الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
استفتاء أفضل 100 فيلم غنائى.. «لحن لم يكتمل»

استفتاء أفضل 100 فيلم غنائى.. «لحن لم يكتمل»

لا تخلو الاستفتاءات من المفارقات والألغاز  التى تصل أحيانا إلى حد الصدمة، ولكنها فى كل الأحوال «لا تفسد للاستفتاءات قضية» ولا تقلل من الجهد المبذول أو من قيمته وعظمة الفكرة التى ابتكرتها الجمعية المصرية لكُتاب ونقاد السينما للعام الثانى قبل انعقاد دورات مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط بعد استفتاء أفضل 100 كوميدى، وهذه النوعية من الأفكار إضافة كبيرة للمكتبة السينمائية خاصة أن أصحاب الأصوات «الـ 30 ناقد وسينمائى مصرى» الذين شاركوا فيه من صفوة الأسماء فى الوسط النقدى، والأروع أن حقوق الملكية والإبداع مكفولة للجمعية العريقة والمهرجان الكبير ورئيسهما الناقد والكاتب الأمير أباظة صاحب أفضل العناوين فى المهرجانات السينمائية خلال الـ 10 سنوات الماضية والتى تُنقل حرفيًا فى المهرجانات المنافسة.



الاستفتاء الذى أعلنته الجمعية منذ أيام والذى سيكون موضوع كتاب مهم ضمن مطبوعات الدورة الـ39 فى الفترة من 3 الى 8 أكتوبر نجح - بصرف النظر عن الترتيب الذى اتحفظ عليه - ولا يسأل فى هذا رئيس جمعية الكُتاب والنقاد أو معده الكاتب والناقد زين العابدين خيرى فى فرز الأفلام الأبرز غنائيًا، بلى يسأل عنه الإحصاء المجحف.

لكن أتوقف هنا عند الفيلم الاسطورى «غزل البنات» الذى احتل المركز الثالث فى الاستفتاء بعد كل من «غرام فى الكرنك» و«خلى بالك من زوزو» بينما هو يستحق بامتياز التربع على عرش الاستفتاء فى المركز الأول وهو بالمناسبة فى المربع الذهبى فى استفتاء أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية  متفوقًا على 96 فيلما منذ عام 96 وقت نشر الاستفتاء وهذا فى حد ذاته يحمل معانى متعددة الألوان والأشكال فيها «متعة للناس».

فيلم «غزل البنات » إنتاج عام 1949 وهو فيلم أسطورى «غنائى موسيقى واستعراضى ورومانسى وكوميدى» تدور أحداثه حول الأستاذ حمام (نجيب الريحاني) مدرس اللغة العربية البسيط الذى، يطرده ناظر المدرسة لكنه يصبح مدرسًا خاصاً لليلى (ليلى مراد) بنت مراد الباشا (سليمان نجيب) ويعجب بها فى صمت، ولكنها تحب شاباً آخر، يكتشف حمام أن حبيبها ليس إلا نصاب يطمع فى ثروتها فيحذرها منه، ويستنجد بالطيار وحيد (أنور وجدي) ليخلصها من هذا الأفاق ويدعى الضابط للحبيب النصاب أنه اِبْن عَمّها وينقذها منه، فى نفس الوقت الذى يُعجب بها وتبادله مشاعره، ويدرك حمام استحالة حبه لها ويرضى بالأمر الواقع.

فى تصورى من الأفلام الفلتة التى لا مثيل لها ولم ولن تتكرر، واجتمعت فيه كل عناصر الفيلم الغنائى من «قامات» فى كل العناصر فى الغناء والتلحين والكتابة والتمثيل بل أصحاب «مقامات» فى مجالهم خد عندك ليلى مراد وأنور وجدى «المنتج والمؤلف والمخرج» ومحمد عبد الوهاب نجيب الريحانى يوسف وهبى أنور وجدى سليمان نجيب عبد الوارث عسر  محمود المليجى استفان روستى وزينات صدقى فردوس محمد وهند رستم كومبارس وكمان صامت ووديع الصافى وعلى إسماعيل كوكتيل من الهوانم والبهوات والباشاوات وليسوا مجرد نجوم، خد عندك: كمان المخرج: أنور وجدى ومؤلف القصة: نجيب الريحانى السيناريو: نجيب الريحاني، أنور وجدي، بديع خيرى ومؤلف الأغنيات العبقرى حسين السيد وهم  نجوم عصرهم والعصور اللى جنب عصرهم «حاجة كده ما تتعملش إلا مرة واحدة فى العمر».

أما الموسيقى والاستعراض والدويتو فهى «لم يخلق مثلها فى الأغنيات» خد عندك بقى: واتسلطن بنظام «متعنى شكرًا»: أبجد هوز، اتمخطرى يا خيل، الدنيا غنوة، الحب جميل، ما ليش أمل، ودويتو يا لطيف يا لطيف بصوت قيثارة السماء والساحر الكوميدى نجيب الريحانى، وأخيرا مسك الغناء «عاشق الروح « بصوت موسيقار كل الأجيال «محمد عبد الوهاب».. إنه الفيلم الغنائى «كامل الأوصاف» هو «الرائع» بل روعة الروعة وليس «الرابع». 

فى النهاية فإن الاستفتاء عمل عظيم وجهد مبدع لتوثيق  الأفلام بكل قوالبها والمحفورة فى القلب والعقل والوجدان «أمس واليوم وغدًا، ورغم أن استفتاء الفيلم الغنائى لحن جميل فإنه لم يكتمل بسبب هذا الغزل الذى تراجع للمركز الرابع رغم أنه الأول من دون منازع.