الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصة قصيرة

خطط اليوم

واحة  الإبداع



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

الأعمال للفنان على سعيد محمد حجازى  

 

استيقظ من نومه، فوجد أن الشمس لم تشرق بعد. لذا عاد إلى نومه وهو يشعر بالانتهاز لهذا الوقت المتبقى، وبعد فترة مريحة من الوقت، فتح عينيه، فوجد أن غرفته ما زالت مظلمة ولم ينسل ضياء الشمس إليها، اعتقد بوجود شىء خاطئ، وشعر بحيرة تحولت إلى ارتباك، تساءل هل قد نام يومًا بأكمله، أشرقت الشمس فيه وغربت عليه وهو مستغرق فى نومه لا يحس بالعالم، هذا مستحيل، وعلى أى حال، فهو يثق فى ساعته البيولوجية، نهض من السرير، وتناول هاتفه لينظر إلى الوقت، فلم ير فى شاشة هاتفه أى أرقام تشير إلى الوقت، لم يستوعب هذا للحظات، وشعر بغرابة، حاول أن يفتح قفل شاشة هاتفه أكثر من مرة، لكنه عجز أن يضغط بأصبعه على الرقم السرى بشكل صحيح، وفكر فى أن سبب ذلك يرجع إلى أنه لا يزال فى حالة نعاسه ولم يفق منها بشكل تام، ألقى بهاتفه من يده دون تدبر، فسقط الهاتف على الأرض محدثًا قرقعة مزعجة، بحث بعينيه عن الهاتف على الأرض ليرى إن كانت شاشته قد كُسرت، لكنه لم يجد، قرر أن يبحث عن الهاتف على الأرض لاحقًا، واتجه بخطواته الثابتة نحو النافذة، فأدرك أن الستارة السوداء هى التى تحجب النافذة، ولكنه من هو الشخص الذى قد سحب تلك الستارة لتحجب النافذة فتمنع ضياء الشمس من الانسلال إلى غرفته؟ هذا شيء عجيب! مد يده ليجذب بها طرف الستارة ويرى ما إذا كانت الشمس فد أشرقت أم لا، لكنه لم يستطع جذب الستارة بيده كما لو أن طرفها مربوط بشيء ما، هذا شيء لا يُحتمل! تردد فى أن يمزق الستارة من منتصفها، ولكنه شعر بأن هذا عمل عنيف ليس من طبيعته، لذا دقق بصره فى قماش النافذة لكى يتبين أى علامة على ضياء الشمس من خلفها، ومرت فترة طويلة من الوقت، فشعر بغثيان من تركيزه على قماش النافذة، وأدرك أن محاولته تلك بلا جدوى، ولن يستطع رؤية ضياء الشمس من خلال الستارة، قرر ألا يهتم. حتى وإن لم تشرق الشمس على البشر، فهو لا يستطيع فعل أى شىء فى تلك الحياة سوى أن يكون واحدا من هؤلاء البشر. لذا استسلم لراحته، وأغمض عينيه وهو واقف، وراح فى النوم، فهوى بجسده على الأرض، انتفض جسده إثر اصطدامه بالأرض، وفتح عينيه ليجد نفسه مستلقيا على السرير فى غرفته التى ينسل ضياء الشمس إليها من النافذة، وأدرك أنه كان يحلم، فتنهد شاعرًا بالأمان، وقرر ألا يسترجع بذاكرته هذا الحلم مرارًا وتكرارًا، لكى ينساه تمامًا، فلا يؤثر على أى شىء يخطط لفعله هذا اليوم.