الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أفكار لا تقبل المناطق الرمادية

«لحن النور».. أحلام المهمشين فى أعمال عماد إبراهيم

فى معرضه الأخير والذى اختار له عنوان «لحن النور» انحاز عماد إبراهيم كعادته إلى وجوه الإنسان المصرى المتطلع إلى النور يؤازره فى الحلم ويسعى معه لبلوغ أمانيه فمنذ البداية ولوحاته تشير إلى أهمية «لقمة العيش» التى تعتبر أولى رحلاته الفنية المميزة والمتميزة مرورا بـ«قطار الحياة» ولوحاته «الجهنمية» بفصولها المتعددة ليكمل فى معرضه الأخير نسيج فكرة أحلام الإنسان فى كل زمان ومكان.



اختار إبراهيم فى معرضه الأخير خامة صعبة «القلم الجاف» وهى خامة لو تعلمون مرهقة فهى خامة لا تقبل الحذف أو التعديل لا يملك ناصيتها إلا فنان متمكن من أدواته وبأفكار واضحة لا تقبل المناطق الرمادية ولأهمية هذا المعرض كان لنا معه هذا الحوار:

■ كيف بدأت فكرة المعرض الأخير؟

- بداية الفكرة هى خروجى للأقاليم والريف للرسم ولم أجد سوى دفتر صغير واكتشفت القلم الجاف فأعاد لى ذكرياتى القديمة والدراسة فكنت أرسم أصدقائى والمدرسين ووجدت احتياجا لتغيير الأفكار والمواضيع.. واكتشفت حب المشاهد لرسمى للوجوه والأشخاص.

فكنت أشاهد وألعب بهذه الرسوم وقمت بعمل اسكتشات كثيرة وعندما قمت بتجديد ورشتى وتوسيعها استعنت بعدد من العمال لا يقل عددهم عن عشرين عامل بداية من عامل الهدم إلى النقاشى، وصارت معه صداقة استمع إليهم وأكتب فى دفترى احتياجاتهم اليومية للعمل وفى نفس الدفتر ارسم اسكتشات لهم، هؤلاء ببساطتهم يتحدثون عن كل مشاكلهم وطموحاتهم وأحلامهم فمثلا عامل الهدم بعد أن قام بردم الحائط وجدته عبارة عن وجه ويد تضىء وسط عتمة الغبار هذا المشهد الرهيب ورؤيته كحجر متحجر متحرك بشكل إنسان فكانت الفكرة الأساسية للمعرض، ووجدت تيمة الحكى معبرة، استوحيت معها أفكارى للمعرض ووجدت أن القلم الجاف صديق للفكرة من بداية التجربة فقمت بعدة تجارب وظهرت مشاكل كثيرة أهمها تثبيت الأحبار على القماش وكثرة التجارب أفادتنى كثيرا فى العمل، أما مشكلة القماش فكانت التوالى الجاهز لا يستوعب الأعمال الكبيرة فقمت بعمل التوال الخاص بى لأواجه مشاكل المساحات ومشاكل التوال الجاهز من تصلب وعيوب النسيج، ودهان النسيج بمادة أعطته حالة خاصة.

■ لاحظت لوحة لأم كلثوم ما علاقتها بالحالة الخاصة للمعرض؟

- كان العمال يشربون الشاى ويستمعون لصوت أم كلثوم وكأنها موسيقى تصويرية لما يدور أمامى فكان لابد من تسجيل حالة «الست» فى هذا العالم.

 فى هذا المعرض لأول مرة أستخدم «الكاتشن» فكنت أقوم برسم اللوحة الواحدة وفى يدى خمسة أقلام بصوت يشبه صوت المنشار صعودًا وهبوطًا على سطح القماش وحالة الدراما وسيطرتى على الفكرة والمتعة فى حالة الرسم فاحسست أنى رسمت كل مصر وليس الأشخاص الذين أمام فقط.

= هذا المعرض درجة فى سلم الفن كما كان إثباتى أننى رسام ولست مصورًا فقط أو بتاع ورد فقط.