الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصف مدرسة تابعة للأونروا ومخبز فى أكثر المخيمات اكتظاظا بالسكان

«جباليا».. نزيف مستمر

استهدفت غارات إسرائيلية عنيفة محيط مخبز الشرق فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المواطنين، وكان الاحتلال الإسرائيلى قد استهدف مدرسة الفاخورة فى نفس المخيم  قبلها بساعة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط شهداء وجرحى جراء استهداف بوابة مستشفى النصر للأطفال فى مدينة غزة كما سقط 50 شهيد وجريح جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة تأوي نازحين فى منطقة الصفتاوى شمال غزة أول أمس.



على صعيد أخر قال الجيش الإسرائيلى، إنه سيسمح للفلسطينيين باستخدام طريق سريع رئيسى فى قطاع غزة فى إطار محاولات حث المدنيين على النزوح إلى الجنوب، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، على منصة «إكس»: «سكان غزة، أود إعلامكم أن جيش الدفاع الإسرائيلى سيسمح لكم بالمرور على طريق صلاح الدين اليوم بين الساعة الواحدة والساعة الرابعة  مساء من أجل سلامتكم، انتهزوا الوقت القادم للتحرك جنوبًا إلى ما بعد وادى غزة».

فى السياق نفسه، استخدمت إسرائيل قنبلتين على الأقل تزن الواحدة منهما ألفى رطل (نحو 900 كيلوجرام)، خلال قصفها مخيم جباليا فى قطاع غزة، حسبما كشف تحليل أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وتعد هذه القنبلة ثانى أكبر قنبلة فى ترسانة إسرائيل، وادعت إسرائيل أنها كانت تستهدف «قائداً ومقاتلاً» من حماس، فضلا عن شبكة الأنفاق تحت الأرض التى تستخدمها الحركة.

وتقول «نيويورك تايمز»، إن استخدام إسرائيل لمثل هذه القنابل فى منطقة مكتظة بالسكان مثل جباليا، أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الأهداف المقصودة تتناسب مع عدد الضحايا المدنيين والدمار الذى تسببه ضرباتها.

وتظهر الأدلة والتحليلات أن الجيش الإسرائيلى أسقط ما لا يقل عن قنبلتين من هذا النوع على الموقع، مشيرة إلى «استخدام هذه القنابل لاستهداف البنية التحتية تحت الأرض».

ويبلغ عرض الحفرة الناجمة عن القنبلة الواحدة حوالى 13 مترا، وهى أبعاد تتوافق مع الانفجارات تحت الأرض التى قد ينتجها هذا النوع من الأسلحة فى التربة الرملية الخفيفة، وفقا لدراسة فنية أجرتها شركة استشارية لأبحاث الذخائر عام 2016.

وقال مارك جارلاسكو، أحد مؤلفى الدراسة: إن القنابل ربما كانت تحتوى على «صمام تأخير»، يؤجل التفجير أجزاء من الثانية بعد اختراق السطح أو المبنى، بحيث تصل القوة التدميرية إلى عمق أكبر.

ومن دون الوصول إلى موقع الضربة، لم تتمكن صحيفة «نيويورك تايمز» من تحديد ما إذا كانت هناك أنفاق بالأسفل.

والقنبلة الوحيدة الأكبر فى ترسانة إسرائيل تزن ما بين 2000 و2270 كيلوجراما، وفقا لجيريمى بينى محرر شئون الشرق الأوسط وإفريقيا فى شركة الاستخبارات الدفاعية «جينز».

يشار إلى أن 83 دولة، ليس من بينها إسرائيل، وقعت على التزام بالامتناع عن استخدام الأسلحة المتفجرة فى المناطق المأهولة بالسكان، تجنبا لإلحاق الأذى بهم.

ورفض الجيش الإسرائيلى التعليق على عدد ونوع الأسلحة التى استخدمها فى الهجوم على جباليا.

وحسبما ذكرت صحيفة «بوليتيكو»، بحسب مسئول أمريكى طلب عدم الكشف عن هويته، طلبت الولايات المتحدة توضيحا بشأن (الهجوم) على جباليا»، مضيفا، أن هناك تحذيرًا أمريكيًا للمسئولين الإسرائيليين من نفاد الوقت قبل تآكل الدعم، فى ظل موجة غضب متصاعدة ضد إسرائيل حول العالم، بسبب القصف المكثف على غزة الذى أودى بحياة أكثر من 9 آلاف شخص، معظمهم مدنيون.

أدانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، استهداف الجيش الإسرائيلى لقافلة مركبات الإسعاف خلال نقلها عددًا من المصابين من غزة إلى معبر رفح البري، فضلاً عن قصف مدخل مستشفى الشفاء، ما أسفر عن سقوط 15 قتيلاً، وإصابة أكثر من 60 جريحاً من المدنيين.

واعتبر الهلال الأحمر أن استهداف الطواقم الطبية بشكل متعمد «يشكل انتهاكًا جسيمًا لاتفاقيات جنيف، وجريمة حرب»، كما أن على الدول الأطراف فى اتفاقيات جنيف الأربع، التزام ومسئولية قانونية بضمان حماية الطواقم الطبية والأشخاص المدنيين فى جميع الظروف.

ودعا الهلال الأحمر الفلسطيني، المجتمع الدولى للتدخل العاجل للضغط على إسرائيل لضمان حماية المدنين والمقرات والطواقم الطبية العاملة فى قطاع غزة.

وفى وقت سابق، أكد الجيش الإسرائيلى أنه استهدف سيارة إسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء الأكبر فى مدينة غزة، قائلًا، إنها كانت «تستخدم من جانب خلية إرهابية تابعة لحماس».

ومستشفى الشفاء لم يعد به مكانا إضافيًا لاستقبال الضحايا، إذ جرى علاج الكثير من المصابين فى الطرقات وعلى الأرض بين الأقسام «كما لا يوجد سنتيمتر واحد فى المجمع لا يوجد به نازحون».