الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل منى زكى كوكب الشرق؟

هل منى زكى كوكب الشرق؟

تستحق كوكب الشرق أم كلثوم فيلمًا عالميًا يليق بأسطورة الغناء المصرى والعربى وصاحبة العصمة والسيادة الغنائية «أمس واليوم وغدًا» ويكون مرجعًا سينمائيًا للأجيال الجديدة.



أقول قولى هذا بعد التأكد من أنباء انشغال المخرج مروان حامد ومنى زكى بدراسة إطلاق مشروع فيلم سينمائى عن سيدة الغناء العربى وكوكب الشرق والغرب والشمال والجنوب أم كلثوم يجسد دورها الوطنى كنموذج «فاعل ومنفعل وفعال» للقوة الناعمة المصرية وتأثيرها وسيادتها خصوصًا أن المرأة المصرية تعيش الآن عصرها الذهبى فى كل المجالات فى الجمهورية الجديدة.

«منى زكى» التى سبق وأن جسدت بعذوبة وصدق فى عام 2001 فيلم «أيام السادات» دور السيدة جيهان السادات والذى تناول حياته حتى حادث المنصة وقام ببطولته أحمد زكى وإخرجه محمد خان، ومن قبله قدمت شخصية سعاد حسنى فى مسلسل «السندريللا» بامتياز عام 2006 إخراج سمير سيف وتأليف ممدوح الليثى سيناريو وحوار عاطف بشاى، الآن فى 2023 مؤهلة لتجسيد شخصية كوكب الشرق بنجاح بعد وصولها لعتبة النضج القصوى بين نجمات هذا الجيل ،كما أنها تجيد تقمص الشخصيات الكبيرة لاهتمامها بالتفاصيل وفقًا للحالة النفسية للشخصية وبكل أبعادها.. منى زكى الآن و«من الآخر» هى الوجه النسائى المقابل للعبقرى أحمد زكى فى الأداء التمثيلى وروعة التنوع.

للحقيقة فإن شخصية أم كلثوم وتنوع أدوارها مازالت مادة خصبة وقد حان الوقت أن تخلد سينمائيًا من خلال عمل سينمائى وبمخرج موهوب ومتمكن ولا يوجد الآن سوى مروان حامد لتقديم هذا العمل بإمكانياته الكبيرة ورؤيته السينمائية العميقة، مع الاحتفاظ بحقوق إبداع المخرجة الكبيرة إنعام محمد على عندما قدمت مسلسلا عن أم كلثوم عام 1999 تأليف محفوظ عبد الرحمن حمل كل علامات الجودة وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه عندما راهنت بصابرين لتقمص شخصية أم كلثوم وكسبت الرهان وكان من اهم أدوار عمرها.

إن تقديم فيلم عن أم كلثوم كما أنه يفتح لنا آفاق جديدة عن أدوارها المتعددة وتأثيرها فى المجتمع المصرى والعربى والعالمى أيضا بعد اختيارها مؤخرا ضمن اهم 100 مطرب ومطربة فى التاريخ أثروا فى مجتمعهم وجاءت ثومة فى القائمة هى العربية الوحيدة فيه بصرف النظر عن ترتيبها فى الاستفتاء الذى شارك فيه خبراء الموسيقى والغناء حول العالم.. ففى الفيلم المرتقب نستعيد ذكرى الملوك والزعماء الذين تأثروا بها فضلا عن أسماء خالدة فى الشعر والموسيقى ارتبطت أعمالهم بها من الشيخ أبو العلا محمد ومحمد القصبجى إلى محمد عبدالوهاب ومحمد الموجى وبليغ حمدى فى التلحين، وفى الشعر تعاونت أم كلثوم مع حوالى أكثر من 50 من أهم شعراء القرن منهم 23 شاعرا كبيرا فى مقدمتهم شاعرها الأكبر أحمد رامى الذى كتب لها 147 أغنية، يليه بيرم التونسى الذى كتب لها تسعة وثلاثين عملا وشعراء كبار غنت لهم مثل أبو فراس الحمدانى «أراك عصى الدمع» وحافظ إبراهيم «مصر تتحدث عن نفسها» وأحمد شوقى «سلوا قلبى» وعبدالمنعم السباعى «أروح لمين» وجورج جرداق «هذه ليلتى» والهادى آدم «أغداً ألقاك» وعبدالله الفيصل «ثورة الشك» وإبراهيم ناجى «الاطلال» حتى شعراء العامية. 

مأمون الشناوى وأحمد شفيق كامل وعبد الوهاب محمد، ومعهم نخبة من الأدباء والإعلاميين.

إن الحديث عن حياة سيدة الغناء فى فيلم سينمائى جديد أطرافه «منى زكى ومروان حامد» حدث فنى ومن دون عرقلة وتدخل ورثتها يستحق الاهتمام لتأصيل عصر كامل من المبدعين، كما يرسم ملامح مراحل مهمة من تاريخ مصر «وطن أولياء الله المبدعين».