الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الموقف الإفريقى من دعم القضية الفلسطينية: رفض التهجير القسرى.. والحل فى دولة مستقلة

لم يكن الاتحاد الإفريقى، ودول القارة الإفريقية ببعيدة عن التطورات التى تشهدها القضية الفلسطينية، وخصوصا التصعيد الأخير فى قطاع غزة وما يشهده من قصف من الاحتلال الإسرائيلى، بل إن مواقف الدول الإفريقية كانت مساندة فى أغلب الوقت لحقوق الشعب الفلسطيني، وأيضا للموقف العربى فى مراحل الصراع العربى الإسرائيلى على مدى أكثر من خمسين عامًا، بحكم العلاقات الوثيقة بين الدول العربية والإفريقية.



وسجلت الدول الإفريقية، والاتحاد الإفريقى ومن قبله منظمة الوحدة الإفريقية مواقف عديدة داعمة للقضية الفلسطينية على مر العقود الأخيرة، وإن اختلفت أو تراجعت مساحات الدعم الإفريقية، لكن يبقى الموقف الإفريقى الرسمى داعمًا للشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه المشروعة فى إقامة دولة مستقلة.

من هذا المنطلق تفاعل الاتحاد الإفريقى مع التصعيد الأخير فى قطاع غزة، منذ بدء الاشتباكات فى السابع من أكتوبر الجارى، وأصدر الاتحاد بيانًا أدان فيه عمليات القصف العسكرية خصوصا التى تستهدف المدنيين، واعتبر أن «إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطينى، لا سيما حق دولة مستقلة ذات سيادة، هو السبب الرئيسى للتوتر الإسرائيلى الفلسطينى الدائم».

أيضا سجل الاتحاد الإفريقى حضورًا لافتا فى فعاليات «قمة القاهرة للسلام» التى عقدت السبت 21 أكتوبر فى العاصمة الإدارية، حيث شارك فيها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فقيه، ممثلا عن الاتحاد، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، ووزير خارجية جزر القمر طاهر ذو الكمال، وهى الدولة التى تترأس الاتحاد الإفريقى هذا العام، إلى جانب الرئيس الموريتانى محمد ولد الشيخ الغزواني.. وتوضيحًا لأدوار القارة الإفريقية ممثلة فى الاتحاد الإفريقى ومواقف عدد من دول القارة، خصوصًا الدول العربية وعددها عشرة دول داخل القارة، تجاه التصعيد الأخير على غزة سيتم تفنيد الموقف الإفريقى من خلال خمس محطات أساسية.

1- إدانة الاتحاد الإفريقى «جرائم الحرب» فى غزة

منذ بدء التصعيد فى قطاع غزة، وهجمات كتائب القسام على غلاف غزة فى السابع من أكتوبر الجارى، فى عملية أطلق عليها «طوفان الأقصى»، ومع تصاعد الرد الإسرائيلي، أصدر الاتحاد الإفريقى بيانًا دعا فيه الفلسطينيين والإسرائيليين للعودة لمفاوضات السلام دون شروط مسبقة.

ودعا بيان الاتحاد الإفريقى، «المجتمع الدولى وقوى العالم الرئيسية على وجه الخصوص إلى تحمل مسئولياتها المتمثلة بإرساء السلام وضمان حقوق الشعبين»، وأشار البيان إلى أن «حرمان الشعب الفلسطينى من حقوقه الأساسية، خصوصا تلك المرتبطة بدولة مستقلة وذات سيادة، هو السبب الرئيسى للتوتر الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين».

ومع مجزرة المستشفى المعمدانى بغزة، التى راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد معظمهم من الأطفال والمدنيين، اعتبر الاتحاد الإفريقى فى بيان له أن قصف المستشفى المعمدانى «جريمة حرب»، وطالب المجتمع الدولى بالتحرك لوقف هذا العدوان.

2- مؤتمر القاهرة للسلام خيار مصر الاستراتيجى

يعد الموقف المصرى الأكثر وضوحًا وقوة وثباتا، فى التعاطى مع أزمة العدوان الأخير على غزة، ليس فقط لارتباط ما يحدث بالأمن القومى المباشر، وإنما اتساقا مع دور مصرى تاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، وتقديمها كأولوية ضمن أولويات السياسة الخارجية المصرية.

من هذا المنطلق، كان التعاطى المصرى مع الأزمة منذ اليوم الأول للتصعيد، بإدانة كافة أشكال التصعيد العسكرى والاعتداء على المدنيين، ومع تطورات الأوضاع والتصعيد، كان الموقف المصرى واضحًا وفقًا لمجموعة من المحددات الأساسية وهى:

- أولى هذه المواقف: أن الدولة المصرية تنظر للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية القضايا ومفتاح رئيسى للاستقرار فى المنطقة، وبالتالى يجب إنهاء تلك القضية بإعلان دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للمقررات الدولية.

