الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عن عمر ناهز 80 عاما

رحيل شاعرة السيرة الذاتية الأمريكية الحاصلة على نوبل لويز جلوك

يُعرف عملها بكثافته العاطفية وبتصويره المتكرر للخرافة أو التاريخ أو الطبيعة والتأمل فى التجارب الشخصية والحياة العصرية



توفيت الشاعرة الأميركية الحائزة على جائزة نوبل فى الآداب لويز جلوك، عن 80 عامًا، وذلك حسبما صرح رئيس دار النشر «فارار وستراوس وجيرو» لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ونالت الشاعرة والكاتبة جلوك جائزة نوبل فى 2020 تقديرًا لعملها، حيث أشاد أعضاء لجنة التحكيم بـ«صوتها الشعرى الذى لا لبس فيه والذى بجماله البسيط يجعل الوجود الفردى عالميًا». وقالت الشاعرة عن رد فعلها عندما علمت بفوزها بجائزة نوبل: «فى البداية أصبت بالذعر، ثم أعتقدت أننى أهلوس.. ولكن بعد ذلك، كنت أشعر بفخر شديد». وكان شعرها يتناول دائمًا المشاعر والأفكار ويستكشف العزلة والعلاقات الأسرية والحب واليأس والطلاق والموت، وغالبًا ما يكون هذا ممزوجًا بالخرافات والأساطير القديمة الكلاسيكية. كما فازت جلوك أيضا بجائزة بوليتزر، والميدالية الوطنية للعلوم الإنسانية، وجائزة الكتاب الوطني، وجائزة دائرة نقاد الكتاب الوطني، وجائزة بولينجن. ولدت جلوك فى مدينة نيويورك عام 1943 وتوفيت فى مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس عن 80 عامًا.

نشأتها

لويز جلوك هى واحدة من أبرز الشعراء الأمريكيين فى جيلها، وقد فازت بالعديد من الجوائز الأدبية الرئيسية فى الولايات المتحدة، مثل وسام العلوم الإنسانية الوطنية، وجائزة بوليتزر، وجائزة الكتاب الوطنية، وجائزة نقاد الكتاب الوطنية، وجائزة بولينجن، بالإضافة إلى جوائز أخرى. كما حازت على جائزة ولقب الشاعر الأمريكى فى الفترة من 2003 إلى 2004. غالبًا ما توصف جلوك بالشاعرة ذات طابع السيرة الذاتية. يُعرف عملها بكثافته العاطفية وبتصويره المتكرر للخرافة أو التاريخ أو الطبيعة للتأمل فى التجارب الشخصية والحياة العصرية.

ولدت غلوك فى مدينة نيويورك وترعرعت فى لونغ آيلاند فى نيويورك. بدأت تعانى من فقدان الشهية العصبى بينما كانت فى المدرسة الثانوية ثم تغلبت على المرض لاحقًا. أخذت دروسًا فى كلية سارة لورانس وجامعة كولومبيا لكنها لم تحصل على شهادة. بالإضافة إلى حياتها المهنية كمؤلفة، فقد عملت فى الأوساط الأكاديمية كمعلمة للشعر فى العديد من المؤسسات.

ركزت جلوك فى عملها على الجوانب المضيئة للصدمة والرغبة والطبيعة. أصبح شعرها معروفًا بتعبيراته الصريحة عن الحزن والعزلة فى استكشافها لهذه المواضيع الواسعة. ركز العلماء أيضًا على بناء شخصيتها الشعرية والعلاقة بين السيرة الذاتية والأساطير الكلاسيكية فى قصائدها.

تعمل جلوك حاليًا كأستاذ مساعد وكاتب مقيمة ضمن برنامج روسينكرانز فى جامعة ييل. وتعيش فى كامبريدج فى ماساتشوستس.

حازت جلوك جائزة نوبل للآداب فى عام 2020 وذلك «لصوتها الشعرى المميّز» وفقا للأكاديمية المانحة.

بدايات حياتها

ولدت لويز غلوك فى مدينة نيويورك فى 22 أبريل 1943. وهى الأبنة الكبرى من الأبناء الذين بقوا على قيد الحياة لدانيال غلوك وهو رجل أعمال، وبياتريس غلوك (نى غروسبى) وهى ربة منزل.

