كيف تواجه إفريقيا أزمات التغير المناخى؟
تقرير - أحمد امبابى
استضافت العاصمة الكينية نيروبى قمة المناخ فى إفريقيا، هذا الأسبوع، والتى تهدف إلى معالجة التعرض المتزايد لتغير المناخ والتكاليف المرتبطة به، على الصعيد العالمى وخاصة فى إفريقيا، وذلك بمشاركة مصر ونحو 20 زعيما إفريقيا وشخصيات دولية ومعنيين بالتغير المناخ والتحديات، وبحضور المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص لشئون المناخ جون كيرى.
وشارك فى فعاليات القمة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، خصوصا فى ظل رئاسة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية، بعد انعقاد قمة المناخ COP27 والتى عقدت فى شرم الشيخ العام الماضى، والتى تحدثت فيه مصر بصوت القارة الإفريقية ومعاناة نحو 1.3 مليار نسمة من سكان القارة الإفريقية (يمثلون حوالى 17% من سكان العالم)، جراء آثار التغير المناخى التى تعيق جهود التنمية، رغم كون القارة السمراء تساهم بنسبة 2% إلى 3% من انبعاثات الكربونية التى تنتج عن الدول المتقدمة.
وفى كلمته، قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن مصر تؤكد جهودها لمواجهة التحديات المناخية، مشيرا إلى أن إفريقيا هى الضحية الأكبر للتغير المناخى، والتوسع فى الطاقات المتجددة نظام النمو الذى نسعى إليه.
وأضاف رئيس الوزراء خلال كلمته فى المناخ الإفريقية الأولى المنعقدة بكينيا: قمة إفريقيا للمناخ تأتى فى فترة مهمة بهدف إعادة التشديد على الالتزام بالنمو الأخضر للحصول على المساعدات المالية والتقنية للاستثمارات الضرورية التى ستسمح لنا باستكشاف كل الثروات الموجودة فى القارة الإفريقية، وذلك ليس فقط من خلال الاستثمارات والتمويلات التى قد تصل إلى مشروعات المرونة، ولكن أيضا من خلال بعض التمويلات لمواجهة الخسائر والأضرار.
وذكر رئيس مجلس الوزراء، أن مصر لعبت دورا رئيسيا فى قمة المناخ الـ27، إذ قررت العمل على الصناديق المختلفة لكى تتمكن من تلبية احتياجات القارة الإفريقية لمواجهة تحديات التغير المناخى، وقال أن هذه فرصة سانحة لنا للتعامل مع كل التداعيات المناخية، علينا إعادة النظر فى أدوات التمويل المتوفرة والانتقال لأدوات أخرى، فضلا عن تسهيل الانتقال المطلوب، وعلينا إعادة النظر فى تدفق رؤوس الأموال وذلك لضمان حصول إفريقيا على حصتها من التمويل.
وأكد على الدور التى ستؤديه لجنة الرؤساء الأفارقة، فضلا عن لجنة الاجتماعات الإفريقية ولجنة وزراء البيئة الإفريقية لمواجهة التغير المناخى وتداعياته الوخيمة علينا.
إعلان نيروبى
وتبحث القمة الإفريقية للمناخ، التى دعا إليها الرئيس الكينى ويليام روتو وتنظمها الحكومة الكينية بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الافريقي- الالتزامات والتعهدات والنتائج ذات الصلة بالمناخ والتحديات القائمة والجهود التى تبذلها الدول فى هذا الصدد، فى ظل تصاعد الأزمات المناخية التى تستلزم إجراءات عاجلة للتخفيف من هذه التحديات.
ومن المقرر أن يصدر عن قمة المناخ فى إفريقيا «إعلان نيروبي» للقادة الأفارقة بشأن النمو الأخضر وحلول تمويل المناخ، ودعوة للعمل للدول الأعضاء فى الاتحاد الإفريقى والشركاء الداعمين لدعم تنفيذها.
وتسعى القمة إلى إطلاق طموح جديد لإفريقيا ودعوة لاقامة شراكات من دول العالم لتحقيق هذه الغاية حيث ستكون القمة بمثابة منصة لعرض التقدم المحرز وتبادل وجهات النظر والبدء فى التقارب حول الأولويات المشتركة خلال الفعاليات العالمية ومن بينها الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومجموعة البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.
وأشار السفير جوزيف ساكو مفوض الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة بالاتحاد الافريقى، إلى أن مخرجات القمة تصب فى طموحات كل من إفريقيا والعالم للعمل المناخى، مع التركيز على خمسة محركات أساسية للنمو، بما فى ذلك التحول العادل للطاقة والطاقة المتجددة وتشمل الأولويات الرئيسية توسيع الوصول إلى الكهرباء، وضمان توافر الطهى النظيف، وتعزيز كفاءة الطاقة، واستكشاف إمكانيات الطاقة المتجددة؛ المعادن الخضراء والتصنيع المستدام؛ الزراعة المستدامة والأراضى والمياه؛ البنية التحتية المستدامة والتحضر وأهمية الاستثمار فى البنية التحتية للنقل العام، مع التركيز على الخيارات العملية مثل أنظمة النقل السريع بالحافلات وحلول التنقل الإلكترونى، والمدن المرنة والنظيفة، ورأس المال الطبيعي.
نتائج «COP27 شرم الشيخ» ودعم الأجندة الإفريقية
أسفر مؤتمر COP27 الذى عُقد في شرم الشيخ نوفمبر الماضى، عن تقديم الدول لحزمة من القرارات التى أكدت التزامهم بالحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل مستويات عصر الصناعة، واختتم المؤتمر أعماله باتفاق تاريخى لتوفير تمويل «الخسائل والأضرار» للبلدان الضعيفة التى تأثرت بشدة من جراء الكوارث المُناخية، وعلى رأسها الدول الإفريقية.
وخلال أيام المؤتمر، انطلقت عشرات المبادرات المصرية والدولية تغطى أغلب مجالات مواجهة تداعيات التغير المناخى، أبرز تلك المبادرات ما يتعلق بقارة إفريقيا ويستهدف إنهاء معاناة الملايين فى القارة، وذلك فى إطار قيادة مصر للقارة واستعراض معاناة بلدانها من آثار التغير المناخى.
كما شهد مؤتمر cop27 إطلاق مبادرات عديدة فى مجالات الطبيعة وحماية البيئة والتنوع البيولوجى والانتقال المستدام للغذاء والزراعة والعمل المناخى والمشروعات الذكية الخضراء وغيرها من مشروعات التخفيف والتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ووقعت مصر عددًا كبيرًا من اتفاقات التمويل والتعاون الدولى فى عدة مجالات متعلقة بالبيئة والمناخ، أبرزها اتفاقات بـ 83 مليار دولار، ووقع الاتفاقات صندوق مصر السيادى و9 مطورين عالميين.






