الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المعركة الحقيقية

المعركة الحقيقية

فى السنوات الأخيرة تحولت السوشيال ميديا إلى سلاح ذي حدين أحدهما قد يبدو نافعا ومفيدا والآخر قاطعا بشكل حاد يؤدى إلى التدمير والخراب وهذا النوع هو الذى أصبح منتشرا وموجودا ومتداولا بشكل كبير وهو الذى يشكل تفكير الرأى العام والتأثير فيه وجعله يتشكل بالطريقة التى يريدها من يديرون تلك المواقع والصفحات.



واستطاعت السوشيال ميديا على مر السنوات الماضية والتى قد تزيد على عشر سنوات كاملة أن يكون لها الدور الرئيسى فى تدمير دول بعينها بدأت بالوطن العربى أو بما يسمى بالربيع العربى حتى إن هناك دولا تم تدميرها عن بكرة أبيها ولم تقم لها قائمة مرة أخرى ولا نعرف متى تعود هذه الدول كما كانت متماسكة قوية إلا أن الأمر لم يقف عند الدول العربية وحدها بل انتقلت الحمى إلى دول الغرب بعد أن استطاعت السوشيال ميديا أن تؤثر فيها وتؤتى ثمارها بكثرة المظاهرات والاحتجاجات اليومية فى كل مكان وكان لها تأثير كبير فى تدهور اقتصاد بعض الدول بعد أن تدهورت أحوالها السياسية ودخلت فى صراعات داخلية لا تنتهى.

فمحاولات نشر الفوضى عبر السوشيال ميديا لا تقتصر على تعظيم الجرائم وإنما أيضا امتدت إلى غثارة القضايا الخلافية والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بأسس المجتمع وتقاليده وأعرافه لتتحول تلك القضايا إلى جدل مجتمعى من شأنه إثارة المزيد من الانقسام داخل المجتمع الواحد سواء فى إطار أخلاقى أو دينى أو طائفى لإثارة الفتن وهو ما يعكس محاولة صريحة لإثارة المجتمع كله حتى يتناحر الجميع.

وهنا تصبح المعركة الحقيقية لدى هذه الشعوب هى معركة الوعى والإدراك حول الآلية التى يتبناها رواد الفوضى عبر أداة التريند.

ففى الأزمات والمواقف المفصلية تظهر معادن الأفراد والشعوب اتجاه الوطن واتجاه المجتمع كله فالوعى والمسئولية الوطنية الأخلاقية كانت ومازالت حائط الصد الأهم فى مواجهة الهجمة الشرسة على بلادنا وما يحاك ضد الدولة الوطنية المصرية بل وضد بنية المجتمع المصرى الذى هو أساس الدولة وذخيرتها على المستويات والأصعدة كافة وبلا شك فإن مصرمستهدفة ليس الآن فقط بل هو مخطط قديم متجدد لتشتيت وتفكيك المجتمع والدولة وليس مصر فقط بل فى بلاد كثيرة للاسف كلها عربية يحاولون بشتى الطرق أن يخترقوا مصر وينشروا بها كل ما يؤدى إلى الفوضى والتناحر الأمر الذى يحتاج إلى صحوة كبيرة من الجميع وأن تكون معركتنا الحقيقية هى معركة الوعى حتى يدرك الجميع حجم مسئوليته أمام بلاده وأمام مجتمعه ودينه وضميره.

مصر تحتاج إلى أبنائها المخلصين فى كل مكان من أجل بناء مجتمع واع يعرف كيف يحمى بلاده وأرضه وعرضه ممن يريدون لها الزوال والوقوع فى الوحل بعد أن نجاها الله سبحانه وتعالى مما كان يحاك بها فى السنوات الماضية حتى أنها الوحيدة التى نجت من فخ الربيع العربى الذى دمر عدد امن البلدان بغير رجعة.

علينا نشر الوعى فى كل وسائل الإعلام وفى كل المواقع وفى كل الهيئات سواء الدينية أو الرياضية أو السياسية أو الاجتماعية أو التعليمية.

وعلينا أن نتحصن جميعا بالله سبحانه وتعالى وفى قدرتنا على التماسك والوقوف فى وجه الأعداء والخونة ممن تسول لهم أنفسهم اللعب بمقدرات البلاد حفظ الله مصر وحفظ رئيسها وشعبها العظيم.