هاجر أجداد غلوك للأب وهم يهود مجريين إلى الولايات المتحدة، حيث امتلكوا فى نهاية المطاف محل بقالة فى نيويورك. كان والد غلوك أول فرد من عائلته يولد فى الولايات المتحدة. كان لديه طموح ليصبح كاتبًا، لكنه اشترك فى العمل مع صهره. وحققوا النجاح معًا عندما اخترعوا سكين إكس-إكتو. كانت والدة غلوك خريجة من كلية ويليسلى. تلقت جلوك من والديها فى سن مبكرة تعليمًا فى الأساطير اليونانية والقصص الكلاسيكية مثل أسطورة جان دارك. وبدأت بكتابة الشعر فى سن مبكرة.

اصيبت غلوك بفقدان الشهية العصبى أثناء مراهقتها، وهو ما أصبح التحدى المحدد لسنوات مراهقتها المتأخرة وشباب. وقد وصفت المرض فى أحد مقالاتها أنه نتيجة لمحاولة تأكيد استقلاليتها عن والدتها. وفى موضع آخر، ربطت مرضها بوفاة أخت أكبر منها وهو حدث وقع قبل ولادتها. بدأت غلوك فى تلقى العلاج النفسى خلال خريف عامها الأخير فى مدرسة جورج دبليو هيوليت الثانوية فى هيوليت فى نيويورك. ثم أُخرجت من المدرسة بعد بضعة أشهر للتركيز على إعادة تأهيلها، ولكنها تخرجت فى عام 1961 دون أى تأخير. كتبت عن هذا القرار: «أدركت أننى سأموت فى مرحلة ما. لكن ما كنت أعرفه بشكل أكثر وضوحًا وبشكل أكثر عمقًا، هو أننى لا أريد أن أموت». ثم أمضت السنوات السبع التالية تتلقى العلاج، وهو ما تنسب إليه الفضل فى مساعدتها على التغلب على المرض وتعليمها كيفية التفكير.

لم تسجل غلوك فى الكلية كطالبة بدوام كامل بسبب حالتها الصحية. وقد وصفت قرارها بالتخلى عن التعليم العالى لصالح العلاج بأنه كان ضروري: «...جعلت حالتى العاطفية، وتطرف صلابة سلوكي، والاعتماد المحموم على طقوس معينة من أشكال التعليم الأخرى أمرًا مستحيلًا». وبدلًا من ذلك، أخذت غلوك درسًا فى الشعر فى كلية سارة لورانس، والتحقت بورشات شعرية فى كلية التعليم العام بجامعة كولومبيا فى الفترة من 1963 إلى 1965، والتى قدمت برامج للطلاب غير التقليديين. درست أثناء وجودها هناك مع ليونى آدمز وستانلى كونتز. وقد صنفت هذين المعلمين كمرشدين مهمين فى رحلة تطورها كشاعرة.

أهم سمات وملامح كتاباتها:

بما أنها من محبّى التجريد، استلهمت فى شبابها من شعراء معروفين بتعبيرهم الواضح، أبرزهم وليام بتلر ييتس (حائز «نوبل» عام 1923) وتى إس إليوت (فائز بـ«نوبل» عام 1948).

إضافة إلى الطبيعة، استندت غلوك فى أعمالها إلى طفولتها. تقول فى إحدى المرات: «كنت طفلة وحيدة. كانت تفاعلاتى الاجتماعية غير طبيعية كثيرًا وكنت أُجبر عليها. كنت أشعر بسعادة أكبر عندما أقرأ. لكننى كنت أيضًا أشاهد التلفزيون كثيرًا وأتناول كميات كبيرة من الطعام».

وكتبت الباحثة الأدبية أليسون كوك فى عام 2020: «فى مختلف أعمال غلوك الشعرية، تشكل النساء شخصيات مركزية كثيرة فى قصائدها (...) أكُنَّ نساء شابات أو أمهات». وللويز غلوك ابن واحد.

وأوضحت كوك أنّ «حضور المرأة الشابة فى شعر غلوك يندرج ضمن الخطاب النسوى المستمر منذ عقود فى شأن ما يعنيه أن يكون الشخص امرأة».

ونشرت الكاتبة مدى أكثر من 50 عامًا، نحو 10 كتب شعرية ومقالات ورواية بعنوان «ماريغولد أند روز: ايه فيكشن» صدرت عام 2022 وتتناول حياة توائم مختلفين جدًا.

وقالت أمام لجنة «نوبل عام 2020: «أحب أحدث أعمالى»، مشيرة إلى كتابها «أفيرنو» الصادر عام 2006، لعدِّها أنّه «مكان جيد لبدء» القراءة.