الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجهل الاصطناعى

الجهل الاصطناعى

التقدم العلمى الذى يشهده العالم فى السنوات الأخيرة، لم يجد له مثيل على الإطلاق فى كل العصور الماضية، لدرجة جعلت من الذكاء الاصطناعى، أنه يمكن أن يستغنى عن البشر وأصبحت البشرية مهددة بالفناء، من السرعة الرهيبة التى يصل بها الإنسان إلى أم العلوم أو كل العلوم وأخطرها على الإطلاق العلوم النووية التى يمكن بضغطة زر واحدة سيفنى العالم بمن فيه وأيضًا الذكاء الاصطناعى الذى يمكن من خلاله الاستغناء عن التعامل مع البشر أو استبدالهم فالذكاء الاصطناعى يفصل كل شىء ويمكن أن يستخدم فى كل شىء وهو بديل جيد جدًا عن البشر أو من الممكن أن نقول: إنه سوف يقلل من النشاط الإنسانى بحد كبير.



والتطور العلمى والتكنولوجى يسير بسرعة الصاروخ فى العالم كله وكل دولة تنفق المليارات من الدولارات على التقدم العلمى وهناك سباق محموم بين كل دول العالم فى شتى مجالات العلوم؛ الأمر الذى جعل الشعوب تنتبه لذلك وتعمل له ألف حساب.

أما عندنا فما زال البعض من الشعب المصرى ـ يعيش فى عصور الجاهلية الأولى بل إن البعض منهم ألغى العقل والتفكير وإطلاق عنان أحلامهم للجهل والتخلف والتوقف عن التفكير ولو لحظة واحدة وقد ظهر ذلك فى الأيام القليلة الماضية بعد أن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى حكاية البقرة المبروكة كما أطلق عليها أهالى قرية (أريمون) مركز المحمودية محافظة البحيرة ووصل الأمر ببعض الجهلاء والمتخلفين أن يطلقوا عليها البقرة المعجزة بعد أن ادعى صاحبها بأن البقرة تحمل فى بطنها جنينًا فى الشهر التاسع رغم أنها تبلغ من العمر أربعة أشهر فقط وما أن انتشر الخبر فى القرية والقرى المجاورة لها حتى هرع إليها عدد كبير ممن ألغوا تفكيرهم نهائيًا واتجهوا إلى القرية للتبرك بالبقرة المبروكة وبعد أيام قليلة أصبحت البقرة (ترند) على مواقع التواصل الاجتماعى وبدأ بعض الدراويش والمعاتيه ومعتادى النصب والاحتيال على الناس استغلال الموقف للتربح من وراء هذه الأكذوبة وهذا الجدل غير المبرر بالمرة، حتى جاءت لجنة من هيئة الطب البيطرى وعدد من أساتذة كلية الطب البيطرى جامعة دمنهور، كما ذكر فى الأخبار المتداولة فى هذا الشأن، وقامت بفحص البقرة بشكل علمى سليم ومن خلال أشعة الفحص وأشعة السونار تبين أنها لا تحمل جنينًا فى بطنها ولا يحزنون وأنها غير مكتملة البلوغ الجنسى من الناحية العلمية وأن البقرة لا تصلح لعمليات الحمل والولادة إلا بعد مرور سنة كاملة من ولادتها وأن الورم الظاهر فى منطقة الضرع عبارة عن ورم نتج عن حدوث فتاق فى منطقة الضرع بسبب ضعف فى عضلات البطن فى هذه المنطقة، ما أدى إلى نزول الأحشاء الداخلية فى منطقة الضرع واتساع الفتاق بقطر من 15 إلى 20 سنتيمترًا تقريبًا، وأن أهالى القرية استخدموا الجهل الاصطناعى فى تفسير انتفاخ ضرع البقرة على أنها حامل وعلى وشك الولادة ولا أعرف كيف أصف هؤلاء بعد هذه المهزلة ونحن فى القرن الـ21 فى عصر الفضاء والذكاء الاصطناعى وعصر الحروب النووية والهيدروجينية وعصر النت ووسائل الاتصال التى تنقل الحدث فى أى مكان فى العالم فى لحظة واحدة إلا أنه ما زال عندنا ومن بيننا بعض البشر يعيشون فى عالم الجهل، وقلة الدين والوعى، وقلة الحيلة، رغم كل التطور العلمى المهول من حولهم... عفانا الله وعافكم من الجهل والجهلاء وحفظ مصرمن كل سوء.