الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. شيب

ضربت أشعة الشمس المتسللة من بين شقوق النافذة سطح مرآة تكاثفت فوقه الأتربة ولأول مرة منذ عقدين مضيا تنظر الراقدة على السرير للضوء المتسلل بعينين ذابلتين وجسد واهن وشعر رحل سواده وصار جليدا باردا.. ولوهلة لم تحرك ساكناً وكأنها جزء من أثاث الغرفة.. ولكن لمعة عيناها كانت تكتسب معنى جديدا يموج بالتحدى والإصرار انحنت تلمس أصابع قدميها الممدتين وتهمس: اليوم ستتحركان بعد خمول طويل. 



ضغطت قدميها بقوة لتبعث فيهما دماء الحياة... نهضت تتعكز وتسير ببطء حتى المرآة أزاحت الأتربة المتراكمة بأصابعها نظرت ارتجفت بقوة فتناثرت شعراتها البيضاء كسحابة إلى سقف الغرفة تذكرها بعمر مضى عمر لم تحياه أبداً منحته عن آخره لمن حولها.. أبيها أمها زوجها أولادها.. وبعد أن ارتوى الجميع ولم يعد أحد بحاجتها.. أصبحت وحدها تناجى الشمس أن تتسلل يوما لتدفئها... واليوم سمعت ندائها ولبته لتكشف لها حقيقة الوقت الذى لم تشعر بمروره.. كشفته بشيب رأسها أولت ظهرها للمرآة عائدة لسريرها باستكانة ولم تأبه للعبرات التى سالت من أعين المرآة ترثيها.