عصام عبد الجواد
المنتج الوطنى
فى الأسبوع الماضى فوجئت ببنتى تطلب منى شراء بعض احتياجات المنزل، ومنها بعض المشروبات والحلويات، ولكنها فى هذه المرة طلب منى أن اشترى أصنافًا معينة سوف تكتبها لى على الواتس، وعندما سألتها لماذا فأنا أعرف ما تحتاجه وسوف أقوم بشرائه لها دون أن تكتب شيئًا على الواتس ففوجئت بها تخبرنى أنها سوف تكتب لى بعض احتياجاتها من الشركات المصرية الوطنية.
وليس الشركات الأجنبية الغربية التى تذهب أرباحها إلى إسرائيل التى تقتل الأطفال فى غزة وفى فلسطين، ثم بدأت تنصحنى بألا أشترى أى شىء مستورد وعلىّ أن أشترى كل شىء وطنى يعود بالنفع على بلدنا واستطردت قائلة: إن بلادنا وأوطاننا وأمتنا العربية أولى وأهم من دول الغرب.
فى الحقيقة ما سمعته منها وهى لم تبلغ الـ14 عامًا جعلنى مذهولًا مما سببته الحرب على غزة من إعادة تفكير الصغار فى أوطانهم، وأن إسرائيل استطاعت بإجرامها فى إعادة ترتيب أفكار الصغار الذين كانوا يجرون وراء كل ما هو غربى أو مستورد ويقلدون كل أفكار الغرب حتى جاءت هذه اللحظات القاتلة فغيرت الأفكار أكثر من 360 درجة لدى الصغار قبل الكبار، فلو حاولنا سنين طويلة أن نغير أفكار هؤلاء الصغار على تشجيع المنتج الوطنى فلن نستطيع أن نغيرها بهذه السهولة وهذه السرعة، إلا أن إسرائيل بغبائها وعجرفتها استطاعت أن تغير أفكار الأطفال ليس فى مصر وحدها بل فى الوطن العربى والإسلامى على حد السواء، هو أمر جيد جدًا للمستقبل وهى فرصة عظيمة لكل الحكومات العربية والإسلامية فى استغلال هذا الموقف وتشجيع المنتج الوطنى، حتى تستطيع تقليل الفجوة من الاستيراد إلى التصدير خاصة أن هناك دعوات أخرى من ربات البيوت بجانب مقاطعة الأطفال لهذه المنتجات لدرجة أن ربات البيوت بدأن مقاطعة بعض المحلات أو الشركات أو الهيئات التى تصر على بيع منتجات لها دور فى تمويل الكيان الصهيونى، لدرجة أن هناك أيضًا محلات وشركات بدأت بالفعل تكتب على واجهتها أنها لا تبيع المنتجات التى تمول الكيان الصهيونى.
هذا الأمر فرصة عظيمة للمنتج المصرى كى يطور نفسه ويكون منافسًا حقيقيًا للمنتج الأجنبى ويكف يدينا عن المستورد ونحن فى هذه الظروف الاقتصادية الطاحنة مع نقص العملة.
وإذا نظرنا للماضى نجد خلال الفترة من نكسة 1967 إلى نصر أكتوبر العظيم فى العاشر من رمضان سنة 1973 انغلقت مصر على نفسها واعتمدت على منتجاتها المحلية ومنعت الاستيراد من الخارج ولم يمت المصريون لأنهم لم يأكلوا الشيبسى أو الكنتاكى أو التفاح أو يشربون البيبسى أو الكوكاكولا بل استمرت الحياة ولم يشعر أحد بأى نقص فى المنتجات.
وهى فرصة عظيمة للحكومة المصرية على تشجيع المنتج الوطنى وزيادة إنتاجنا بل فتح أسواق خارجية للمنتجات المصرية التى يمكن لها أن تغزو العالم، وحتى تكون لطمة قوية على دول الغرب وأمريكا المساندة للكيان الصهيونى والذين يريدون بمصر السوء لكن مصر بقيادتها وجيشها وشعبها سوف تظل دائمًا وأبدًا شوكة فى حلق كل الأعداء.. حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها على الدوام.