
عصام عبد الجواد
أسيوط الجديدة
منذ عدة سنوات لم تطأ قدماى مدينة أسيوط التى أنتمى إليها وكنت فى الماضى أشعر بحالة من الحزن والضيق كلما سافرت إلى أسيوط التى ظلت سنوات عديدة مهملة رغم أنها كانت فى الماضى عاصمة الصعيد لوجود جامعة أسيوط بها وهى من أقدم الجامعات الإقليمية فى مصر ولذلك لوجود منطقة التجنيد ومصلحة الجوازات ومستشفى الجامعة وغيرها من المصالح الحكومية التى كانت تخدم كل محافظات الصعيد وحتى وقت قريب لا يزيد على عشر سنوات ارتفعت أسعار العقارات بشكل كبير بعد أن أصبحت أسعار الشقق والأراضى فى أسيوط أعلى وبكثير من أى مدينة أو محافظة أخرى فى مصر وأصبحت الهجرة من أسيوط إلى القاهرة أو محافظات الوجه البحرى حلم كل أسيوطى بعد أن ضاقت عليهم المدينة بما رحبت واشتد الزحام فى شوارعها وأصبحت مدينة أسيوط من أصعب المدن بل والأكثر ازدحاما فى مصر ولا تستطيع أبدا أن تعيش فيها بهذا الشكل المزرى.
لكن المفاجأة التى لم أكن أتوقعها ولم أكن أتخيلها أن تصبح أسيوط بهذا الشكل وهذا الجمال وفى سنوات قليلة جدا ففى الفترة الأخيرة تشهد البلاد ازدهارا وتطوير الكثير من المدن فى مصر ولكن لم أتخيل أن أسيوط هى واحدة من هذه المدن وتعد أسيوط الجديدة علامة فارقة فى التطوير العقارى بل وطفرة حضارية بالمشاريع القومية فى صعيد مصر بسبب تعدد الخدمات والمزايا الاستثمارية والعلمية والثقافية والرياضية حتى أصبحت أهم المراكز الحضارية والاقتصادية بمصر الأمر الذى أصبح لافتا للنظر بشكل كبير.
فبعد إنشاء أسيوط الجديدة أصبح الأمر يختلف تماما فهى مدينة من مدن الجيل الثالث فى مصر والتى تم تشييدها تحت إدارة وإشراف هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بموجب قرار رقم 194 الصادر من رئيس الجمهورية وهى تقع على بعد 15 كيلو متر من محافظة أسيوط فى الاتجاه الشرقى لنهر النيل وتربط المدينة بالمدن المجاورة بواسطة شبكة طرق حديثة منها طريق القاهرة أسيوط وطريق الغردقة أسيوط والذى يعتبر أقصر الطرق مسافة إلى أهم المدن والقرى الساحلية مثل الغردقة وسفاجا ورأس غارب وتتمتع المدينة من الداخل بسهولة مرورية عالية.
وتمتد المدينة على مساحة كبيرة تصل إلى أكثر من 30 ألف فدان وتستوعب المدينة فى المستقبل أكثر من 700 ألف نسمة وقد بلغ حجم الاستثمارات فيها ما يقرب من 4 مليارات جنيه.
وقد بدأت مشروعات الإسكان فى الكمبوندات تأتى ثمارها بعد أن قام عدد كبير من أهالى أسيوط بنقل مقر سكنهم إليها والإسكان فيها متنوع من الإسكان الاجتماعى إلى المتوسط إلى الإسكان الفاخر.
وقد تم إنشاء أفضل الجامعات والمدارس بها مثل جامعة أسيوط الأهلية وعدد من الجامعات الخاصة التى يتم إنشاؤها بالفعل وعدد من المراكز الطبية والمستشفيات العامة.
ويتم إنشاء مدينة ملاهى عالمية بها لتكون أكبر مدينة ملاهى فى صعيد مصر ويتم التخطيط حاليا لإنشاء مترو بها ليربط أسيوط بأسيوط الجديدة لتسهيل الدخول إلى المدينتين.
هذا التطور المذهل والذى حدث فى أسيوط فى وقت قياسى ساعد على وقف الهجرة منها إلى القاهرة وساعد عدد كبير من أبنائها من رجال الأعمال فى الاستثمار فى أسيوط بل وتم جذب رءوس أموال من شركات وعلامات تجارية كبيرة للاستثمار فى أسيوط الجديدة التى أصبحت مدينة يعتز بها كل أبناء أسيوط حاليا وأصبح الأمر غير ذى قبل والفرق أصبح واضحا وضوح الشمس فهنيئا لأبناء أسيوط بهذه الطفرة الكبيرة والنقلة النوعية فى وقت قياسى والشكر لكل من فكر وخطط ونفذ هذا المشروع العظيم.