- الموقف الثانى: هو رفض الدولة المصرية بشكل قاطع وحاسم، أى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، بالدعوة للتهجير القسرى للفلسطينيين من غزة إلى دول الجوار، وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على هذا الموقف فى أكثر من مناسبة، بداية من كلمته فى حفل تخرج الكليات العسكرية، وفى كلمته بالمؤتمر الصحفى مع المستشار الألماني، وفى بيان اجتماع مجلس الأمن القومى برئاسة الرئيس السيسي، وصولًا لكلمة الرئيس السيسى فى افتتاح قمة «القاهرة للسلام» بالعاصمة الإدارية الجديدة.

- الموقف الثالث: كان تأكيد الدولة المصرية على دعم الأشقاء فى فلسطين، ووقف كل أشكال العدوان الذى يستهدف الأطفال والمدنيين، وهو موقف عبر عنه الرئيس السيسى عند استقباله لوزير الخارجية الأمريكى، بأن «رد الفعل الإسرائيلى تجاوز حق الدفاع عن النفس»، ويجب توفير أقصى أو حماية للمدنيين وتجنب سياسة العقاب الجماعى والحصار والتجويع.

- الموقف الرابع: كان قيادة الدولة المصرية لحملة الدعم والإغاثة والمساعدات للأشقاء الفلسطينيين، بمبادرات من التحالف الوطنى للعمل الأهلى وحياة كريمة، حيث دشنوا حملات جمع المساعدات تحت شعار «مسافة السكة»، واصطفت قوافل المساعدات أمام معبر رفح البرى ومعها مئات من المتطوعين من الشباب، كما أقامت الدولة المصرية جسرا جويا مع مختلف دول العالم لاستقبال المساعدات الإغاثية عبر مطار العريش الجوي، لإدخالها للفلسطينيين، ونجحت مصر فى فرض إراداتها مع بدء فتح المعبر تدريجيًا والسماح بدخول المساعدات لقطاع غزة.

- الموقف الخامس: كانت مبادرة الدولة المصرية للسلام وتحريك عملية السلام، بدعوة مصر لمؤتمر «قمة القاهرة للسلام» الذى عقد فى القاهرة يوم 21 أكتوبر بحضور 34 دولة ومنظمة دولية، وكان أهم مخرجات هذا المؤتمر هو توافق رؤى المشاركين فيه تقريبا، مع الرؤية المصرية الداعية لمنع تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للفلسطينيين ووقف العدوان على المدنيين، والحل الشامل للقضية الفلسطينية، بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

3- مبادرة الاتحاد الافريقى لتشكل «جبهة عالمية» لوقف التصعيد 

مع المبادرة المصرية لعقد مؤتمر دولى للسلام، لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تجاوب الاتحاد الإفريقى مع المبادرة المصرية، ممثلا فى مفوضية الاتحاد، وأيضا بحضور رفيع من دولة جزر القمر، الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى لفعاليات قمة «القاهرة للسلام»، وخلال فعاليات تلك القمة دعا موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إلى تشكيل «جبهة عالمية مفتوحة» لوقف العنف الدائر فى قطاع غزة وفى كل العالم، مطالبًا بالتوقف عن الاكتفاء بالتنديد والدخول فى مرحلة الفعل.

كما عرض موسى استعداد الاتحاد لعمل ما يلزم بالتنسيق مع الدول والمنظمات العالمية، لوضع حد للصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أن غزة تتعرض لحرب شعواء تتضمن تدميرًا غير مسبوق لأى مدينة فى التاريخ، وهذه الحرب تستدعى الإحجام عن الكلام والدخول فى الفعل، ولامجال لغير ذلك.

واقترح رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، مجموعة من الخطوات التى من شأنها يمكن أن تنهى الصراع، بداية الوقف الفورى للعنف وتوفير الأمور الإنسانية من غذاء ودواء، وإطلاق سراح الرهائن المدنيين، خاصة النساء والأطفال، ثم تشكيل جبهة عالمية مفتوحة لوقف اللجوء لكل أشكال العنف، خاصة ضد المدنيين.

وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، أنه «انطلاقًا من المبادئ الثابتة والقرارات الدولية والإفريقية ذات الصلة، فإننا نشدد على أن الحرب الراهنة أزمة دولية خطيرة، من الضرورى أن نخرج منها عاجلا بقرار فاعل حول إعمال مبدأ الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية، المستقلتين الآمنتين المتسالمتين فى إطار حسن الجوار، ونرى أن أى اتجاه لغير ذلك لن يؤسس للسلام».

