحمر يغطى جزءا لا بأس به من سمانتى الخمرية.. لكنه ما عاد يزيدها اشتعالا.