4- جنوب إفريقيا والدعوة لمقاطعة ومحاكمة إسرائيل

يأتى موقف دولة جنوب إفريقيا، ضمن أكثر المواقف وضوحا وقوة على الساحة الإفريقية، حيث كان لافتا الصيغة المتشددة التى تعاطت بها دولة  جنوب إفريقيا مع العدوان على قطاع غزة، من حيث نصرة الأشقاء الفلسطينيين، وإدانة العدوان الإسرائيلى، حيث خرجت الاحتجاجات الشعبية فى شوارع العاصمة جوهانسبرج، ضد العدوان الإسرائيلى على غزة، لتكون فى مقدمة الاحتجاجات الشعبية فى إفريقيا جنوب الصحراء ضد الممارسات الإسرائيلية.

الاحتجاجات الشعبية فى جنوب إفريقيا، خرجت بعد أربعة أيام من بدء التصعيد الأخير فى السابع من أكتوبر، وقبل مجزرة المستشفى المعمدانى، وهو ما يعكس الموقف السياسى لجنوب إفريقيا الرافض للممارسات الإسرائيلية، مع الوضع فى الاعتبار أن كثيرًا من شعب جنوب إفريقيا يعتبرون معاناة الفلسطينيين الحالية مثيلة لمعاناة شعب جنوب إفريقيا من نظام الفصل العنصرى للمواطنين الأفارقة السود تحت حكم نظام «الأبارتهايد» العنصرى فى جنوب إفريقيا.

وعلى المستوى الرسمى، عبر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، عن إدانته لقصف إسرائيل للمستشفى المعمدانى فى غزة، حيث ظهر مرتديًا الكوفية الفلسطينية، مستنكرًا دعوات التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة، واعتبر «أن إسرائيل دولة فصل عنصرى محتلة»، وأيده فى ذلك حزب المؤتمر الوطنى الحاكم الذى ارتدى أعضاؤه ملابس سوداء وأوشحة فلسطينية، لإظهار الدعم للنضال الفلسطيني.

ودعت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، الحركات النقابية فى بلادها إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، كما أصدرت الأحزاب السياسية فى جنوب إفريقيا بيانات سياسية دانت الغارات الإسرائيلية الوحشية ضد المدنيين العزل، وذلك فضلاً عن بيانات صادرة عن المجتمع المدنى الجنوب إفريقي، مثل تحالف التضامن مع فلسطين، ومنظمة إفريقيا من أجل فلسطين.

وامتد الموقف الجنوب إفريقى، لدعوة 33 دولة إفريقية عضواً فى المحكمة الجنائية الدولية لرفع دعاوى مشتركة ضد إسرائيل فى شأن ما يمكن وصفه بممارسة إبادة جماعية فى غزة وانتهاكات ضد الإنسانية، حيث قدم هذه الدعوة للدول الإفريقية مركز العدالة بجوهانسبرج.

وتواصل التعاطى الجنوب إفريقى مع الوضع فى غزة، بتلبية رئيس جنوب إفريقيا لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور مؤتمر قمة القاهرة للسلام، حيث أكد الرئيس سيريل رامافوزا، رفض بلاده للعدوان على الأراضى الفلسطينية، مطالبا برفع الحصار عن غزة وتقديم مميزات إنسانية للمساعدات.

وقال رئيس جنوب إفريقيا: «نحن فى بلادنا، نهتم بما يحدث فى فلسطين، لأن شعوبنا تثمن هذه الخسارة والشجاعة أملا فى تحقيق حريتهم ورغبة فى إنهاء معاناتهم؛ دعمًا للشعب الفلسطيني» وأضاف « يجب الالتفات إلى حل الدولتين، بناء على حدود عام 1967، ويجب العودة للمفاوضات وفض المنازعات، ودفع السلام وحقوق الإنسان، وإنهاء المعاناة التى بدأت تتضاعف فى قطاع غزة».

5- مساعدات إغاثية للفلسطينيين فى غزة

ومع مواقف الإدانة الصادرة من مختلف الدول الإفريقية، بادرت عديد من دول القارة لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة، وذلك عبر الجسر الجوى الذى خصصته الدولة المصرية عبر مطار العريش، وصولا للقطاع عبر معبر رفح البرى.

وفى مقدمة هذه المواقف، كان من المغرب، حيث وجّه العاهل المغربى الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بإرسال مساعدة إنسانية عاجلة للسكان الفلسطينيين فى قطاع غزة، وفى الجزائر أمر الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، بإرسال مساعدات إنسانية هامة واستعجالية، إلى مطار العريش فى مصر، لإدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وتتمثل المساعدات الجزائرية فى مواد غذائية وطبية وألبسة وخيم. 

ولم تختلف فى دول إفريقيا أخرى مثل نيجيريا، حيث أكد وزير الخارجية النيجيرى يوسف توجار على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية، والركون سياسياً إلى حل الدولتين، وفى جزر القمر خرجت احتجاجات شعبية للتنديد بالعدوان الإسرائيلى على غزة.

 

7 قرارات تاريخية لدعم فلسطين فى «القمة الإفريقية 36»

 

احتلت القضية الفلسطينية مكانة متقدمة فى قائمة اهتمامات القمة الإفريقية السادسة والثلاثين التى عُقدت فى أديس أبابا يومى 18 و19 فبراير 2023، والتى شارك فيها عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، وبمشاركة السلطة الفلسطينية بصفة مراقب، التى اتخذت مجموعة من القرارات الواضحة والفاصلة فى الدعم الإفريقى للقضية الفلسطينية، حتى أنها وصفت «بقمة فلسطين»:

1- أكد الاتحاد الإفريقى على دعمه توجه دولة فلسطين إلى تجديد طلبها للحصول على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة.

2- دعا الدول الأعضاء إلى احترام الوضع التاريخى فى مدينة القدس.

3- أدان الاتحاد الإفريقى الممارسات الاستعمارية الإسرائيلية التى تطبق نظام الفصل العنصرى فى الأراضى الفلسطينية.

4- أدان استمرار إسرائيل بتنفيذ سياسة الإعدام الميدانى، والاعتقال الإدارى والتعسفى.

5- استنكر السياسات الإسرائيلية التعسفية فى الاستمرار بالاحتفاظ بالمعتقلين الفلسطينيين فى ظروف قاسية.

6- أدان الاتحاد الإفريقى حظر إسرائيل عمل اللجان والمقررين الخاصين الدوليين، ومنع أعضاء مكتب المفوض السامى من الدخول إلى دولة فلسطين.

7- تعليق منح «إسرائيل» صفة مراقب، مع طرد الوفد الإسرائيلى من قاعة قمة الاتحاد الإفريقى فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لعدم توجيه دعوات لمسئولين إسرائيليين.

 

كيف دعمت الدول الإفريقية مصر أثناء حرب أكتوبر 1973؟

 

قبل حرب أكتوبر 1973، لم يكن هناك موقف إفريقيا جامع، تجاه قضية الصراع العربى الإسرائيلي، وكانت مواقف الدول الإفريقية الداعمة للقضية الفلسطينية وللموقف المصرى والعربى تصدر بشكل مستقل، خصوصا من الدول التى كانت قد نالت استقلالها من الاستعمار الأوروبى.

ومع سياسة الانفتاح المصرى على القارة الإفريقية فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر، ودعمه للشعوب الإفريقية فى نيل استقلالها، ظهرت نتائج وثمار تلك السياسة فى معركة التحرير المصرية واسترداد أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، حيث وقفت غالبية الدول الإفريقية داعمة للدولة المصرية، وظهر ذلك فى إعلان 8 دول إفريقية علاقاتها مع إسرائيل بعد النكسة فى 1967، ثم قطعت 20 دولة علاقاتها مع إسرائيل أثناء حرب أكتوبر 1973، تضامنا مع مصر.

وكانت نتيجة وآثار هذه الروابط السياسية وغير السياسية المشتركة ما بين الدول الإفريقية والعربية، قطع الأغلبية الكبيرة من الدول الإفريقية لعلاقاتها مع إسرائيل وانضمام الدول الإفريقية للدول العربية فى قرار الجمعية العامة عام 1975، والذى اعتبرته الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، كما اعتبرت إفريقيا مشكلة فلسطين والصراع العربى الإسرائيلى قضية إفريقية.

وفى هذه الفترة أصلت الدولة المصرية لمسار العلاقات العربية الإفريقية، حيث استضافت القاهرة فى مارس 1977 أول مؤتمر قمة عربية إفريقية، شارك فيه 65 دولة عربية وإفريقية، صدر عنه إعلان سياسي حول المبادىء الأساسية التى تحكم التعاون العربى الإفريقى، كان من بينها مساندة حركات التحرر فى العالم، كما نص على دعم نضال شعوب فلسطين وزيمبابوى وجنوب إفريقيا والصومال وجزر القمر لنيل حريتها واستقلالها.